الموقفُ الميداني “القتالي والعملياتي” لليوم الـ109 لمعركة “طُـوفان الأقصى”
المسيرة | خاص
يواصلُ أبطالُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية ولليوم التاسع بعد المِئة على القتال ضمن معركة “طُـوفان الأقصى” البطولية؛ التصدي لقوات العدوّ “الإسرائيلي” المتوغلة، وخاض المجاهدون اشتباكات عنيفة مع جنود الاحتلال وسط معارك ضارية على مختلف محاور التقدم، لا سِـيَّـما في غرب مدينة خان يونس التي شهدت أعنف المعارك.
ونفّذ المقاومون الفلسطينيون، الثلاثاء، سلسلة عمليات جريئة استهدفت جنود الاحتلال وآلياته بالقذائف المضادة للمدرعات، وتمكّنوا من تدمير العديد من الآليات العسكرية، في حين أقرّ العدوّ الصهيوني بمقتل 13 ضابطًا وجنديًّا في معارك خان يونس، وإصابة العديد من جنوده في محاورَ متفرقة، خلال الساعات الـ24 الماضية، وفق تقاريرَ ميدانية تضمنت تفاصيلَ الموقف العملياتي في محاور القتال الرئيسة.
منطقةُ العمليات الشمالية (من الطريق رقم 10 وحتى الحدود الشمالية):
كشفت وقائعُ الـ 24 الساعة الماضية، أن العدوَّ “الإسرائيلي” بدأ يتورَّطُ بشكلٍ كبير بإعادة نشر ألوية في شمال القطاع، لا سيما في المنطقة الجنوبية لشمال غزة في أحياء الزيتون وتل الهوى والدرج والتفاح، فقد عاودت قيادة العدوّ تكليف الفرقة 99 بهذه المنطقة بعدما أعادت نشر قواتها في المنطقة الوسطى مستعينة بلواءين من الفرقة 36 للحلول مكان اللواءين 646 المظلي واللواء 179 مدرع اللذين يتبعان للفرقة 99 اللذين مبهمة المناورة في منطقتي تل الهوى وحي الزيتون غريب ذلك القاطع.
ولفتت مصادر عبرية إلى نقل اللواء الخامس (الذي كان معسكراً على السياج الشائك في تماسٍّ مع خزاعة في أقصى الجنوب) لمؤازرة اللواءين 401 مدرعات والناحال التابعين للفرقة 162 واللذين يخوضان منذ أسبوع معركة متدحرجة شرقي القطاع الشمالي من تخوم تلة الريس وحتى حي التركمان شرقي حي الشجاعية.
ويعتبر مراقبون، الزج بثلاثة ألوية لمؤازرة لواءَينِ كانا يعملان في المنطقة الشمالية لغزة فشلاً عملياتياً كَبيراً، لا سيما أن مهمة الألوية الثلاثة كما يبدو حماية المنطقة الوسطى من تسرب مجموعات وعقد كتائب المقاومة الشمالية إلى المنطقة الوسطى إلى جحر الديك أَو المغراقة أَو حتى مخيمي البريج والنصيرات؛ بهَدفِ تقوية المقاومة فيهما والتشويش على حركة القوافل العسكرية الداخلة والخارجة من محاور (البريج – المغازي والنصيرات) في المنطقة الوسطى.
تقوم المقاومة بهجومٍ اعتراضي لقوات العدوّ المتوغلة في الشمال والشمال الشرقي (بيت لاهيا – شرق جباليا) ويبدو أنها بنت محوراً قوياً في منطقة مسؤولية كتيبتي حي الزيتون وحي تل الإسلام (تل الهوى) وخطورة هذا المحور أنه يهدّد حرية الحركة على الطريق العسكرية الحيوية للعدو من شمال أبراج المخابرات باتّجاه غريب مخيم الشاطئ – ميناء غزة – وُصُـولاً إلى تقاطع شارع الرشيد وعند الشارع رقم 10 بالوسط.
مصادر المقاومة أشَارَت إلى أن هذا المحور يهدّد معظم الطريق رقم 10 ويهدّد أي نشاط للعدو في الشجاعية ومدينة غزة، مما يجعل كُـلّ ما قام به العدوّ من عمليات برية منذ الـ27 من أُكتوبر 2023م، عرضة للنسف، ويعني أن المقاومة عادت لتعمل بكامل ثقلها في لواء غزة (الذي يضم 6 كتائب) وغرب منطقة عمليات قطاع غزة الشمالية.
