تصعيدُ أمريكا.. غطرسةٌ تدافعُ عن إبادة

 

عبدالله علي هاشم الذارحي

معلومٌ أن ما بُنِيَ على باطل فهو باطل، وقال الإمام علي (ع): “للباطل جولةٌ ثم يضمحل”، وَما من شك أن المنصفين من المحللين وَالكتاب والقادة والمسؤولين والناشطين وَ وَ.. إلخ، جميعهم أجمعوا على أن عدوان أمريكا الجديد على اليمن وَعسكرتها للبحر الأحمر غيرُ شرعي وباطل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كما أجمعوا على أن موقفَ اليمن الداعم والمساند وَالمناصر لأهلنا في غزة هو موقف الحق الأحق أن يُتبع، بالتالي فَــإنَّ لاستمرار الصراع بين الحق والباطل أهدافًا تتحقّق على الواقع كُـلّ يوم، ومنها يتبين أن الغلبة للحق وخسر في اليمن المبطلون والمطبلون لهم.

بدليل أن التصعيدَ والتحَرّكاتِ الأمريكيةَ في اليمن كونهما مرتبطَين أَسَاساً بوقوف اليمن ضد العدوان الصهيوأمريكي على غزة، فَــإنَّ هذا التصعيد والتحَرّك أتى بعد ما فشلت أمريكا في تقديم الإغراءات لليمن وطرقت بعض العواصم كطهران وبكين وغيرهما؛ فكان مفاد الرد من عواصم تلك الدول على أمريكا بأن القرار يمني وليس لهم تأثير لثني اليمن عن مواقفها القوية والمشرفة للأُمَّـة الإسلامية كافة ولأهلنا في فلسطين وغزة خَاصَّة..

ذلك الرد كان صفعة قوية تلقتها أمريكا، جعلها تتحَرّك على قاعدة أمريكية باطلة مفادها أن من يعادي الكيان الصهيوني المحتلّ تعتبره أمريكا عدوًا لها، فبدأت بتشكيل تحالفات عسكرية جديدة ضد اليمن، وظنوا أنهم بتصعيدهم على اليمن وبتحَرّكاتهم في البحر الأحمر سيتحقّق لهم هدفين هما:-

– الأول يتمثل بـالضغط على اليمن لوقف عملياته العسكرية التي تستهدف عمق الكيان الصهيوني المجرم، هذه العمليات بدأت يوم الثلاثاء 16 ربيع الثاني 1445هـ الموافق 31 أُكتوبر 2023م؛ إذ قامت قواتنا المسلحة بإطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيَّرة على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلّة، ثم توالت عمليات اليمن العسكرية بعد ذلك واستمرت اليمن بإطلاق دفعات كبيرة من الطائرات المُسيّرة ودفعات من الصواريخ البالستية أصابت أهدافًا مختلفة وحساسة للكيان المحتلّ الإسرائيلي جنوب الأراضي المحتلّة منها أهداف عسكرية في أم الرشراش “إيلات”..

– الهدف الثاني يتمثل في فك الحصار البحري الذي فرضته اليمن على السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني المحتلّ وكانت أول عملية بحرية لليمن يوم الأحد 6 جمادى الأولى 1445هـ، الموافق للـ19 من نوفمبر 2023م، فقد نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ بعونِ اللهِ تعالى، عمليةً عسكريةً في البحرِ الأحمر كان من نتائجِها الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية “جلاكسي ليدر” واقتيادُها إلى الساحلِ اليمنيِّ.. ثم توالت العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن، ونتج عن العمليات استهداف أبطال اليمن لـ 23 سفينة منها سفن عسكرية في معركة ذات الصواريخ التي هي أول معركة يخوضها أبطال اليمن نيابةً عن شرف العرب والمسلمين، وكانت ضد العدوّ الأمريكي وكانت يوم الأربعاء 13 رجب.

ونتيجةً لاستمرار العدوان والحصار على غزة فَــإنَّ عمليات اليمن ستستمر لتنهي الغطرسة الأمريكية والعنترية، خَاصَّة وأن غارات أمريكا على اليمن مؤخّراً وتحالفاتها الجديدة فشلت باليمن فشلاً ذريعاً، فمن “حارس الازدهار” إلى عاصفة الرخاء إلى “بوسيدون آرتشر”.. قصة خسارة أمريكا لحرب السفن في البحر الأحمر، فــعملية الازدهار اندحرت، وعاصفة الرخاء تراخت، وعملية إله البحر “بوسوديون” غرق في البحر، ومع فشل أمريكا في مواجهة العمليات البحرية اليمنية مؤشر يصنف الجيش الأمريكي ضعيفاً، هذا يجعلنا نقول إن أمريكا قشة، وإن وجودها وتحالفاتها وتحَرّكاتها وحربها وحصارها وتصعيدها في اليمن لم يتحقّق لها أي هدف ولا أية نتيجة تذكر والقادم عليها أعظم.

بناءً على ما سبق فَإن أحداث البحر الأحمر أعادت الاعتبار لليمن كدولة بحرية، فشركات النقل البحري تضيف عبارة “لا علاقة لنا بأمريكا” بجانب عبارة “لا علاقة لنا بـإسرائيل” في لوحة التعريف الآلي الخَاصَّة بها على مواقع تتبع حركة السفن أثناء عبورها بأمان من البحر الأحمر.

كما قال السيد القائد في كلمته عصر الخميس 14 رجب: “‏نحن نستهدف بكل وضوح السفن المرتبطة بإسرائيل، وبهدف إيصال المواد الغذائية إلى الشعب الفلسطيني، هدفنا هو الضغط؛ مِن أجل ذلك: إيصال الدواء والغذاء والاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة، ومنع الإجرام الصهيوني”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com