اليمنُ بعناصر القوة البحرية.. قوةٌ إقليمية ومواقفُ للتاريخ
أحمد عبدالله الرازحي
يُدرِكُ الجميعُ أن اليمنَ يمتلكُ موقعًا جغرافيًّا هامًّا ويُطل على المساحة البحرية الأكبر من البحرَين الأحمر والبحر العربي، ويملك مضيقًا من أهم مضايق العالم “باب المندب”، والعديد من الجُزر المميزة في البحرَينِ العربي والأحمر.
الجديرُ بالذكر أن اليمنَ كشعبٍ عربي أصيل لا يؤذي أحداً ولا يشكّل خطراً على أحد من الشعوب في كافة دول العالم، وإنما حظي بنعمة الجغرافيا؛ لأَنَّهُ يستحقُّ ذلك، وعبر التأريخ وهو يتحَرَّك في قضايا الأُمَّــة، ويسعى بهذه النعمة الجغرافية الكبرى إلى استخدام العناصر البحرية لنصرة المظلوم وردع الظلم والوقوف مع الشعوب المعتدى عليها من إمبراطوريات الاستكبار والهيمنة العالمية، ومن يراجع التأريخ يُدرك أن لليمن تاريخاً ومواقف مُشرفة، ولم يكُن أولها الموقف اليمني مع غزة، وإنما لليمن مواقف سنذكر اثنَين منها كمعلومة للقارئ.
بالتالي لم يستخدم أيُّ شعب أَو دولة العناصر البحرية كما يقوم به اليمن؛ فوحدَهُ اليمنُ الذي وظَّف عنصرَ القوة البحرية عبر الصراعات العربية الغربية لصالح الشعوب المظلومة.
نعود للتاريخ قليلًا لنجد أن لليمن مواقفَ قويةً؛ فوفقاً لاتّفاقية الدفاع العربي والاقتصادية المشتركة بتاريخ 1954م الموقعة بين الدول العربية؛ إذ استفادت حركة التحرير الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني وأرسلت الحركة عدداً من أفرادها في زورق سريع ليهاجموا سفينة نقل “كورال سي” تابعة للكيان الصهيوني في باب المندب في يونيو 1971م.
وأيضًا موقفٌ يمني مُشرِّفٌ عندما استخدمت مصر بابَ المندب وعناصر القوة البحرية اليمنية بما فيها الجزر اليمنية في التأثير على الأعمال العسكرية ضد قوات الاحتلال الصهيوأمريكي، وقامت مصر بتوقيع اتّفاقية مع اليمن باستخدام الجزر اليمنية وإغلاق المندب في أُكتوبر 1973م أثناء الصراع المصري مع العدوّ الصهيوني، إذَاً التأريخُ لا يغفلُ ولو لحظة ويدون كُـلّ المواقف لكل الدول والشعوب.
اللافت أن الموقفَ اليمنيَّ اليوم مع غزة وفلسطين موقف مُشرف سيدونهُ التأريخ في أنصع الصور؛ فعندما تتآمر الأنظمة العربية والإسل%D