جـوهـرُ الـيـمـن

 

أم الحسن الوشلي

كثيرٌ ما نسمع تحليلات وتعليقات بعض المحللين حول ما يحدث في البحر الأحمر وباب المندب وخلاصة مضمونها أن اليمن في رأيهم واحدة من أفقر الدول العربية وتتحدى أغنى وأقوى دولٍ في العالم

وهذه التحاليل التي يحللونها غير صحيحة ولا تمد للواقع بأي صلة فلا اليمن بلدةٌ فقيره، ولا أمريكا وبريطانيا ذو قوةٍ وخزينةٍ لا تنتهي.

كُـلّ الحكايةِ أن أمريكا وبريطانيا هما سارقتا الشعوب ومُنتهكتا الحقوق ومُستبدتا الأوطان؛ هما مُدبلجتا الفتن وزارعتا داعش وصانعتا الإرهاب؛ وفبركت أن القوة ولدت معهما خاطئة فلا قوةٌ أقوى من قوة الله القوي العزيز ومن استمد قوتهُ من قوة الله فلا غالب له.

أما عن الاقتصاد في اليمن.. فاليمن غنيةٌ بثرواتها غنيةٌ بنفطها وغازها غنيةٌ بخيرات أرضها وبسالة شعبها وجيشها… غنيةٌ اليمن بإيمانها وعزة أهلها.

غنيةٌ اليمن لكنها منهوبةٌ محاصرة وكل حقوقها مسلوبة؛ كما وقد مر عليها حقبةٌ من التاريخ المُبتلى بحكام السوء ومُترأسين الغدر والخيانة الوطنية.

غنيةٌ اليمن لكن العيون عنما يحدث فيها عمياء

لو لم تكن اليمن غنيةٌ لما تكالب عليها العدوان الغربي وتحالف ضدها كُـلّ تابعٍ اللوبي الصهيوني؛ لولم تكن اليمن غنيةٌ بتاريخها العريق وجذورها الأبية لما صارعها اليهود وعاداها الطُغاة كُـلّ هذا العداء؛ لو لم تكن اليمن غنيةٌ لما وقفت في وجه المستكبرين صارختاً مواجهةً مُضحيةً بكل ما تبقى لديها من طاقةٍ ودماءٍ أصيلة.

غنى اليمن في قوة الإيمان وقوة الإرادَة جعلها تبني نفسها من اللا شيى.. غنى اليمن في أهلها وأبطالها المقدمون دمائهم لأجلها

غنى اليمن يا عالم جعلها تصنع السلاح في أشدّ الظروف من أبسط المواد؛ لتُدافع عن أرضها وعرضها وقضيتها… غنى اليمن جعل من أمريكا وبريطانيا وحلفائهم يشعرون بالقلق البالغ عندما يمارسون عداءاتهم على المستضعفين من الشعوب… غنى اليمن جعلها تُنتج أشباه المعجزات لتستعيد كُـلّ حقوقها المنهوبة… غنى اليمن هو جوهرها الحقيقي الذي مكنّها من النهوض من تحت الأنقاض وتحت الحصار ومحاولات إبادتها الجماعية.

غنى اليمن في الحكمةِ يا عرب؛ فالغنى في النفس وليس فالجيب والشبع شبع العين ليس شبع البطون، ولأخير في من رأى الباطل وسكت عنه مهما كان وضعه وظرفه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com