استراتيجيةُ معركة البحر الأحمر.. من التحذير إلى التدمير

 

عبدالغني حجي

القواتُ المسلحة اليمنية فرضت قواعدَ اشتباك في البحرَين العربي والأحمر تفي بمنع مرور سفن إسرائيل عبر باب المندب، كمعادلة حرب حلها مطروح ضمن فرضها، وهو بوقف العدوان وفك الحصار عن غزة، ومع ذلك تعهَّدت بسلامة أمن الملاحة وطرق التجارة العالمية وحرية عبور كافة السفن لكل الوجهات باستثناء المتجهة لإسرائيل كموقفٍ ثابتٍ مع أبناء فلسطين، وكانت الصواريخ والمسيَّرات اليمنية تُرسل كتحذير فقط لإجبار السفن الإسرائيلية على تغيير وجهتها ولم نسمع خلال ما يقارب شهرين عن احتراق أَو غرق سفينة، لكن التدخل الأمريكي والبريطاني لحماية إسرائيل وسع المعركة وفرض قواعد اشتباك جديدة تتوسع كُـلّ يوم أكثر وأكثر.

فبعد العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن دخلت أمريكا وبريطانيا دائرة الاستهداف وأصبحت سفنها ضمن بنك أهداف القوات المسلحة اليمنية، والنتيجة نجاح اليمن في حصار إسرائيل وفشل أمريكا في حماية سفنها وتواجد المدمّـرات في البحر لم تمنع صواريخ اليمن من الوصول إلى أهدافها.

الجديد أن أمريكا تورطت وأقحمت نفسها في معركة تجهل نتائجها؛ لأَنَّ الاستراتيجية التي تتبعها صنعاء في حصار إسرائيل ومواجهة عدوان أمريكا وبريطانيا على ما يبدو وعلى خلفية الأحداث الأخيرة تتطور ضمن مسارات رابحة للضغط أكثر على أمريكا؛ وقواعد الاشتباك تأخذ كُـلّ يوم شكلًا جديدًا والتحذير تحول إلى إغراق وإحراق وتدمير.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com