من يقتل اليمنيين
د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي
يردّد بعضُ أبواق المرتزِقة في معرِضِ تبرير تخاذلهم وتخاذل حكومتهم في مواجهة ما يجري في غزة، بأن (حكومةَ صنعاء تقتُلُ اليمنيين وتحاصرُ تعز، ثم تدَّعي أنها تقفُ إلى جانب غزةَ)، وهذا تهرب واضح من تحمل المسؤولية إزاء ما يجري في غزة؛ لأَنَّ الجميع يعرف من يقتل اليمنيين خلال العشر السنوات الماضية، فقد سلّم المرتزِقةُ قرارَهم في عام 2015م إلى تحالفِ العدوان بقيادة السعوديّة ودعم أمريكا، وكلّ تلك الدول عملت بحرص شديد على قتل أكبر عدد من اليمنيين سواءٌ أكانوا في صف حكومة صنعاء أَو في صف المرتزِقة، والشواهد على ذلك كثيرة رآها الجميع عبر وسائل الإعلام، وقيام التحالف بقتل اليمنيين لا يعني تبرئة المرتزِقة وحكومتهم من تلك الجرائم، فهم مشاركون في كُـلّ ما ارتكبه تحالف العدوان في حق اليمنيين؛ لأَنَّهم من منحةِ الإذن بذلك.
وبالنسبة لحصار تعز فهي كِذبةٌ ابتدعها المرتزِقةُ ثم صدَّقوها، ومن يتحدث عن حصار تعز فمعظمهم يعيشون في الخارج وليس لهم معرفة عن حقيقة ما يجري في الواقع؛ لأَنَّ المناطقَ اليمنية المحاصَرة هي المناطق التي تتبع حكومة صنعاء، أما تعز فهي غيرُ محاصرة؛ لأَنَّ الطريق إلى عدنَ مفتوحة ذهاباً وإياباً، ويصلُها الغذاء والدواء ولا يمنع عنها أي شيء، وحكومة المرتزِقة لا تخضع لأي حصار وعندها القدرة لتزويد تعز بكل ما تحتاجه، وَإذَا وجد حصار على تعز فتتحمل حكومة المرتزِقة مسؤولية ذلك.
وأما موقفُ اليمن من الأحداث في غزة، وتحَرُّكاتُ القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر لمنع السفن الإسرائيلية والسفن الذاهبة إلى إسرائيل من المرور؛ فهو واجبٌ ديني وإنساني، ومفروضٌ على كُـلّ من لديه قدرة للقيام بأي عمل سواءً عسكري أَو سياسي أَو إعلامي أَو إنساني لدعم فلسطين أن يقومَ به دون تردُّدٍ ودون حساب للقوى المطبِّعة أَو أذناب أمريكا وإسرائيل، وألا يبحث عن عذر أَو مبرّر للتهرب من هذا الواجب كما يفعل المرتزِقة اليوم، وأما موقف اليمن فلا يمكن التراجع عنه مهما كانت الضغوط أَو الإغراءات، وكما ذكر السيد عبدالملك الحوثي في خطابه، يوم الخميس الماضي، بأن على جميع اليمنيين والعرب والمسلمين القيامَ بما يقدِرون عليه إزاءَ ما يحدُثُ في غزة، وعدم التهرب من المسؤولية مهما كانت المبرّرات والأعذار التي تُطرَح.