جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ.. المواجهة المباشرة مع أمريكا

 

عدنان عبدالله الجنيد

الحمدُ لله القائل: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)، الأنبياء- آية (18).

عندما نشاهد اليوم واقع الأُمَّــة الإسلامية والعربية التي معظم الرسالات السماوية نزلت فيها، وخَاصَّةً شبة الجزيرة العربية، وآخرها تشريفاً لهم رسالة الإسلام القرآن الكريم والنبي الأمي محمد بن عبدالله -صلوات الله عليه وعلى آله- رحمةً للعالمين، لقوله تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القرآن لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)، الإسراء- آية (88).

نجد وضعها أسوأ من الأمم الأُخرى، من ذلٍ وهوانٍ وانحطاط واستذلال واستسلام واستعباد وحروب وطوائف متفرقة ونهب لثوراتها وخيراتها من قبل دول قوى الاستكبار العالمي التي تتزعمها أمريكا وإسرائيل في المنطقة، وهذا دليل واضح عن انحراف الأُمَّــة عن المسار الصحيح، عن الرسالة الإلهية وكتاب الله والثقافات القرآنية، واستبدالها بالتضليل والثقافات الغربية الهزيلة والمغلوطة التي تورث الذل والهوان والاستسلام، ضعف الإيمان، وضعف البصيرة والوعي، والخضوع للمخاوف والأطماع، والتقديرات الخاطئة، والحسابات الساقطة الباطلة.

وعندما أشرقت المسيرة القرآنية للشهيد القائد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، في شعب الإيمان والحكمة لتصحيح هذا الانحراف وتصحيح المسار بالعودة إلى الثقافات القرآنية، ومعرفة العدوّ الحقيقي للأُمَّـة من خلال القرآن الكريم الذي وصفهم في كثير من المواضع منها: (أشد الناس عداوةً – يردوكم بعد إيمانكم كافرين – يشترون الضلالة ويريدون أن يضلوا السبيل – الأنامل من الغيظ… إلخ)، وعندما بدأت الثقافات القرآنية تنتشر في أصقاع اليمن، ازداد قلق دول قوى الاستكبار العالمي منها، وازداد التضليل، واليهود امتازوا بالتضليل، هم هموا بأن يضلوا رسول الله (لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أنفسهُمْ)، ويهود اليوم أخطر من اليهود في عصر الرسول، ولا يمكن للأُمَّـة مواجهة هذا التضليل إلا بالعودة إلى الثقافات القرآنية وكتاب الله، وبسبب هذا التضليل لجأت دول قوى الاستكبار العالمي بالحرب بالوكالة عن طريق عملائها من الأنظمة والأدوات التكفيرية من داعش والقاعدة والمرتزِقة، وكان هذا التضليل تحت عنوان (الدفاع عن الصحابة -المد الإيراني).

ومن جرائم هذا التضليل شن النظام السابق ست حروب على محافظة صعدة، وشن حربًا على شعب الإيمان والحكمة باسم تحالف عربي بقيادة السعوديّة “عاصفة الحزم”، إذ في تاريخ 26 مارس 2015م تم إعلانها من واشنطن عبر السفير السعوديّ، وهذا ما أكّـده قائد الثورة -يحفظه الله- في كُـلّ خطاباته بأن عاصفة الحزم مشروع صهيوأمريكي وخدمة للصهاينة، ورغم النصح لعملاء أمريكا، دعونا نواجه أمريكا وإسرائيل مباشرةً، لا تقفوا تدافعوا عنهم، ولكن لا حياة لمن تنادي (وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا)، وهذا ما أكّـده قائد الثورة السيد/عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- (أحب الأمور إلينا وما نأمله، وما نتمناه وكنا نتمناه منذ اليوم الأول أن تكون الحرب مباشرة بيننا وبين الأمريكي والإسرائيلي، ولا يحاربنا عبر عملائه).

وبفضل الله وبركة القيادة الربانية جاء الحق لنصرة المستضعفين وتحرير المقدسات والقضية المركزية للأُمَّـة الإسلامية فلسطين، بإشعال البحار والممرات فيها ومنع الملاحة الإسرائيلية، والمواجهة المباشرة مع أمريكا وإسرائيل التي كانت أمنية الشعب اليمني.

إنَّ الحق هو في الوقوف مع شعوب أمتنا المظلومة، المضطهدة، المحاربة بكل أشكال المحاربة، في لبنان، وسوريا، والعراق، والبحرين، وفي كافة أنحاء المعمورة، الحق على مستوى المبادئ، والقيم، والتعليمات، والمشروع، والمنهج، والمسيرة، وعلى مستوى المواقف والولاءات، وعلى مستوى القول والفعل، وعلى مستوى الخيار والقرار، الحق في ذلك كله، هو الركيزة التي يمكن للأُمَّـة -بل وللبشرية بكلها- أن تستند إليه، وأن تتمسك به؛ لحمايتها من الباطل، وهو الذي له فاعليته المؤكّـدة الحتمية في إزهاق الباطل، (جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) الإسراء- آية (81).

وإنَّ الباطل هو في جرِّ الأُمَّــة إلى الولاء لأمريكا وإسرائيل، والخضوع للسيطرة الأمريكية والإسرائيلية، والتبعية العمياء لأمريكا، وإنَّ الباطل كُـلّ الباطل، هو في القبول بالعدوّ الصهيوني، والقبول بسيطرته على فلسطين والمقدسات، وبالتطبيع معه، والولاء له، وبتبرير جرائمه.

الباطل زهوق بطبيعته، وهو لا يستطيع أن يثبت أمام الحق (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ).

من هو الكفيل بهذا الحق وهذا الشرف؟

هي الشعوب التي تغلغلت فيها الثقافات القرآنية، تحت القيادة الربانية والعلم الإلهي السيد القائد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، وسوف يزهق الباطل أمام الحق ويغرق في البحر كما غرق فرعون، ويخسف الله به كما خسف بقارون، ولا يكون له من نصير.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com