الالتزامُ الإيماني يُزهِقُ الالتزامَ الصهيوني
هنادي محمّد
يتجددُ العدوان الأمريكي والبريطاني على بلدنا بالغارات الجويّة العنيفة، وذلك في العديد من المحافظات في مقدّمتها عاصمة الصُّمود والثّورة (صنعـاء).
قصفٌ جنوني نستطيع القول إن العدوَّ عبّر من خلاله عن حجم الألم الذي ينتابهُ بعد استهداف قواتنا البحرية سفينةَ الشحن العسكرية الأمريكية (أوشن جاز OCEAN JAZZ) في خليج عدن بصواريخَ بحرية مناسبة.
قام العدوّ بشنّ غاراته بعد تصريحين متناقضين أدلى بهما: الأول ينفي فيه الاستهداف، والثاني يعترف فيه بتلقيه ضربةً لم يذكر أيَّةَ تفاصيل عنها، وذكر أنه سيستمر في استهدافه لبلدنا، وهنا صورةٌ واضحةٌ تعكسُ حقيقتهم التي يحاولون حجبها، من حَيثُ شتات أمرهم وتشوشِهم الميداني في جميع الأصعدة، عسكريًّا وإعلاميًّا ولوجستيًّا.
وإذا ما تحدّثنا عن بنكِ أهداف العدوان الأمريكي البريطاني سنجد أنه عبارة عن كتالوج للعدوان السعوديّ الأمريكي الذي شُن على بلدنا منذ تسعة أعوام وما زالت المفاوضات جاريةً لإنهائه واستعادة كافة حقوقنا، وهذا يدلُّ بشكلٍ قاطع أن من قاد وأنتج عدوان الوكلاء سابقًا ورسم الأهداف وصَنَع القرار بالاستئناف والإنهاء هو ثلاثي الشّر: (أمريكا وإسرائيل وبريطانيا).
سماحة القائد العَلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- في كلمتهِ الأخيرة خاطب الأمريكي والبريطاني خطابًا واضحًا كان الأجدر به أن يعيه ويأخذه بكامل الجدّية والعقلانية.
ومن أهم الرسائل التي أوردها لهما وعليهما إعادة دراستها جيِّدًا هي قوله: “على الأمريكي والبريطاني أن يفهمَا أننا في زمن الرد وأن شعبنا لا يعرف الاستسلام”.
على العدوِّ أن يفهم ما يعنيه زمن الردِّ: أنَّ لكلِ فعل رَدَّ فعل لا يساويه، بل فعل مضاعف نتيجته ومآلاته وآثاره سيتحمّلها الفاعلُ الأول.
وما يعنيه أن الاستسلامَ غيرُ وارد في قاموس شعبنا اليمنيّ، وأنّ تكثيفَه لغاراته واستخدامَه لأفتك الأسلحة ولجوءَه لسياساتٍ استكبارية وتوظيفه للقوانين الدّولية بحسب رغبته ومصلحته لن يثنينا عن موقفنا الثّابت تجاه فلسطين.
الأمريكي والبريطاني على معرفة تامّة بقدرة شعبنا على الصمود والتضحية في سبيل الله وأننا ننطلق في تحَرّكنا من إيماننا بقضيتنا وبتحقّق سنن الله وحتمية نفاذِ وعوده لعبادِه المجاهدين المقاتلين؛ نُصرةً لدينه.
بمعنى أن لدينا التزامًا إيمانيًّا صادقًا وعميقًا سيُزهِقُ ويُبْطِلُ التزامَهم الصهيوني الشيطاني الكاذِبَ الذي يهدِفُ إلى دمار البشرية وإبادتها ونشرِ الفساد في أرض الله، والعاقبةُ للمتّقين.