مسؤولون وعسكريون وسياسيون لـ “المسيرة”: العدوانُ الأمريكي البريطاني على اليمن محاولةٌ عاجزةٌ عن منع الردع اليمني وفخٌّ جديد لواشنطن
غراب: سيناريوهات الرد على العدوان الأمريكي البريطاني قادمة ولن يستطيع العدوّ التصدي لضرباتنا البحرية
الأهنومي: لو أشعلت البحار كلها حرباً وناراً لن تمر أية سفينة إسرائيلية إلا برفع الحصار على غزة
عاصم: غارات العدوان الأمريكي البريطاني تعكس مستوى فشله الاستخباراتي وهي أهدافٌ مقصوفة منذ 9 أعوام
المسيرة: منصور البكالي:
جدّدت الولاياتُ المتحدة الأمريكية وبريطانيا عدوانهما على اليمن، مساء الاثنين، في خطوة تصعيدية تسعى من ورائها واشنطن لجر المنطقة إلى حرب واسعة، فيما تتجاهل أمريكا الأصوات العالمية المطالبة بوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وبدلاً عن ذلك تسعى إلى فتح جبهة جديدة في اليمن، مستهدفة مواقعَ عسكرية تم استهدافها على مدى 9 أعوام أثناء العدوان السعوديّ الأمريكي الإماراتي على اليمن.
وقد أَدَّى العدوان الجديد إلى تصاعد نبرة الإدانات سواءً على المستوى المحلي أَو الدولي؛ فالقيادة العسكرية والسياسية تؤكّـد أن هذه الاعتداءات لن تبقى دون رد، فيما يبدي الكثير من أحرار العالم تعاطفهم مع الشعب اليمني ويستنكرون هذا التوحش الأمريكي.
وفي هذا الشأن يقول الخبير والمحلل العسكري اللواء خالد غراب: “إن غارات العدوان الأمريكي البريطاني، يوم أمس، قصفٌ للمقصوف واستهدافٌ للمستهدف وتدمير للمدمّـر، ولن تقدم أي جديد، ولن تعد سوى زوبعة في فنجان؛ مِن أجل الاستهلاك الإعلامي.
ويؤكّـد غراب في تصريحاتٍ لصحيفة “المسيرة”، أن “ثباتَ المعادلة اليمنية “صمودٌ نوعي يعبر عن قواعد اشتباك متصاعدة بشكل مُستمرّ، وتغيير للساحات”، مُشيراً إلى أن “أغلب ضربات القوات البحرية اليمنية تستهدف السفن في خليج عدن؛ ما يعني أن المواجهات ستتوسع إلى أماكنَ أُخرى واليمن هو من يتحكَّمُ بتحديدها والسيطرة العملانية عليها، والرسالة الأُخرى أن استهدافنا للسفن الحربية والأسطول الحربي الأمريكي وقطع الدعم اللوجستي، يؤكّـد قدرة اليمن على التحكم في المعركة وقطع الإمدَادات على العدو”.
ويضيف أن “الضربة الأخيرة لسفينة الشحن العسكرية الأمريكية تعبر عن القوة الاستخباراتية اليمنية، وتعد ضربة قاسية لصورة واشنطن أمام العالم، والتي يحاول الأمريكي من غاراته الليلة الماضية استرجاعها والحفاظ عليها”، مُشيراً إلى أن “الأماكن المستهدفة لا يوجد فيها أيةُ أهداف عسكرية ولم تؤثر على استمرار الموقف اليمني وقواته الرادعة للعدوان الإسرائيلي على غزة”.
