العدوانُ الأمريكي.. المحصِّلةُ صفر
محمد يحيى السياني
تاريخُها الأسود الذي حمل معه الهمجيةَ والغطرسة، أمريكا بسلوكها الشاذ وعقيدتها التي طالما ترسختْ في عقلية وأيديولوجية إداراتها المتعاقبة، لا تستطيع اليوم بعد أن آل بها المطاف، إلى التورطِ بالعدوان على اليمن، أن تواريَ سوأتَها وتغطية فضائحها التي تفشت وتعرت على مستوى العالم بكله، ولم يعد بإمْكَان الإدارة الأمريكية اليوم بعد أن أتت بقواتها وبوارجها الحربية، إلى البحر الأحمر لتحميَ الكيان الصهيوني المجرم، من اليمن الذي فرض بقوة واقتدار حصاراً بحرياً عليه ومعادلةً هي الأنقى والأسمى إنسانياً وأخلاقياً وقانونياً، وهي أن وقف العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر، مرهونٌ بوقف العدوان الصهيوني على غزةَ ووقف مجازره الوحشية على الشعب الفلسطيني؛ فماذا تريد أمريكا والإمَّعة البريطاني من اليمن اليوم بعد أن جرَّبوا بعدم جدوائية عدوانَهم الغاشم وفشلهم في إيقاف وردع الإرادَة اليمنية المساندة والداعمة للشعب الفلسطيني؟ وما هي المحصلة لهذا التحَرّك العدواني تجاه اليمن؟
أمريكا إمبراطورية الشر والإجرام والدمار والإرهاب، هي جُلُّ ما تملكُه بهذه الصفات والعناوين التي التصقت بها، طويلاً، كحضارة قدمتها للعالم وتباهت بها على بقية الأمم، ولقد وصل بها الحالُ إلى مستوى الخرف والتخبط؛ فتقديراتُ إدارتها بقرارها الأحمق القاضي بشن قواتها، عدوانًا على اليمن، هو قطعاً قرارٌ وتحَرُّكٌ قد وَجَدَ من اليمن رداً قوياً ومسؤولاً على المستوى الرسمي والشعبي، وإصرارًا على أن اليمن ماضٍ بقوة في عملياته العسكرية تجاهَ كيان العدوّ وتجاه العدوّ الأمريكي والبريطاني.
كما أن العدوانَ الأمريكي البريطاني على اليمن قد لقي معارضةً دوليةً وإداناتٍ واسعةً في العالم، وأن استمرارَه لن يخدُمَ الكيانَ الصهيوني، بل سيضاعفُ خسائرَه في كُـلّ الاتّجاهات والمجالات بعد أن بات للضغط الأمريكي على اليمن ارتداداتٍ كبيرةً على المستوى الإقليمي والعالمي لن تكونَ في صالح الكيان الصهيوني ولا الأمريكي ولا حلفائهم في المنطقة والعالم، بقدر أنها اليوم تتجهُ بقوةٍ صوبَ اليمن ومحور المقاومة والقضية الفلسطينية لتصنعَ للنصر عنوانًا كبيرًا وراسخًا في هذه الملحمة التأريخية، وسيحملُ الأمريكي والبريطاني معه -من خلال مغامرتهم الطائشة في اليمن- الخيبةَ والفشل كمحصلة لهذا العدوان وكُلُّ المؤشرات تؤكّـدُ هذه الحقيقة وتلك النهاية، والتي هي أقربُ في اليمن وأشد وَقْعًا وتأثيرًا على الأمريكي والكيان الصهيوني معًا.