سيطرةُ الصهيونية على الإدارة الأمريكية

 

هاشم أحمد وجيه الدين

منذ انطلاق عملية “طُـوفان الأقصى” المباركة في الــ 7 من أُكتوبر 2023م ظهر الموقفُ الأمريكي الداعم والمساند لجرائم الكيان الصهيوني بحق الأبرياء في قطاع غزة وتوفيرُهُ الغطاءَ الدولي لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق النساء والأطفال، وتدمير المستشفيات والمدارس والمنازل وتسوية أحياء كاملة بالأرض على رؤوس ساكنيها وتوفير الأسلحة والقنابل والذخائر للجيش الإسرائيلي المجرم.

ولم تكتفِ هذه الإدارة الإرهابية بهذا القدر من الدعم والإسناد للصهاينة، بل ذهبت أبعد من ذلك، فبالرغم من تصريحاتها المتكرّرة بعدم رغبتها في توسيع الصراع إلا أنها تناقضُ هذه التصريحات في الواقع باستهدافها للمقاومة العراقية واللبنانية بين الحين والآخر؛ إسناداً للجيش الصهيوني، وتطوّعها لحماية السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية منعَ مرورها حتى يتم وقف العدوان وفك الحصار عن الصامدين في قطاع غزة، وأرسلت سفنها وبارجاتها الحربية إلى البحر الأحمر والعربي لحماية سفن الكيان الغاصب.

الانفصام والتناقض بين تصريحات الإدارة الأمريكية في عدم توسيع الصراع وتحَرّكاتها في الواقع يؤكّـد بما لا يدع مجالاً للشك وقوع هذه الإدارة الهزيلة تحت سيطرة الصهيونية العالمية وتسخير كُـلّ إمْكَاناتها العسكرية والسياسية لتنفيذ طموحات بنيامين نتنياهو، وُصُـولاً إلى تبنيها تشكيلَ تحالف دولي ضم كلاً من أمريكا وبريطانيا تحديداً، ومباركة دول أُخرى منها ألمانيا وهولندا وأُستراليا والبحرَين؛ بهَدفِ العدوان على اليمن وانتهاك سيادته واستهداف عدة مدن يمنية بالصواريخ والطائرات إسناداً لجيش الاحتلال الصهيوني ودعماً لجرائمه بحق شعب فلسطين.

عدوانٌ همجي وغير قانوني قامت به الإدارتانِ الأمريكيةُ وبريطانيا يتنافى مع كُـلّ القوانين والأعراف الدولية، ويعتبر اعتداءً سافراً على دولة مستقلة ذات سيادة، وله تداعياتُه الخطيرة والكارثية لناحية عسكرة البحر الأحمر والبحر العربي وتعريض الملاحة الدولية للخطر.

كُلُّ هذه التحَرّكات الهمجية التي تقومُ بها أمريكا وبريطانيا دعماً للكيان الصهيوني على هاتين الدولتين تحملُ نتائجَ هذا التصعيد والتي ستكون تبعاته وخيمة وكارثية، بينما كان الحل المنطقي والطبيعي والعقلاني لما يحدث في البحر الأحمر هو الضغط على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه وجرائمه وإنهاء حصاره الظالم بحق أبناء غزة.

ولكن على ما يبدو أن الصهاينة سيقودون الإدارة الأمريكية باتّجاه المجهول وسيمرّغ أنفها بالوحل في اليمن؛ فبلادنا اليوم باتت تمتلكُ كُـلّ وسائل القوة والقدرات العسكرية التي تمكّنها من الدفاع عن أراضيها وشعبها وسيادتها واستقلالها أمام كُـلّ التحديات أياً كان مصدرها، ولن تثنيَها عن موقفها الديني والأخلاقي والإنساني تجاه أبناء غزة تهديداتُ وتحالفاتُ أمريكا وبريطانيا ولا أيةُ قوة على وجه الأرض، وستضاف إلى قائمة استهداف السفن والقطع البحرية لأمريكا وبريطانيا المتواجدة في المنطقة، وأية دولة ستنطلق من أراضيها أَو أجوائها أيةُ أعمال عدائية تجاه اليمن ستكون لدى القوات المسلحة اليمنية أهدافًا مشروعة في إطار الدفاع عن السيادة اليمنية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com