ملحمةٌ تاريخية
إقبال فايع
في أوج انشغالات الأُمَّــة الإسلامية بمشاكلها الداخلية، وفي عمق تألم بعضها على ما يحدث في غزة وبينما نخوض صراعًا صاخب مع قوى الشر الشيطانية، مع ألم القيادة الحكيمة لما يحدث للقدس المطهر، ومع تجليات النصر الملفتة لأنظار العالم، وبرغم المعاناة التي تعانيها بعض الشعوب من خياناتٍ من الداخل السياسي لها.
هَـا هو الشعب اليمني يسجل بدماء شهدائه ملحمة تاريخية بارزة تحكي في طياتها عن بطولات مجاهدينا الأبطال واستعدادهم التام لمواجهة عدوة الشعوب (أمريكا)، وتنسج بين الصفحات ملاحظات الأُمَّــة عن وقفة شعبنا العظيم ومساندته للمظلوم، كما تنقش على غلاف تلك الملحمة زخارف من كلمات السيد الشاب علم الهدى لعصرنا هذا، وتخيط أطراف ملحمتها بخيوط قوية تم استخلاصها من عنفوان أبناء اليمن، خيوط من جبال صعدة العالية من كهوفها التي ضمت جرحاها ومجاهديها وربطت تلك الخيوط ببعضٍ من أحجار صنعاء القديمة الحادة أطرافها، ومن حجّـة عمدت تلك الخيوط وأحاطتها بأشجارها الخضراء الفاقع لونها، ومن الحديدة رصفت أصداف بحرها كـعنوانين لبداية كُـلّ موقفٍ روي في هذه الملحمة.
نسجت تلك الأحرف عزم من حديدٍ أخذ من أقدام المجاهدين كانت قد زُرعت بين العظام والجسد، ومن عبارات لأم أحد الأسرى حال تلقيها خبر استشهاد ابنها وهو في داخل سجونهم المظلمة.
ليست اليمن بأقل فواجع من فلسطين لكن نكبة القدس هي الكبرى فتشاطرنا الألم والقصف، وعزمنا على الدفاع والمواجهة معهم واختلط الدم اليماني بالدم الفلسطيني وصارت قضية واحدة وعدوًّا واحدًا ومواجهة واحدة، وصار البحر يقذف أمواجه حمماً نارية على كُـلّ عدو ومن يشد على يده، ولن ينال عهد الله الظالمين.