الالتزامُ الديني مقابل الالتزام الصهيوني
د. شعفل علي عمير
عندما تطرق السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- في كلمته الأخيرة إلى المقارنة العجيبة بين التزام الصهاينة تجاه الدعم المادي المباشر وكذلك الدعم السياسي والاقتصادي للكيان الصهيوني في ما يرتكبه من مجازرَ بحق الشعب الفلسطيني وأبناء غزّة بالذات، وما يمثله من خرق لكل شرائع الأرض وشريعة الله التي تحرم كُـلّ هذا الإجرام.
ومقابل ذلك الموقف العربي والإسلامي المتخاذل عن دعم إخوانهم في الدين والعروبة الذي كان ولا يزال مُجَـرّد تصريحات وقرارات بمطالبة الكيان الصهيوني بوقف مجازره في حق شعبنا الفلسطيني المظلوم، وكأنَّ الوقوفَ مع مظلوميته ليست ضمنَ الواجب الديني والأخلاقي والإنساني، لم يخجل العرب والمسلمين مما يقومُ به الحلفُ الصهيوني بقيادة أمريكا وبريطاني وغيرها من دول أُورُوبا من دعم مباشر وبشكل علني مبطن بالتحدي الصريح للعرب والمسلمين، أليس من الواجب الديني أن نقفَ مع إخواننا المظلومين في فلسطين بالمال والرجال والسلاح كما يقف أعداؤنا مع عدونا بكل ما يستطيعون من قوة؟
إن ما يقوم به محور الشر المتمثل بأمريكا وحلفها لا يستهدف الشعب الفلسطيني ومقدساتنا فقط إنما يستهدف الأُمَّــة الإسلامية كلها يستهدفها عسكريًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وأخلاقياً، وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان أبداً؛ فالشعب العربي بالذات يعرف بأن ما يقوم به حلف الشر لن يتوقف عند جغرافيا فلسطين إنما امتداده إلى أبعد من ذلك بكثير، ومن المفارقات العجيبة أننا نسمع أصواتاً من بعض وسائل الإعلام التابعة للأنظمة العميلة والمطبِّعة من يقوم بتشويه من يقف مسانداً وداعماً لإخواننا في غزّة، معتبرًا ذلك خارجًا عن الإجماع العربي والإسلامي كما يطلقون عليه، في إشارةٍ إلى أن العرب والمسلمين قد أباحوا دماء وأرض المسلمين في فلسطين للعدو الصهيوني.
وبالمقابل المقارنة بين الموقف الديني الملزم القيام به كواجب أمرنا الله أن نؤديه؛ كونه منسجِمًا مع القيم الدينية والإنسانية وبين الالتزام الصهيوني المتناقض مع كُـلّ القيم الإنسانية نجد مقدار التقصير والذل الذي تعيشُه بعضُ الدول العربية والإسلامية وموقفها الذي سوف يُسألون عنه يوم القيامة.
إننا نعيش في زمن كشف الحقائق كما قال الشهيدُ القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- فعلاً إننا نعيش زمن الفرز الإلهي الذي يبين فيه الخبيث من الطيب.
نقول لكل من يتغنى بإدراج أنصار الله ضمن قائمة الإرهاب الأمريكية بأن العدوّ أَو الخصم الذي نحن في مواجهة معه في حرب مباشرة مع العدوّ الذي يسعى لقتلنا: إن إدراجنا في قائمته الإرهابية يعد شرفًا ودليلًا على أننا في الموقف الصحيح، الموقف الذي يغيظُ أعداءَ الإسلام والمسلمين؛ فإذا كان هذا العدوُّ يريدُ قتلَك وإبادتَك فإن قام بتصنيفك ضمن الجماعات الإرهابية شيء نحن لا نستبعده فليصنف ما يريد لمن يريد ويكفينا فخراً أننا ضمن من قال الله عنهم: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسم اللهِ كَثيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)؛ فنحن بحمد الله تعالى ممن قام بنصر الله عندما نصرنا عبادَه المظلومين.