مصادر ميدانية أوضحت أن هناك ميزةً هامةً جعلت المقاومة تحيي هذا المحور المهم وهو أنه يمكنُه أن يهدّدَ أهمَّ مانع طبيعي في الوسط، وهو مانع وادي غزة الذي يعتبر في هذه الأيّام في الشتاء مانعاً مائياً يحتاج العدوّ إلى وسائل خَاصَّة لاجتيازه بدروعه وأهميّة وجود محور قوي للمقاومة قرب شمال غرب هذا المانع يعني تحكماً بضفته الغربية وجعل اجتيازها باتّجاه المنطقة الوسطى مكلفاً للغاية.
واللافتُ أن لواءَ غزةَ في المقاومة بدا من خلال وقائع المعارك المتجددة في الأيّام الـ 10 الماضية أنه يمتلك كُـلّ ما يحتاج من مواردَ بشرية وَوسائل قتالية لمحاربة وحدات صهيونية باستعدادات كبيرة تفوق الثلاثة ألوية.
وحتى ساعة إعداد هذا التقرير سُجِّلت في شمال قطاع غزة الوقائعُ الميدانية التالية:
– دكّ تجمعات آليات وجنود العدوّ شرقي مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون من العيار الثقيل.
– استهداف آلية عسكرية بقذيفة “تاندوم” شرقي جباليا.
– استهداف ناقلة جند شرق حي التفاح والدرج بعبوة قاسم (3) وقذيفة (RPG تاندوم) مضادة للدروع، وتدميرها بشكل كامل ووقوع من بداخلها بين قتلى وجرحى.
– استهداف قوة خَاصَّة بعبوة مضادة للأفراد “رعدية” والاشتباك معها شرقي جباليا.
– تفجير عبوة “شواظ” بقوة مشاة وإيقاعها بين قتيل وجريح في منطقة السلام شرقي جباليا.
– الاستيلاء على طائرة استطلاع مسيَّرة من نوع (Skylark) أثناء مهمة استخباراتية لها شرق منطقة جباليا البلد، والسيطرة على طائرة “Matrix 600” صهيونية في المنطقة ذاتها.
– تفجير آليات بأكثر من بكمين هندسي محكم شرقي مدينة غزة.
– قصف تمركز لجنود العدوّ بقذائف الهاون شرقي حي الزيتون بمدينة غزة.
– قصف خط إمدَاد ومسير لآليات العدوّ بوابل من قذائف الهاون شرقي جباليا.
– استهداف مجموعة من جنود العدوّ بالأسلحة الرشاشة داخل خيام نصبت قرب برج للمراقبة في محيط “المقبرة الشرقية” شرقي جباليا.
– استهداف مبنى تتحصَّنُ فيه قوات خَاصَّة صهيونية بـ 4 قذائف “RPG” والاشتباك معهم بالأسلحة الرشاشة جنوبي غربي مدينة غزة.
– استهداف دبابة صهيونية جنوب غربي مدينة غزة بقذيفة “الياسين 105”.
المحورُ الأوسط (البريج – النصيرات – المغازي – دير البلح):
أعادت قيادة العدوّ “الإسرائيلي” العسكرية تنظيم انتشار قواتها بشكل لافت في منطقة العمليات الوسطى، حَيثُ نقلت قيادة الفرقة 99 المسؤولة عن منطقة العمليات الوسطى لواءَينِ من تبعيتها (646 و197) من شمال البريج والنصيرات إلى منطقة حي الزيتون وتل الهوا في منطقة العمليات الشمالية واستبدلتهما بلوائين من الفرقة 36 الباقية في غزة وهما اللواء الـ 188 المدرع والذي يعمل شمال مخيم النصيرات وشرقه ولواء غولاني الذي يعمل الآن، أَيْـضاً شمالي مخيم البريج وشرقيه فيما يتولى لواء يفتاح مهمة القتال شرقي مخيم المغازي.
وفق مصادرَ عبرية تتركزُ مهمةُ الألوية الثلاثة (188 مدرع – غولاني – يفتاح ووحدتي شالداغ ويهالوم) على عمليات مداهمة مكلفة جِـدًّا يسميها العدوّ مهمات “بحث وتدمير” في مخيمات الصمود الثلاثة في المنطقة الوسطى، حَيثُ ترتفع يوميًّا أعداد الاشتباكات والاستهدافات والتقارير الواردة من الميدان والتي تتحدث عن ارتفاع عدد عمليات استدراج المقاومة لقوات للعدو إلى مناطق قتل مستعجلة أَو معدة سلفاً وتتحمل كتيبة البريج في المقاومة العبء الأكبر في عمليات التصدي والتعرض للقوات المهاجمة، حَيثُ تتلقى قوات العدوّ خسائر بأسلحة متنوعة.
