بعد استهداف سفن إسرائيل، اليمنُ يُغرِقُ سفناً حربية أمريكية.. هل بدأ الرد اليمني؟!
أحمد عبدالله الرازحي
تطور يمني يُغير مسار المعركة والعدوان على غزة واليمن؛ فاليمن ينتقل من استهداف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل إلى استهداف السفن الأمريكية والبريطانية، واليوم يُدخل البوارج والمدمّـرات الأمريكية ضمن الأهداف ويضرب بارجة حربية أمريكية ويتوعد بتصاعد الرد، وما يلبث ساعات على التهديد لأمريكا إلا وينفذ؛ فنحنُ أمام يمن قوي، دولة وقوة إقليمية وقيادة يمنية لا يستهان بها، وستُغرق أمريكا وبريطانيا في البحرين الأحمر والعربي وفي شواطئ اليمن ورماله في قادم الأيّام.
استطاع اليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك الحوثي، قيادة المعركة اليمنية لنصرة غزة ضد الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني بامتيَاز، وانتقل اليوم إلى مرحلة جديدة من فصول هذا الصراع الساخن، فمن استهداف اليمن للسفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل إلى استهداف السفن الأمريكية البريطانية.
بلا شك أننا اليوم نشهد خطوط المعركة الجديدة التي فرضها اليمن وفي نفس الوقت لا تستطيع أمريكا وبريطانيا التقبل لهذه المرحلة الحرجة والحساسة من التصعيد اليمني الضاغط لوقف العدوان والحرب على غزة وفلسطين..
فعندما نتحدث عن القيادة اليمنية نتحدث؛ لأَنَّها هي الأهم من الحدث اليوم، وهُنا استطاع السيد القائد عبدالملك الحوثي، قيادة المعركة والدخول إليها كمراحل؛ فالمرحلة الأولى كانت ضرب أهدافًا حسَّاسة في أرض فلسطين المحتلّة، ثم تصاعد الحرب والعدوان على غزة فارتفعت وتيرة التصعيد اليمني تضامنًا مع غزة، لتنقل قيادة اليمن المرحلة الأولى من المعركة إلى المرحلة الثانية من المعركة، وهي استخدام عناصر القوة البحرية اليمنية فاستخدم اليمن البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي، ووظفها اليمن لوسيلة ضغط على إسرائيل ورعاتها في العدوان على غزة، وفي هذه المرحلة استهدف اليمن بالقوات المسلحة اليمنية السفن المتجهة إلى إسرائيل والمرتبطة بها، وما أن دخلت أمريكا وبريطانيا في إعلان حرب مباشرة على اليمن لوقف الهجمات على السفن الإسرائيلية حتى أعلن اليمنيون عن الرد قادم والمفاجآت مُستمرّة وقادمة، وَفي هذه المرحلة الهامة تستهدف القوات المسلحة اليمنية مدمّـرة أمريكية هي الأولى منذُ تأريخ أمريكا..
بعد كُـلّ ما جرى في البحرَينِ الأحمر والعربي إلَّا أننا اليوم نرى مرحلةً يمنية جديدة في إدارة المعركة، ونرى أمريكا تبدو عاجزةً أمام القوات المسلحة اليمنية، والأكيد أنها دخلت في عدوان على اليمن لا تستطيع إدارة مراحل هذا العدوان وتحقيق الأهداف المعلنة التي أعلنتها وهي تدمير قدرات القوات المسلحة اليمنية، فالأمريكي في تضامنه مع الإسرائيلي استخدم كُـلّ القوات الأمريكية ومنها استجلاب البوارج والمدمّـرات الحربية التي أتى بها إلى البحر الأحمر والبحر العربي لحماية سفن إسرائيل والسفن الأمريكية والبريطانية، ولكن هذه المدمّـرة الحربية التي أتت لحماية السفن هي بحاجة ماسة لمن يحميها، وأنهُ لمثير للضحك والسخرية أن أمريكا بقدراتها العسكرية التي جاءت بها لتحمي إسرائيل هي اليوم بحاجة لمن يحميها من ضربات القوات المسلحة اليمنية..
إن استهداف مدمّـرة حربية أمريكية ترافق سفينة تجارية تعد الأولى في سابقات الصراع القديم والحديث في تأريخ المنطقة والعالم أجمع، وتظهر تطورًا يمنيًّا كبيرًا في هذا المعركة اليمنية الأمريكية!! إذَاً نحنُ أمام انكشاف لعورة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وهزيمة مدوية أمام القوات المسلحة اليمنية، فاليمن يفرض المعادلات بالتناغم مع وتيرة العدوان والحصار على غزة، والقيادة اليمنية باتت تتحكم بالمعركة في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب بكل حنكة واقتدار، واللافت أن القيادة في اليمن تجيد إدارة الصراع مع الأمريكي والإسرائيلي.
فإذا ما وقف العدوان والحصار على غزة فَــإنَّ اليمن سيوقف الضربات البحرية وَإذَا ما تصاعد العدوان على غزة فَــإنَّ البحر الأحمر والعربي سيتحولان إلى محرقة للسفن والمدمّـرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية، وكلّ من تقف مع إسرائيل في عدوانها على غزة أَو تشارك في عدوان أمريكا على اليمن نتيجة موقفه العسكري الديني والإنساني والأخلاقي لنصرة غزة.
وما يحصل اليوم من هزائم لأمريكا باعتبارها راعية إسرائيل ورأس الهرم الاستكباري والاستعماري في العالم، وما يقوم به اليمن من صفعات مدوية جعل من أمريكا تبدو قشة وضعيفة على مواجهة اليمن، وأن هذا الضعف الأمريكي والهشاشة الأمريكية قد كشفها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، في بعد أحداث ديسمبر 2001م عندما وصف أمريكا بأنها قشة وليست قوة عظمى تخيف كما تقدم نفسها في الإعلام وعبر عملاها في الدول العربية، وبالتأكيد ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية من صفعات لأمريكا في البحرين الأحمر والعربي عبر استهداف السفن والمدمّـرات الأمريكية يثبت أنها قشة وليست عصًا غليظة كما قدمت نفسها.
فاليمن بقيادته الحكيمة ينسف هذه النظرية ويعيد للإسلام وللأُمَّـة العربية مجدها المسلوب واليمن يستعيد الذات الإسلامية والعربية من براثن الهزيمة والخوف والذل إلى القدرة على مواجهة أمريكا وهزيمتها، وأن القوة العسكرية ليست معيارًا ولا تقارن بإرادَة الرجال المخلصين الأحرار الرافضين للاستعمار ولمشروع أمركة العالم، الذي أفشلهُ اليمن وانتصر لغزة رغم الحصار ورغم سنوات الحرب عليه إلا أنهُ أثبت قوة الإرادَة والعزيمة على الانتصار والإصرار على مواجهة أمريكا؛ باعتبارها رأس الاستكبار والهيمنة العالمية وبهذه المواجهة هزمها اليمن شر هزيمة كما هي واضحة في البحر الأحمر والعربي عبر استهداف السفن والبوارج الحربية الأمريكية بكل شموخ وعنفوان، فاليمن بات يملك قوة إقليمية وقيادة لم تحصل ولن تتكرّر عبر التاريخ مع تكرار الأيّام والسنوات، وأخيراً النصرُ لغزة والنصر لمن انتصر لغزة “اليمن العظيم” والتحية للقوات المسلحة اليمنية والشعب اليمني العظيم.