اليمنُ العظيم

 

عزالدين ذمران

مسؤوليتنا الدينية، أخلاقنا، إنسانيتنا، انتماؤنا الإيماني يفرض علينا أن نقف المواقف الحرة والشجاعة غير آبهين بما يَصدر عن العدوّ من تهديدٍ ووعيد.

ولِأمريكا نقول: لسنا ممن يخافكم ولم نكن يوماً في قائمة من يرتعد حينما يُذكر اسمكم، لسنا ممن يتلقى توجيهاتكم ويسارع في طاعتكم، لم نكن يوماً ولاية تابعة لكم.

أعيدوا حساباتكم جيِّدًا، نراكم أخطأتم؛ فنحن لسنا بحرينكم ولا إماراتكم ولا سعوديّتكم، إن خانتكم الذاكرةُ فنحن اسمنا اليمن العظيم.

شَهِدنا جرمكم، رأينا بشاعتكم، فظاعة ما ارتكبتم، وحشية المجازر وجنايتكم، ظلمكم وقبحكم، عشنا مشاعر القهر وأكثر، لم ننسَ أنين المقصوفين، صراخ الأطفال ودموع النساء بفعل غاراتكم، تكبدنا الكثير من الوجع على مدى سنين العدوان على شعبنا وأنتم لا غيركم من تسببتم.

لا نأبه لتصنيفكم الأخير لنا، ولستم المعنيين بذلك، من خوَّلكم لتصنفوا هؤلاء وأُولئك؟ أنتم جذور الإرهاب وصانعيه ومُصَدّريه، أنتم منبعُ الجريمةِ وأمُّ الخطيئةِ ومبعثُ الخوف لكل الشعوب، مِثلُنا يعرف مثلكم، نعرف عنكم تاريخاً أسودَ ملطخاً بالدماء، نعرف عنكم سجلاً طويلاً من الإجرام والقتل، نعرف عنكم أيادٍ آثمةٍ ممتدةٍ إلى شتى البقاع؛ بهَدفِ القهر والإذلال، نعرفكم جيِّدًا.

نحن والله لا نهابكم، على العكس من ذلك نتعطشُ للقياكم، نتوقُ لمواجهتكم، نتلهفُ للقصاص منكم، نهوى القتال بطبيعتنا كيمنيين، ويزداد هوانا حينما يكون الهدف أنتم، ومِثلُنا لا يخشى مثلكم.

سِجلِّ إجرامكم بحقنا لا تمحيه إلا معركة تُمرَّغُ بها أنوفَكم وتُداسُ بها عنجهيتكم ويُكسر بها غروركم، وإنا لنراها قريباً وترونها بعيدًا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com