في السياق، حقّقت المقاومة الفلسطينية نتائجَ مهمة في محاور محافظة دير البلح تمثلت بالآتي:
– قصف جنود وآليات العدوّ بقذائف الهاون في محاور التقدم شرقي مخيم البريج.
– قصف تمركز لجنود وآليات العدوّ بوابل من قذائف الهاون في منطقة السعايدة شرقي مخيم المغازي وسط القطاع.
– استهداف إحدى آليات الاحتلال المتوغلة بقديفة تاندوم شمالي مخيم البريج إصابة مباشرة وتوقع القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال.
– استهداف دبابة من نوع “ميركافا” بقذيفة “الياسين 105” شمالي شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة.
– قنص جنود العدوّ ببندقية “الغول” القسامية شمالي شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة.
– دكّ تحشدات قوات العدوّ المتوغلة شمالي شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة بقذائف الهاون.
– قصف تجمعات لجنود وآليات العدوّ بصواريخ 107 وقذائف الهاون في محاور التقدم شمالي وشرقي مخيم البريج.
– قنص جنديَّين في منطقة العجلة شمالي شرقي مخيم البريج؛ ما أَدَّى إلى قتلهما على الفور.
– استهداف تجمع لقوات العدوّ بصاروخ (بدر1) شرقي مخيم المغازي.
المحورُ الجنوبي: (خان يونس – عبسان الكبيرة – بني سهيلا – القرارة – الزنة – الفخاري):
كما يحصل في مناطق العمليات الشمالية والوسطى فَــإنَّ قيادة العدوّ ومع تراجع الروح المعنوية لوحدات وتراجع حافزيتها للقتال وانخفاض مستوى الأداء القتالي لجنودها أجرت عدة تغييرات في منطقة العمليات الجنوبية فقد أرسلت قيادة العدوّ لواء كفير المتعدد المهام (الذي يقاتل منذ شهرين تخللهما استراحتين) إلى البيت؛ بحجّـة “الاستجمام والراحة وإعادة التأهيل” كما أوردت صفحة الناطق العسكري باسم جيش العدوّ وأبدلت لواء كفير كما تبين لنا بلواء غفعاتي التابع للفرقة 162 الذي يقاتل منذ 109 أَيَّـام في قطاع غزة دون توقف، في منطقة جنوب خان يونس التي تدور فيها أشرس معارك الكر والفر منذ ثلاثة أسابيع والتي شهدت، أمس الأول وأمس، معارك شرسة دمّـرت فيها المقاومة العديد من الدبابات والدروع والأفراد.
وأدخلت اللواء 55 مظلي لدعم الوحدات النخبوية التابعة للواء الكوماندوس 89 في مدينة خان يونس والتي تعاني من مشاكل خطيرة في الحركة وتنتشر باستعدادات صغرى في بقع يبدو أنها شبه مطوقة من مجاهدي كتيبة خان يونس في المقاومة.
ولفتت تقارير إعلامية، أنهُ تم سحب وحدة إيغوز لتعمل مع اللواء 7 المدرع التابع للفرقة 36 في منطقة مسؤوليته شمالي مدينة خان يونس، وإعادة الانتشار هذه ممكن قراءتها عسكريًّا بأن العدوَّ بدأ يعاني في قتال المشاة (الكوماندوس) الذي اختارته قيادته كمنهجية وأُسلُـوب قتال في محافظة خان يونس؛ باعتبار أن عملياتِ القوات الخَاصَّة أخف وأسرع وأكثر مرونة من قوات المشاة المعززة بالدروع وتبين لها بعد 6 أسابيع أن الدروع ضرورية للعمل في بعض المحاور في خان يونس وأنه لا يمكن الاتكالُ على قتال الكوماندوس لفترة طويلة لتحقيق إنجازات على الأرض في مواجهة مقاومة قوية وشرسة التي تمثلها كتائبُ خان يونس.
في السياق، أعلن الجيش العدوّ “الإسرائيلي”، صباح الثلاثاء، مقتلَ 21 ضابطًا وجنديًّا جراء انهيار مبنيين مفخخين أطلقت عليهما المقاومة الفلسطينية صواريخ مضادة للدروع في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ومقتل 3 جنود آخرين باستهداف دبابة في المكان نفسه.
وحقّق مجاهدو المقاومة الفلسطينية نتائجَ مهمة باستهدافها قوات العدوّ في محاور محافظة خان يونس الشرقية، ناهيك عن استهداف المستوطنات بالرشقات الصاروخية المركزة واستدراج العدوّ لمعاودة الغرق في أفخاخ شمالي غزة من خلال إعادة نشر ثلاث ألوية في شمال القطاع وخُصُوصاً في المنطقة الجنوبية لشمال غزة في أحياء الزيتون وتل الهوى والدرج والتفاح.