اليمن.. مسيرةٌ متواصلةٌ مع فلسطين

 

زاهر الشهري*

في مثلِ هذه الأيّام وبالتحديد في ١٧ يناير عام ٢٠٠٢م، تم غرسُ بذرة “طُـوفان الأقصى” عن طريق قائد المسيرة الشهيد حسين بدر الدين الحوثي الذي كوّن هذه البذرة من روح القرآن وَرواها بالصدق والشجاعة والإيمَـان اليماني.

دورُ اليمن في فلسطين هو ليس جديدًا بل قديماً.. وَأحبَّتُنا في اليمن قدّموا الآلافَ الشهداء للحفاظ على هذه البذرة التي زرعها القائدُ المجاهدُ السيد بدر الدين الحوثي والتي أصبحت فيما بعد مسيرة حديدية لم تستطع قوى العالم على حصرها أَو توقيفها؛ لأَنَّها من روح الله.. يقولُ الله سبحانه في كتابه: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم).

في ٧ أُكتوبر واستكمالًا للفكرة التي زُرعت في روح رجال اليمن، وقفت اليمنُ أمامَ الجبروت الصهيوني العالمي وَضعف وَخضوع الأنظمة العربية والإسلامية وقالت بصوت عالٍ وصل إلى عنان السماء صارخاً: “هيهات منا الذلة”.. ليسمع صدى هذه الصرخة القاصي والداني؛ نُصرة لفلسطين وَأهل غزة بالتحديد..

في ١٠ أُكتوبر، لم تتوانَ القواتُ المسلحة اليمنية في قصف ميناء أم الرشراش في فلسطين المحتلّة بالمسيرات والصواريخ الباليستية وَحاصرت ومنعت السفن الصهيونية من العبور عن طريق مضيق باب المندب.. الدولة الوحيدة العربية المسلمة التي كانت كما يقال (قول وَفعل) حتى إن العالم كله تفاجَأ من هذه الشجاعة والقوة اليمنية.. وَبدأ العالم يتساءلُ: كيف يجرؤون اليمنيون على مواجهة القوة الصهيونية؟

قبل الإجَابَة على التساؤل المنطقي العالمي عن قوةِ وَجرأةِ اليمنيين في مواجهة الكيان الغاصب وَأمريكا، فعلينا أن نحمدَ الله الذي أرانا مدى كذب وَزيف الديموقراطية والقيم الغربية التي سوّقها الغربُ وَعبيدُه في المنطقة، والتي نجحت في استغفال الكثيرين حول العالم وَسوَّقت عبر سياستها وَأفلامها حسن التعامل الغربي وَرُقيه الزائف.. “طُـوفان الأقصى” كشف الستار عن كُـلّ هذا وَأرانا كيف أن الأطفال والنساء يُقتَلون بالآلاف أمام أعين العالم كله ولا أحد يأبه إلا القليل جِـدًّا من الشرفاء.. إبادة جماعية تحتَ إشراف مجلس الأمن والأمم المتحدة؛ لذا يتساءَلُ العالَمُ عن اليمنيين الذين وضعوا قرارَ مجلس الأمن تحتَ أقدامهم وَيتشوَّقون لقتالِ الأمريكي والإسرائيلي في أي مكان وفي أي زمان.. دعونا نختمْ هذا المقال بالإجَابَة على تساؤل الصهاينة الصعب.. كيف تجرأ اليمنيون؟

أقولها وَأنا على يقين كامل بأن اليمن سيغيّر خارطة العالم السياسية والأخلاقية لتتواكبَ وَتتطابَقُ مع الروح القرآنية وَتنتشرُ بذرة الحب والسلام والإيمَـان في أقطار العالم كله.. جُرأةُ اليمني على مواجهة أقوى قوة عسكرية في العالم أتت من آية قرآنية لا يعرفُها الكثيرون (إن تنصروا الله ينصركم وَيثبت أقدامكم) إذَا كانت عجائب الأرض سبع؛ فشجاعةُ وَإيمانُ اليمني هي ثامنِ عجائب الأرض التي لن يستوعبها صهاينة العالم.

سلامُ الله على السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي وضع بذرةِ الإيمَـان والطوفان في اليمن وَالتي أصبحت حديث القاصي والداني..

النصر للإسلام وَتحية لكل الشهداء والجرحى في فلسطين المحتلّة وفي كُـلّ من يقف في وجه الكيان الصهيوني.

* معارِضٌ سعوديّ – عسير

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com