إن خُذلت غزةُ لن تقومَ للعرب قائمةٌ!
مرتضى الجرموزي
لا يزال الوقت متاحاً وفي متناول أيديكم وأسلحتكم وحكمتكم إن بقيت لكم حكمة، لا تخذلوا غزة فتُخذلوا، لا تجعلوها لقمةً سائغة لليهود، ليسهل على اليهود ابتلاعكم وحينها لن ينفعكم الندم.
إذا لم تتحَرّك الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية اليوم لواجبها تجاه غزة فمتى ستتحَرّك!! متى سيحركها القرآن ومتى ستحَرّكها القيم العربية والإسلامية؟
مسؤولية كُـلّ أحرار وشرفاء العالم وفي مقدمتهم الشعوب العربية والإسلامية هي الدفاع والانتصار لغزة بكل الوسائل حتى لا نُسلب ما بقي لنا من عزة وقيم الإسلام، فبسقوط غزة تحت سطوة الاحتلال الصهيوني سنفقد كُـلّ المزايا المتبقية التي نفاخر بها بين الأمم؛ لأَنَّ غزة هي المحور والجبهة المتقدمة والمباشرة مع الصهاينة للدفاع عن الأُمَّــة والدين والعروبة والإسلام، وليس من الإنصاف أن نتركها تواجه ويلات ومصاعب الدنيا بمفردها، يجب أن نتحَرّكَ لنُصرتها بكل الطرق والوسائل المتاحة.
نحن كشعبٍ يمني وأحرار وشرفاء العالم الرافض للذل والتبعية والغطرسة الصهيونية الأمريكية، من الأولى أن يتركز دعمنا ونكرس اهتمامنا على تغطية الأحداث والعدوان على غزة فلسطين، نكشف من خلالها العدوّ على حقيقته، نفضح جرائمهم بحق أبناء فلسطين وغزة، نعري أنظمة التطبيع والخيانة مع العدوّ الإسرائيلي بحيث لا يمكن القبول بها تحت أية مسميات، نرسخ الاهتمام بالقضية الفلسطينية واعتبارها القضية الأهم والمركزية للأُمَّـة.
خذلان غزة هو خذلان لكافة الشعوب العربية والإسلامية، فكما تدين تُدان والساكت عن فعل قوم كالداخل فيهم، ومن أعان ظالماً فهو مشارك في ظلمه للناس، فقد تكون بصمتك مساهماً في ظلم وقتل أبناء غزة وفلسطين، ومساهماً بحصارهم وتجويعهم، ومساهماً في التدمير والهدم والتهجير.
فغزة تتعرض لأبشع حرب في التاريخ، وهي تواجه عدوًّا لا يرقب في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمة، فمشاهد الجرائم كفيلة بقلب الدنيا رأساً على عقب، العدوّ الصهيوني لو كنا نشعر بالألم والوجع الذي يتعرضُ له كُـلّ أبناء وأهالي غزة وفلسطين من قتل وتدمير وتجريف للأرض وإحراق للزرع وتهجير للأهالي ومحو الكثير من الأسر من السجل المدني كحرب إبادة بكل المقاييس تتعرض له غزة.
الوقت لم ينتهِ بعد فلا يزال أمامكم فرصة للتعويض والتكفير عن ذنوب التقصير والصمت والخذلان، وعلينا جميعاً العودة وتصحيح الخطى وتوجيه بوصلة العداء لمن سيسحقوننا جميعاً لو تمكّنوا منّا بعد القضاء على المقاومة في غزة.
لكننا نثق بالله وبالحق أن المقاومة لن تضيع ولن تُهزم، وسيأتي الله بأمر خيره وانتصاره لرجال الجهاد المقدس، ورجال المقاومة بكافة فصائلها وتشكيلاتها المختلفة.