نعلمُ مكرَكم وخوفَكم
موقفنا في البحر الأحمر مزعج جدًّا للصهيوني وللأمريكي والبريطاني، ونحن مرتاحون وفرحون ومسرورون جدًّا بمدى ذلك الانزعاج، لسنا في هذا الشعب اليمني ممن يخاف من أمريكا.
العلامة محمد بن محمد المطاع
كانت القيادةُ والعَلَمُ الشماخُ -حفظه الله- والحكومةُ قد ملوا جميعاً المماطلةَ والتهرُّبَ والمراوغة من السعوديّة؛ فقلت في مقال سابق عن الجماهير العظيمة التي استجابت للقائد العظيم، والتي تُشكر دائماً لاستجابتها للقائد، ورأيت وقلت إن هذه المماطلة والمراوغة من السعوديّة تحتاج إلى تأديب، فقلت فقرة في المقال السابق لو دخل هذا الجمهورُ السعوديّةَ لغطّى السهلَ والجبلَ والوديان والصحراء، وقال: نحن ها هنا قاعدون، ومن الطبيعي ألا يكون تحَرّك الجمهور إلا بأمر من القائد العظيم؛ فهو حق من حقوقه، وقد فوّضه الشعبُ وصرخ بأعلى صوته: “فوَّضناك يا قائدنا فوضناك”، وحتى لو لم يفوضوه فهو مفوَّضٌ من الله رب العالمين، أليس الله يقول لعبده رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-: “اصدع بما تؤمر”، أليس هذا تفويضاً؟، وقائد اليمن -حفظه الله- عالمٌ من علماء اليمن، والعلماء ورثة الأنبياء، والإرث هذا يجعلهم يقومون بما قام به الأنبياء، أليس هذا تفويضاً؟!
وأعود إلى الكلمة المختصرة أقول فيها للسعوديّ، أنت يا محمد بن سلمان تخاف وترتعد فرائصك من اليمن وقيادتها الشجاعة، تخاف أن يفعل اليمن في السعوديّة ما فعلته في اليمن أنت وتحالفك، وأما أنت يا محمد بن زايد فَــإنَّك تسمع وتشاهد ما وقع في السعوديّة وترتعد فرائصك وتقول أين المفر؟، وتدعو حليفك نتنياهو فلا يجيبك؛ لأَنَّه في طريقه إلى مثل شارون، وأما أنت يا بايدن أنت تخافُ على القواعد الأمريكية التي نصبتها أمريكا في دول الخليج؛ لقصد استعباد أهلها، تخاف أن يطردك الشعب الأمريكي أَو تتحول إلى مثل شارون، هذا الخوف هو الذي حملكم على المكر والخداع فجئتم ببريطانيا تعتدي على اليمن، وبريطانيا لها تاريخٌ أسود، قد طردت من كُـلّ مكان، تظنون أنكم تخوفون اليمن؛ لكي تفتح البابَ للسفن الإسرائيلية والسفن التي تتجه إليها، وتناسيتم أنكم حاربتم اليمن 8 سنوات وهُزمتم شر هزيمة، وصنع اليمن فيها ما أبهر العالم.
ثقوا وتأكّـدوا أنكم مهزومون وأن اليمن هو المنتصر؛ لأَنَّه يدخل الحربَ وأمامه شيئان: إما النصر وإما أن يكون ضيفاً على الرحمن، وهو يحارب والحق معه وأنتم تحاربون مع الباطل وتحاربون الله الذي خلقكم يا أعدائه..
أخيراً أقول لأبنائي أنتم مستهدفون، والأعداء محيطون بكم من كُـلّ جانب لسبب واحد هو أنكم أحرار، ولا عبودية فيكم؛ فكونوا عند حسن ظن قائدكم، وَإذَا قال لكم: على الشباب أن يهبوا للتدريب والإعداد للجهاد، وعلى الكبار في السن من تجاوز الخمسين فما فوق هم يجاهدون جهاداً آخر يليق بأعمارهم، وهو في الخروج إلى الساحات والمظاهرات والزراعة والمحافظة على بيوتهم ومزارعهم، وأن يكون الجميع مجاهدين كُلٌّ بحسب طاقته، ولو نظرتم إلى المقابر لوجدتم أن الشهداء هم من الشباب وهم الذي رفعوا شأنَ اليمن، ومن فضل الله وكرمه أن هيأ الله لكم قائداً شجاعاً حكيماً لا يكل ولا يمل، وسيفتح اللهُ على اليمن فيتمكَّنُ من الزراعة التي تغطي حاجاته، ومن الصناعة ومن كُـلّ ما يغنيه عن الخارج ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ))، ((فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ…).