وبشأن الردود اليمنية القادمة، يشير غراب إلى أن “ما يؤكّـدُ فشلَ الأعداء في التصدي للصواريخ والمسيَّرات اليمنية، هو قول البريطاني بأنه اعتمد 530 مليون دولار لتحسين دفاعاته الجوية من الصواريخ للتصدي لضربات اليمن، وهذا يعني أنهم لم يستطيعوا التصدي للصواريخ والمسيَّرات اليمنية، وشهادة أُخرى في هذا المسار يقولها الرئيس الأمريكي “بايدن” عندما استهدفنا سفينة لهم بقوله “سفينتنا تعرضت لصاروخ بحري ذي تقنية عالية لم نشهد لها مثيلًا”؛ ما يعني أن لدى اليمن تقنيةً ليست موجودة لدى الجانب الأمريكي، ويفتقر للدفاعات الجوية المتصدية لها”.
ويؤكّـد غراب أن “طبيعة الضربات الأمريكية تؤكّـد أنها تدار وتقدم إحداثياتها من داخل غرف عمليات العدوان الأمريكي السعوديّ السابق، وهي نفس الغرفة التي تقود العدوان الإسرائيلي الأمريكي على غزة، فكانت بأمس عن طريق وكلائها، فيما هي اليوم بشكل مباشر من قبل الأمريكي ذاته”.
فشَلٌ استخباراتي:
بدوره يقول عضو الوفد الوطني المفاوض حميد عاصم: “إن غارات العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن تفتقر للمعلومات وتعبر عن الفشل الاستخباراتي الكبير”، مؤكّـداً أن “كُـلّ الضربات كانت وفق إحداثيات سبق وقصفت خلال التسعة الأعوام من العدوان الأمريكي السعوديّ بعشرات الغارات”.
ويضيف عاصم في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: “لدينا في الجمهورية اليمنية قيادة عسكرية وسياسية وأمنية لها باعٌ طويل وخبرة أطول في التصدي للحروب وخوضها، وهناك 6 حروب شنت على صعدة، وعدوان لـ9 أعوام على الشعب اليمني والآن عدوان أمريكي بريطاني آخر، وكلّ هذا يكسبُنا خِبرةً عاليةً في سرية مخازن السلاح والأهداف الحَسَّاسة”.
ويتابع عاصم حديثَه بالقول: إنَّ “العدوانَ الأمريكي البريطاني يريدُ أن يقولَ للعالم إنه يقصفُ الشعب اليمني على موقفه الثابت والمُستمرّ مع فلسطين، ونحن شعب يمني نعي من نواجه وتعودنا على الحرب وخبرناها، ولن توثر في نفسيتنا قيد أنملة”.
وعن تصاعد عمليات الجيش اليمني تجاه السفن الأمريكية والبريطانية وتوسع الضربات في الأيّام القادمة للرد على العدوان، يقول عاصم: إن “قيادتنا العسكرية والسياسية والثورية تقول: إن الرد قادم لا محالة، واليوم المعركة في البحر الأحمر وأين ما طالت أيادينا سنقصف أية سفن راسية في البحر الأحمر والبحر العربي وتشكل تهديدًا على الملاحة البحرية وتحاول تقديم الدعم للعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن”.
ويتابع عاصم بالقول: “إذا كان التحالف العدواني الأمريكي السعوديّ من أكثر من 17 دولة ولم يكسر شوكة شعبنا اليمني، فكيف لهذا العدوان أن يؤثر في موقفنا تجاه إخواننا وأهلنا في قطاع غزة”، مُشيراً إلى أن “اليمن اليوم في معركة حقيقية ومصيرية ومستعد للدفع بكل غالٍ ونفيس للدفاع عن أمتنا والمستضعفين منها”.
وفي الجانب الدبلوماسي يشير عاصم إلى أن “هناك دولًا تحاول التوسط والتواصل بنا لوقف عملياتنا على السفن الإسرائيلية والذاهبة إليها، مقابل امتيَازات وإغراءات سبق وأشَارَ إليها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في أحدِ خطاباته، خَاصَّةً في ما يتعلق بالعدوان الأمريكي السعوديّ، وأنهم سيرفعون العدوانَ والحصارَ ويدفعون المرتبات، ونحن نقول لهم: إن المبادرة في يد القوات البحرية اليمنية، وهي من تنفذ توجيهات القيادة ومطالب الشعب”.
