أهميّةُ تحَرّك الجبهة الحقوقية والقانونية لنصرة فلسطين
يحيى صلاح الدين
شرفٌ كبيرٌ سيضاف لليمن لو نسمع عن تحَرّك للجبهة الحقوقية والقانونية لنصرة فلسطين جنباً إلى جنب الجبهة العسكرية التي رفعت رأس اليمن عاليًا.
المطلوب في هذه المرحلة وجود مساعِ تبذلها شخصيات حقوقية وقانونية وخبراء وأكاديميون ومحامون ومنظمات وجمعيات مجتمع مدني للبدء بتشكيل نواة لاتّحاد حقوقي قانوني عالمي لنصرة فلسطين يكون مركزه الرئيسي في صنعاء، يعمل على تقديم الدعم والإسناد لقضية ومظلومية الشعب الفلسطيني في هذا الملف.
الجهود التي تبذل تتضمن العمل على تقديم البيانات والشكاوى ضد “إسرائيل” في المنصات الحقوقية الدولية كمجلس حقوق الإنسان، وكذلك رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية والدعوة إلى تفعيل مبدأ المساءلة الجنائية الدولية؛ لما لذلك من أهميّة في ضرب مكانة الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية وَكشف وفضح جرائم اليهود بحق الشعب الفلسطيني، وكذلك فضح تآمر الحكومات المتصهينة أمام شعوبهم وخاصةً في أُورُوبا وأمريكا.
ترك الساحة الدولية خالية من أي تحَرّك يعزز سياسة الإفلات من العقاب لدى الكيان الإسرائيلي لكن وبالرغم من هيمنة الغرب على المنصات الحقوقية والقضائية الدولية إلَّا أن التحَرّك فيه يسبّب إزعاجاً وإرباكاً لهم ويفضحهم أمام شعوبهم، لذلك فَــإنَّ العمل على رصد وتوثيق جرائم اليهود وتقديم هذه الملفات الجنائية أمام المحاكم الدولية خطوة هامة يسبب اهتزازاً لثقة وتعاطف الشعوب في الغرب مع اليهود، وَهذا يمثل إزعاجاً وإرباكاً للصهاينة ويفقدهم عملية الاستمرار في ابتزاز الغرب ودعمهم له.
فوقوف الكيان الصهيوني متهماً بجرائم الإبادة أمام محكمة الجنايات الدولية أَو محكمة العدل الدولية أَو المحاكم الوطنية ذات البعد والاختصاص الدولي يضرب مكانته الوهمية الكاذبة أمام شعوب العالم، ويجعل الكيان خائفًا ليس مما يمكن لهذه المحاكم أن تصدره؛ لأَنَّه في النهاية يثق في وقوف الحكومات المتصهينة في الغرب معه وتأييدها لجرائمه لكنه يخاف على مكانته لدى الرأي العام الغربي والعالمي الذي سعى بكل وسائل التضليل والخداع على أن يصور اليهود مضطهدين ومساكين، والذي ظل يطالب بالتعويض لعقود وَيبتز الغرب بحجّـة تعرضهم للهولوكوست في أربعينيات القرن الماضي.
نافذة القضاء والمحاكم وسيلة هامة للتأثير على الرأي العام في الغرب، ولا يستطيع الكيان شراء سكوتها بشكل مماثل لشرائه لوسائل الإعلام الكبرى التي يملكها ويتحكم بها اليهود، والتي أسهمت بإخفاء وتبرير جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
لاحظنا الإرباك والخوف على الصهاينة من الدعوى الذي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد “إسرائيل”، تصدر خبر اتّهام الكيان الإسرائيلي بارتكابها جرائم إبادة جماعية كُـلّ وسائل الإعلام الغربي والعالمي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مهين وفاضح لليهود، وأصبحوا أمام العالم مجرمي حرب وإبادة جماعية ومنبوذين من شعوب العالم.
تظافر الجهود للمعنيين بهذا المجال مطلوب جِـدًّا؛ لأَنَّه على أقل تقدير يستنزفه ويربكه ويفضحه أمام الرأي العام الغربي وشرف كبير أن يبدأ ويتشكل هذا التكتل من صنعاء ونأمل أن ينظم إليه أحرار العرب والعالم أجمع، خاصةً المعنيين بهذا المجال والاتّجاه إلى ملاحقة الكيان الصهيوني في المحاكم الدولية وتفعيل مبدأ المساءلة الجنائية الدولية كي لا تشعر “إسرائيل” أن بإمْكَانها الإفلات من العقاب؛ فطبيعة اليهود الخبيثة ستدفعهم إلى ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وبقية الدول العربية والإسلامية.