اليمنُ يُحْيي العزةَ والكرامةَ في نفوس الشعوب
محمود المغربي
مقولةٌ مشهورةٌ تقولُ “لو أمطرت السماءُ حرية.. لرأيتَ بعضَ العبيد يحملون المِظلات”، وربما هذه المقولة تنطبِقُ على البعضِ من أبناء اليمن الذين حرموا أنفسَهم شرف اللحظة التاريخية ومتعة التميز والانتصار وعظمة الموقف والانتماء لهذا البأس اليمني الذي أدب قوى الاستكبار والهيمنة والظلم والفساد.
أُولئك الذين يرفضون تنشُّقَ نسيمِ الحرية والعزة والكرامة التي انبعثت يوم الـ21 من سبتمبر 2014م وانتشرت في عموم وربوع اليمن وما تبع ذلك من مواجهة عدوان عالمي على بلادنا تمرغ بالتراب والدماء اليمنية وكسر تحت أقدام وأحذية أبناء الشعب اليمني، الذي اجترح المعجزات وحقّق الانتصارات والمفاجآت والبطولات الموثقة بعدسات الإعلام الحربي التي انتشرت وأصبحت قصصًا يحكيها الآباء والأُمهات لأطفالهم لزرع الشجاعة والرجولة فيهم.
وبعد الـ7 من أُكتوبر وعملية “طُـوفان الأقصى” التي أعادت الروحَ والحياةَ للقضية الفلسطينية وإلينا أُمَّـة الإسلام، التي انحرفت عن الطريق وغرقت في ثقافة الغرب، وفي تلك الماديات التي صارت إلهًا يُعبَدُ من دون الله، وتجاوزت “طُـوفان الأقصى” علم المنطق والرياضيات والفيزياء والكيمياء، وقهرت الجيش الذي لا يُقهر، وبدّدت أحلام الصهاينة والغرب في تصفية القضية الفلسطينية وإقامة دولة “إسرائيل” على أنقاض فلسطين وأشلاء أبنائه، ليتحَرّك بعدها الغرب والشرق لطمس معالمها ومسحِ أثرها واجتثاث كُـلّ من فكر وخطط ومول ونفذها، ومعاقبة البيئة الحاضنة لها، وجعل من ذلك الانتقام والعقاب درسًا لمن قد يفكّر بمثلها وكادوا ينجحون في تحقيق ذلك وإبادة غزة ومن فيها.
ووسط عجز وتواطؤ وتأييد ومشاركة عربية وغربية، برز وتحَرّك أحفاد الأنصار وشعب الحكمة والإيمان مدد الرحمَن من كان لهم في قديم الزمان آية جنتان كما وصفهم القرآن، يمن المعجزات والبطولات، مصانع رجال الرجال الذين شغلوا العالم وأصبحوا حديثَ العرب والعجم ورمزًا للشجاعة والقوة بأفعالهم المتصدرة عناوين الأخبار وتصدُّر مواقع التواصل الاجتماعي، وما يقومون به في البحر من مواجهة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني وضرب سفن وبوارج حربية أمريكية في سابقة لم يشهد العالم لها مثيلًا، ولم تجرؤ على القيام بمثلها دولٌ عظمى بحجم روسيا التي تتعرض لعدوان أمريكي في أوكرانيا وتخوض أشرسَ المعارك ضد أمريكا لكنها لم تتجرأ على الاقتراب من السفن والمصالح الأمريكية، وكذلك الصين التي تواجه أمريكا في تايوان وتتعرض للتنمر الأمريكي ليلَ نهارَ قد جعل الأفعالُ اليمنية تتحوَّلُ من نسيم إلى إعصار محمَّلٍ بالعزة والشجاعة والشهامة اليمنية يطوف الكرة الأرضية ويفخر به كُـلّ أحرار الأرض إلا بعض اليمنيين مع الأسف الشديد ممن يحاولون الطعنَ والتشكيكَ وإنكارَ عظمة وإنجازات أبناء بلدهم، التي أبهجت شعوب الأرض وأوجعت أمريكا والغرب ودفعت بأمريكا لمواجهة اليمن وموقفه المشرّف والموجع للكيان وأمريكا التي كسرت هيبتَها بسواعد أبناء اليمن وبحكمة القيادة ممثلة بقائد الثورة العالمية زعيم الأحرار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -سلام ربي عليه-.