المأزِقُ الأمريكيُّ في البحر الأحمر
غاراتٌ أمريكية بريطانية عدوانية على اليمن..
المسيرة: محمد ناصر حتروش
تتعمَّدُ الولاياتُ المتحدة الأمريكية تأجيجَ الوضع في البحر الأحمر، من خلال إرسال السفن والبوارج الحربية ودعوة دول العالم للتواجد إلى مضيق باب المندب؛ بهَدفِ حماية السفن الإسرائيلية أَو السفن المتجهة إلى كيان العدوّ الصهيوني.
وعلى الرغم من التأكيدات المتواصلة للقيادة السياسية والعسكرية اليمنية من سلامة حرية الملاحة في البحر الأحمر إلا أن واشنطن تحاولُ إثباتَ رواية مغايرة، وهي أن اليمنيين يهدّدون هذه الملاحة وأن ما يحدث في البحر الأحمر لا علاقة له إطلاقاً بما يحدث في غزة، وهي مغايرة لرواية اليمن التي تؤكّـد دائماً أن منعَ السفن الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر، يأتي إسناداً لإخواننا في قطاع غزة الذين يتعرضون لعدوان وحصار صهيوني لا مثيل له في التاريخ.
وأمام هذه الواقع أصبحت الحقيقةُ واضحةً للعيان، وبات العالم يدرك جيِّدًا عدم مصداقية الرواية الأمريكية؛ ولهذا فشلت واشنطن في ضم حتى أقرب الدول المتحالفة والصديقة معها في تحالف عدواني على اليمن، لتبقى أمريكا وبريطانيا وحيدتان في هذه المغامرة غير محسوبة العواقب.
ويؤكّـد عددٌ من المحللين السياسيين والعسكريين أن مصير العدوان العسكري الأمريكي البريطاني على اليمن هو الفشل، معتبرين ما أقدمت عليه أمريكا “تهورًا خطيرًا وخطوةً غيرَ مدروسة يرجعُ صداها السلبي على المعتدين أنفسهم”.
اليمنُ شوكةٌ في نحر المستكبِرين:
وفي هذا الصدد يؤكّـد الشاعر ماجد المطري، أن “العدوانَ الأمريكي البريطاني على اليمن هو دليلٌ قاطعٌ على جدوى العمليات البطولية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني في البحر الأحمر”، موضحًا أن “القوات المسلحة اليمينة اتخذت موقفاً مشرِّفاً بتضامُنِها مع إخوتنا المسلمين في غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الكيان الصهيوني المجرم الغاصب، وفي ظل صمت رهيب من المجتمع الدولي وتواطؤ مشين من قبل الأنظمة الحاكمة للشعوب العربية والإسلامية”.
ويؤكّـد المطري أن “التضامُنَ اليمني مع غزة أوصل رسالة للعالم أجمع أنه ما زال في الأُمَّــة الإسلامية أحراراً، وأن اليمن ورجالها وقيادتنا الثورية والسياسية ذخرٌ وعونٌ للمستضعفين في هذا العالم، وشوكةٌ في نحور الطغاة والمستكبرين، وأننا على استعداد للذهاب إلى ما هو أبعد من هذا نُصرةً لقضايا أمتنا الجوهرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.
وعن تداعياتِ العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، يقول المطري: “إن القصف الأمريكي البريطاني للعاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية هو تهور خطير جِـدًّا، ولن يمر مرور الكرام”.
ويضيف: “سيكونُ لهذا العدوان ما بعده من تداعيات كبيرة على المنطقة ولن تنجو أمريكا من مغبة ما تجرأت عليه؛ فالرد اليماني لن يتوقف، بل سيتجاوزُ كُـلَّ الحدود ليصلَ بمشيئة الله تعالى وعونه إلى كُـلّ قواعد أمريكا ومصالحها في المنطقة”، مؤكّـداً أن “الغارات الأمريكية الغادرة على الشعب اليمني لن توهنَ من عزم وثبات وصلابة الموقف اليمني قيادةً وشعباً بخصوصِ مساندة غزة والانتصار لمظلوميتهم، وأن الغارات الأمريكية وقود تحفيزي للقوات المسلحة والشعب اليمني في مواصلة موقفها المبدئي والأخلاقي المساند للقضية الفلسطينية”.
ويشدّد المطري على أن “العدوان الأمريكي البريطاني سيفشل في إضعاف اليمن واحتلاله”، مؤكّـداً أن “العدوان الأمريكي البريطاني وهو نفس العدوان السعوديّ الإماراتي الذي فشل على مدى تسع سنوات من إخضاع اليمنيين وتحقيق أهدافه الخادمة للشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل”.
ضربةٌ لاقتصاد الصهاينة:
ويأتي العدوانُ الأمريكي البريطاني على اليمن بعد الخسارة الاقتصادية للوبي الصهيوني في البحر الأحمر والتي تُقَدَّرُ -بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام العبري- بملايين الدولارات، ويشير الخبير الاقتصادي محمد الفقيه، إلى أن “السيد القائد عبد الملك الحوثي –يحفظه الله- أعاد لليمن العظيم مجده التليد ودوره الجوهري المشرف والمتمثل في نُصرة الملهوفين ومقارَعة المستكبرين”.
