المجاعةُ والإبادةُ تحصدان أهالي غزة.. وَأمريكا تدعمُ الإرهابَ الإسرائيلي
د. تقية فضائل
لم تعرفِ البشريةُ على مدى تاريخها مظلوميةً كمظلوميةِ الشعبِ الفلسطيني ولا صمودًا كصمودِه، وهو الذي تتآمَرُ عليه دولُ الشر والاستكبار منذ رمنٍ طويلٍ من أساطين الإجرام وَالفساد في العالم المتوحش، في ظل خِذلانٍ وَصمتٍ مذلٍّ وَمخزٍ لدول خاضعة منبطحة لم تراعِ حقَّ الدين والأخوة والجوار، وأُخرى تتحكم بها المصالح والمنافع، غاضَّةً طرفَها عن الدماء المسفوكة، والإنسانية المهدورة كرامتها وحقوقها، وفي أيامنا هذه يمر هذا الشعب العظيم الصامد بأصعب الظروف على الإطلاق منذ احتلاله، فبالإضافة للمجازر التي لم تتوقفْ على ما يربو من ثلاثة أشهر ليلَ نهارَ وصبحَ عشيَّ وقنوات التلفاز توثق وترصد آلاف البشر يقضون نحبهم مقتولين بالقصف أَو القنص أَو الدهس أَو الطعن والجثث مبعثرة في الطرقات وما تبقى من أعضاء بشرية منتشرة في كُـلّ مكان، أما المنازلُ وَالبِنيةُ التحتية فقد دُكَّت بكُلِّ حقدٍ بنسبة لا تقل عن 70 % وَمئات الآلاف مشردون في أقسى الظروف المناخية؛ فالبردُ قارسٌ والأمطار تهطلُ ولا يجدون في أحسن الأحوال سوى خيام لا تغني ولا تسمن من جوع.
وفوق هذا مجاعةٌ تهدّدُ حياةَ من تبقى على قيد الحياة والأهالي يعانون معاناة شديدة في سد جوعهم وجوع أبنائهم بالقوت الضروري، واستغاثاتهم تُدمِي قلبَ مَن كان لا يزالُ يملِكُ ذرةً إنسانيةً وقد وصل بهم الحال أن يأكلوا عَلَفَ الحيوانات، ومعبر رفح محاصَرٌ رغم وجود المساعدات على الشاحنات، والإسرائيلي والمصري يتبادلان التهمَ في منع دخول المساعدات، وَأنظمة الدول العربية والإسلامية لا تجيد سوى الخطابات المندّدة بالعدوان والحصار التي لم تتغير منذ 75 سنة، والأنظمة الأُورُوبية وأمريكا يقفون يدًا واحدةً للإجهاز على الفلسطينيين بالعُدَّةِ والعتاد والتخطيط والتمويل وَالمقاتلين، والشعوب معظمها رافضة لهذا الإجرام والوحشية في الإبادة العرقية لشعب بأكمله ذنبه أنه متمسِكٌ بحق البقاء على أرضه، وتخرج بالملايين مطالبة بوقف إبادة الشعب الفلسطيني، وتندّد بإجرام الصهاينة القتلة ودعم أمريكا الإرهابية وأُورُوبا للمجرمين، ورغم ذلك كله ما تزالُ غزةُ في أسوأ حال.
تقاريرُ حقوق الإنسان تكشفُ أن 400 ألفٍ من الفلسطينيين يعيشون في مجاعة ولا يجدون ما يأكلون..
المجاعةُ تزدادُ يوماً بعد يوم، وبعضُ الناس يموتون جوعاً بالفعل، ولا ندري إلى متى؟!
السيدُ القائدُ -سلامُ الله عليه- يناشِــدُ الدولَ المجاوِرةَ لفلسطينَ أن تفُكَّ الحصار، وأن ترسِلَ الغذاءَ والدواءَ لأهلِ غزةَ أَو يرسلوها عبرَ الجو بالطائرات، ولم نسمعْ أَيَّ صَدَىً لهذا النداء الإنساني!
يا جبارَ السماوات والأرض دمِّـرِ المجرمين المفسدِين في الأرض ومَن والاهم ومَن منع رزقَك عن عبادِك المستضَعفين المقهورين، من يَبيتون وبطونُهم خاوية، يا رحمنُ أنتَ الملجأُ وأنت الملاذُ أشبِعْ جوعَهم وأمِّنْ خوفَهم وانصُرْهم؛ فليس لهم إلا أنت.