واجهنا إجرامَهم فصنَّفونا إرهاباً!
كوثر العزي
من وقف شامخاً متحدياً قوى الاستكبار والإرهاب طواغيت العصر وفراعنته، ومن وقف رافضًا مستنكراً الهرولةَ العربيةَ نحو خَطِّ التطبيع اليهودي، ومن كبّدهم الويلاتِ، وأحرق معداتهم العسكرية القوية بنيران الولاعات، من أذاقهم الهزائم الفادحة، ومرَغ أنوفهم في وحل التراب، من أعجزهم وسَخِر من قوانينهم وتبسم قائلاً: لا لمجلس الأمن ولا الدول العشر التي قد تعيق طريقنا، ليسوا إلا قشة ستُحرَقُ بنيران صواريخنا وتكونُ كالرماد تذروها رياحُ انتصاراتنا الإلهية.
نحن اليمانيين من أسقاهم السم الزؤام وأذاقهم العلقم من كأس العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص، صمد وتحدى وواجَه، حارب وقاوم، رفض الخنوع وأبى الذل وبقي شامخاً يتلذذ بمحاربة إمبراطوريات الإرهاب أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” وتحالفاتها، من سنبدد أحلامَهم ونبعثر عروشهم المحصّنة بمجاهدينا الأسود البشرية، الذين بترساناتهم الحربية القوية وبنظراتهم العميقة يرتقبون النصر المبين والفتح المؤكَّـد، وتحرير المنطقة وتطهيرها من رجس الشيطان الأكبر أمريكا وأدواتها الإرهابية.
ولأننا نعيد للبشرية إنسانيتها وحريتها لتعيش حرة عزيزة كريمة، تأتي أمريكا لتضَعَ العوائقَ والقيودَ بقوانينها الإرهابية التي تعودت إرهاب الشعوب وإخافتهم، وتصنِّفُ من تشاءُ إرهابياً وتضُمُّه في قائمتها السوداء ويشار عليه ببُوصلة العداء.
ونحن -الشعبَ اليمني- لا تخيفنا أَو ترهبنا أمريكا بتصنيفنا بالإرهاب؛ لأَنَّنا نحن من نرهب أمريكا؛ لأَنَّنا بذلك ننطلقُ استجابةً لأمر الله القائل: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ”.
تصديقاً لوعد الله وتلبيةً لنداء القتال، تجنَّدنا جنودًا وتعسكرنا كتائبَ في معسكرات المسيرة القرآنية تحت لواء قائدٍ محمديٍّ حيدريٍّ لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يخشَى قوة العدى أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا ولا عتادها الذي لا نراه إلَّا قشةً، بل أضعف من ذلك وأدنى وأوهن؛ فـ أمريكا في منظور اليمنيين ضعيفةٌ هرمة استحكمتها وتمكّنت منها الشيخوخةُ في أواخر عمرها، لا تخيفنا ولا تُرهبنا وأصبحت أوهنَ من خيط بيت العنكبوت، حَيثُ جعل منا أُمَّـة قرآنية، وبنى جيشًا يحمل بقلبه سلاح الإيمان قبل تلك القطعة الحديدية وأنشأ ترسانة حرب قوية في ظل حصارهم وعدوانهم السابق والذي ما زال عالقًا في أنياب رجال الرجال، وغارقًا في وحل اليمن، ضائعاً في عمق التباب، كمتاهة تاه فيها الأنذال فبُهِتُوا من عظمة الجيش واللجان “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ”.
انتصاراً ونصرةً للمظلوم وخزياً للأمريكان أعددنا العدة في البحر الأحمر وخليج عدن، واستعدت طائراتنا المسيَّرة وصواريخنا البالستية إرهابًا لليهود ونصرةً للغزاويين، وجعلنا من إقليمنا البحري ساحة صراع علني ما بين القوة البحرية اليمنية والأساطيل الأمريكية والبريطانية، وصدم العالم بسر الله الأكبر، بعمق قلب اليمن النابض، بالصمود والتحدي.
لسنا أحبَّ من إخواننا في غزة ولسنا الأجدر بالعيش تحت هواء نقي خالٍ من مخلفات الصواريخ، أَو أرض لا تشكو من ويلات الغارات الهمجية، أَو ليل لا يحمل في ظلامه إلا أضواء من لهيب القصف.
لـيشهد لنا العالَمُ أمام الله ورسوله في يومٍ لا ينفع مالٌ ولا بنون، بأننا محاصرون ومُنعنا من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية لمساندة كتائب القسام وحركة حماس، ونُصرةً للأطفال والنساء والشيوخ الكبار، ولكننا من أرضنا الطاهرة التي أبت إلا أن تُشارك القدسَ ولو بجزءٍ بسيطٍ من العدوان الغاشم الأمريكي البريطاني المتغطرس، وجعلنا مواقعنا الجغرافية سوطَ عذاب على ملاحة وسفن “إسرائيل” ومن يُمولها.
الأحمر نارُ الله المؤصدة على أرضه، كُـلّ ما أبحرت سفينة إلا سُئلت: هل أتاكِ تحذير الأسُود؟ فإن كانت تقصد ميناء فلسطين المحتلّة، غيرَ مبالية بعواقب التحذير، تُرمى بصواريخَ من سجيل؛ فتجعلهم كعصفٍ مأكول؛ فيقول البحرُ: هل من مزيد؟!
ـالمعركة واحدة والدم العربي واحد؛ فـمن يسكن اليمن يسكن فلسطين، ومن يحمل الجنسية الفلسطينية يحمل الهُــوِيَّة اليمنية، وإنه لَشَرَفٌ لو يعلمه الأعرابُ عظيمٌ أن نصنَّفَ إرهابًا، وينعتوننا بالإرهابيين، وندرَجُ لقائمتهم السوداء، وذنبُنا أنَّا رفضنا المساوَمةَ في قضيتنا، ووقفنا أحراراً مناصرين لإخواننا الفلسطينيين، وأذقنا “إيلات” ويلات، وجعلنا اقتصادَ “إسرائيل” على شفا حفرةٍ من الهلاك، وهدّدنا من يساندُها بحربٍ ملاحية قد تفتك باقتصاد البلاد، وجعلنا من أنفسنا شوكةً عالقةً في حنجرة الأعداء، ونجعل البحارَ ناراً، والسماء رجوماً وعن غاراتهم سخرنا؛ فإن أتونا براً لشققنا الأرض وجعلناها تبتلعُ مَن عليها، وتخفيه عن الأنظار؛ فاليمن منذ الأزل وليومنا هذا عصية على المعتدين، في قائمة الإرهاب تم تصنيف الأنصار، وفي قائمة الاستهداف البحري تم تصنيف الأمريكي محل الاستهداف ومنعه من عبور باب المندب وخليج عدن، والعاقبة للمتقين والنصر والفتح المبين بإذن الله قاب قوسين.