واختتم عاصم تصريحاته بالقول: “نؤكّـد للعالم أجمع أن موقفنا تجاه فلسطين غير قابل للمساومة مهما كانت المغريات والعروض، فلن نتخلى عن فلسطين ولا عن كُـلّ محور المقاومة وشعوب أمتنا مهما طالت الحرب وبلغت التكاليف والتضحيات”.
دقةُ الضربات وتوسيعُ بنك الأهداف:
وفي هذا السياقِ، يقول رئيس قطاع الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الأهنومي، في مداخلة له على قناة “الميادين”: “منذ بداية العمليات العسكرية اليمنية في البحر لم تسجل القوات المسلحة اليمنية خطأً واحداً ضد سفينة ليست إسرائيلية أَو ليست متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة، وكلّ عملياتها مضبوطة، ودقيقة جِـدًّا وبشكل احترافي، والجانب المصري عبر هيئة قناة السويس تشهد بهذا، أن الملاحة البحرية في البحر الأحمر آمنة ولا وجود لأي خطر عليها”.
ويشير الأهنومي في حديثه لقناة “الميادين” إلى أن “الأمريكي يحاول مساومة العالم بقاعدة “إما أن تمر السفن الإسرائيلية أَو طوفان على الجميع”، مؤكّـداً ثبات الموقف اليمني حتى لو أشعلت البحار كلها حرباً وناراً لن تمر أية سفينة إسرائيلية إلا بفتح الحصار على غزة ووقف العدوان عليها، وهذا الموقف لا يمكن المساومة حوله ولا يمكن الانتقاص منه خُصُوصاً ونحن نشاهد المجاعة والمجازر وجرائم الحرب والإبادة الجماعية لأهلنا وإخواننا في فلسطين”.
وبشأن العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، يتابع الأهنومي “بهذه الغارات لم تجنِ الولايات المتحدة شيئاً بل جنت على نفسها وعلى سفنها الويلات وعرضت مصالحها وملاحتها للخطر، وهذا يقودنا إلى ارتفاع المعادلة في هذا البعد في مسألة الرد اليمني على الأمريكي، وأن الرد قادم وما تقوم به القوات المسلحة اليمنية ليس هو الرد بل هو جانب من إدخَال الأمريكي لسفنه لتكون من الأهداف، ولهذا الرد الكبير لم يبدأ بعدُ”.
ويكشف الأهنومي عن وجود بنك أهداف واسع لدى القوات المسلحة اليمنية يشمل القواعد الأمريكية ومصالحها في منطقة الخليج والقرن الإفريقي، مُضيفاً “مسألة ذهاب القوات المسلحة في تنفيذ هذا القرار متروك للقيادة لتحدّد زمانه ومكانه، وهي من بيدها القرار وهو قرار لا رجعة فيه، ويقول عنه قائد الثوة: ما كنا نأمله أن تكون مواجهتنا مباشرةً مع الأمريكي، وهذه لحظتُنا ونحن نصرخ بالموت لأمريكا منذ أكثر من 25 عاماً، وبالتالي من سعدنا ومن دواعي سرورنا أن تكون المواجهة مباشرة بيننا وبين الجانب الأمريكي، ولسوء حظه أن اليمن تطل على أهم ممر مائي في البحر الأحمر وسيصبح هذا الممر محرماً عليه، وكذلك البحر العربي والمحيط الهندي أَيْـضاً، ستحرم المنطقة برمتها على الأمريكي”.
وفي ختام تصريحاته ينوّه الأهنومي إلى أن “اليمن يمتلك القدرات والأسلحة المقتدرة على خوض المواجهة مع الأمريكي بقوة عالية واقتدار غير مسبوق، وستكون عمليات الرد على العدوان الأمريكي البريطاني واسعة وكبيرة وغير متوقَّعة”.