الحكمةُ اليمانية وصلت للعالمية

 

أم يحيى الخيواني

شعبٌ هُــوِيَّته إيمانية، شعب لم يخضع أَو يخنع رغم كُـلّ التحديات والصعوبات التي واجهها طيلة الأعوام التي مضت، شعب سر صمودهُ الأُسطوري هو أنهُ شعب يقتدي وَيقتفي أثر رسول الله -صلوات الله عليه وآله- وأعلام الهدى، شعب لا يخاف أي تهديد من أي قوى مستكبرة؛ لأَنَّهُ لا يخاف إلا من غضب جبار السماوات والأرض، شعب جعل العالم أجمع يعرفُ هُــوِيَّتَه الإيمانية وَانتماءَه الإيماني الصادق؛ فهذا الحب المتجذر في أهله منذ بزوغ فجر الرسالة المحمدية، منذ بعث رسول الله صلوات الله عليه وآله، بالإمام علي -عليه السلام-، برسالته في السنة الـ (10) للهجرة، تجمع أهل همدان قاطبة وَأسلموا جميعهم عن بكرة أبيهم طواعية دون إكراه، وعند وصول رسالة الإمام علي عليه السلام، إلى رسول الله خر ساجداً وقال: “السلام على همدان”، “أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية”، هكذا هم أهل الوفاء والحكمة اليمانية والتسليم المطلق للقيادة الربانية؛ فهم يعلمون أن لا نجاة ولا فلاح ولا فوز في الدنيا والآخرة إلا باتِّباع الحق المُنزل من رب العالمين.

الأنصار هم من ناصروا رسول الله في المدينة من قبيلتي الأوس والخزرج، وكانوا عنواناً للوفاء؛ فأول الشهداء في سبيل الله هم من يمن الإيمان والحكمة وهما: (سمية، وياسر) والدا عمار بن ياسر وأصلهم من قبيلة مذحج اليمانية، والأنصار هم من آثروا على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ورحبوا بالمهاجرين الوافدين إليهم وتقاسموا معهم كُـلّ ما يملكون، على ماذا يدل كُـلّ هذا؟ إن دل على شيء فَــإنَّما يدل على نفوسهم السخية والكريمة المنبعثة من أنفسهم الأصيلة، فلا عجب في ذلك.

ويجب علينا ربط الحاضر وما يحصل اليوم من أحداث عالمية بماضينا المُشرف؛ فسنجد اليمنيين هم من كانوا في الصدارة دائماً وفي كُـلّ المجالات التي رفعت راية الإسلام والمسلمين، فحبنا وَجهادنا متجذر فينا من الأزل، وما نشاهده اليوم من نصرة لإخواننا في غزة والأقصى الشريف وكلّ مناطق فلسطين وكلّ الأحداث والمواقف التي تثلج الصدور وتشفي القلوب في البحر الأحمر وباب المندب وتدمير كُـلّ سفينة تمر لإسرائيل، وكذلك تهديد قائد الثورة والمسيرة القرآنية لقوى الشر والعدوان والشيطان الأكبر أمريكا التي قال عنها الشهيد القائد سلام الله عليه، بأنها: (قشة) ولا خوف منها، وهي إلى زوال لا محالة على أيدي المؤمنين المجاهدين المدافعين عن دينهم وَأرضهم المقدسة، وسوف يأتي الله بالنصر والفتح القريب على يد الأنصار المساندين للقضية الفلسطينية التي هي قضية العرب الأولى وَالكبرى، ولكن الأعراب تخلوا عن عروبتهم وكرامتهم وَدفنوا رؤوسهم في وحل الانحطاط والخسة والوضع خوفاً من قوى الشر وَالاستكبار أمريكا وإسرائيل، والعدوان إلى زوال وأمريكا منهارة لا تستطيع المواصلة في شن غاراتها التي لا تخيف شعبنا اليمني اليوم، ونحمد الله أننا أصبحنا نواجه قوى الطغيان وجهاً لوجه كما قال السيد القائد حفظة الله، والنصر حليفنا ولا يهمنا تهديدهم ولا تصنيفهم لنا كإرهابيين؛ فالشعب اليمني يقول: “ما نبالي”، وكيف يغُلب من كان مع الله ورسوله وأعلام الهدى، قال تعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com