ويوضح أن “قوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل لجأت إلى العدوان على اليمن بعد فشل أدواتها المحلية والإقليمية التي راهنت عليها طيلة سنوات الحرب ومنذ الوهلة الأولى لخروج اليمن عن الوصاية الخارجية التي حقّقتها ثورة 21 سبتمبر المجيدة”، منوِّهًا إلى أن “الغارات الأمريكية البريطانية على اليمن هي محاولة بائسة من قبل تحالف الصهاينة لتغيير موقف الشعب اليمني الثابت في مساندة المقاومة الفلسطينية”، مؤكّـداً أن “الغارات الأمريكية والبريطانية تستهدف الأماكنَ والمواقع التي قُصفت طيلة سنوات العدوان السعوديّ الإماراتي والتي كانت تنفذ بإشراف أمريكي”.
ويرى الفقيه أن “الشعبَ اليمني بقيادته الثورية الربانية الحكيمة لن يتخلَّى عن المقاومة الفلسطينية وسيفُشِلُ تحالف الأمريكان والبريطانيين كما هزم أدواتهم الرخيصة في السابق وسيظل اليمن واجهة العالم العربي والإسلامي للدفاع عن المظلومين ومقارعة الباطل”.
من جهته يقولُ الناشط الثقافي عبدُ الله الهادي: “إن العدوانَ الذي حدث في ليلة واحد رجب 1445هـ من قبل الصهيونية العالمية بأدواتها الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية على عدة محافظات يمنية هو ليس عدواناً جديدًا، وإنما عدوانٌ قديمٌ أُعلن في يوم 26 مارس من العام 2015م من العاصمة الأمريكية واشنطن”، معتبرًا الغارات الأمريكية البريطانية استمراراً للعدوان السعوديّ الإماراتي المُستمرّ في عدوانه على اليمن منذ تسعة أعوام وحتى اللحظة.
ويذكر الهادي أن “عداءَ الصهاينة لليمن يأتي لعدة أسبابٍ أبرزُها تمسُّكُ الشعب اليمني بالهُــوِيَّة الإيمانية الأصيلة”، مشبهاً مواجهة اليمن للصهاينة بمقولة الرسول الأكرم في غزوة الخندق للإمام علي “برز الإيمانُ كُلُّه للشرك كُلِّه”.
ويلفت إلى أن “تزامن العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن مع جُمعة رجب ذكرى دخول اليمنيين الإسلام يعطي دلالة على قُربِ الفرج والنصر المبين لصالح الإسلام وبداية لهزيمة قوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل”، مشدّدًا على أن “تمسك الشعب اليمني بالهُــوِيَّة الإيمانية جعلته مؤهَّلاً للدفاع عن قضايا الأُمَّــة الإسلامية وفي مقدمتها القضية الجوهرية فلسطين والتي تخلى عنها غالبية الدول العربية والإسلامية باستثناء اليمن الذي وقف الموقفَ المشرِّفَ والشجاع، وظل متمسِكاً بموقفه رغم التهديدات والمخاطِر والمؤامرات التي تحاك ضده من قبل اللوبي الصهيوني العالمي”، لافتاً إلى أن “الشعبَ اليمني بقيادته الثورية الربانية الحكيمة أزعجت قوى الشر وتحالف الشطيان ممثلاً بالشيطان نفسه وإبليس وحلفائهم من الأمريكيين والصهاينة، وأربكت مخطّطاتِهم الإجراميةَ في العالم العربي والإسلامي”، موضحًا أن “تحالف الشر على يقين تام بأنه لا يمكن التغلب على أولياء الله المتمّسكين بالنهج المحمدي القرآني كأعلام الهدى”.
وتطرق إلى أن قوى الاستكبار العالمي تمارس سياسية التضليل والخداع لتصرف الناس عن التفافها حول القيادة الربانية الممثلة لجبهة الحق وذلك للحفاظ على مكانة قوى الشر العالمية والحفظ على قوتها الوهمية، مبينًا أن “تلك الأهداف الشيطانية هي من دفعت تحالف الأمريكيين للعدوان على اليمن رغم معرفته المطلقة بفشله في تحقيق أهدافه وهزيمته المدوية”.
ويرى أن “تحالف الأمريكان والبريطانيين على شعب الإيمان والحكمة يثبت للجميع صوابيه الموقف الذي نحن عليه المتمثل في مساندة إخوتنا المسلمين في غزة التي تتعرض لحرب إبادة من قبل الصهاينة على مدى ثلاثة أشهر متواصلة وفي ظل صمت أممي وعالمي مطبق”، منوِّهًا إلى أن هزيمة اليهود أمرٌ حتمي، وقد ذكر الله عز وجل أن هلاكهم سيكون بيد قوم مؤمنين بالله وواثقين بنصره وهو ما يؤكّـده قوله تعالى: “وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ، إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”، وقوله تعالى: “قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ”.