توسيعُ الصراع في المنطقة لحماية “إسرائيل” خسارة للمصالح الأمريكية

 

محمد علي الحريشي

الكيانُ الصهيوني يمرُّ بهزيمة عسكرية واقتصادية ونفسية كبيرة عقب عملية “طُـوفان الأقصى”، من عوامل هزيمة الكيان المحتلّ ثبات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أمام آلة القتل والتوحش الصهيوني والأمريكي، وتكبيدهم خسائر في جيش العدوّ وآلياته العسكرية، لم يتوقع العدوّ طوال المدة في عدوانه على غزة التي تجاوزت مِئة وعشرة أَيَّـام، والتي لم يحقّق فيها الجيش الصهيوني أدنى الأهداف التي رسمها ومن ضمنها القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة.

كان لدخول قوى محور المقاومة على خط المعركة تأثير كَبيرٌ على قواعد الاشتباك لصالح المقاومة، هذا أحدث إرباكاً في سير المعارك وفشلاً في تحقيق الأهداف، الذي ينعكس على واقع النفوذ والهيمنة الأمريكية في المنطقة والعالم، لذلك لجأت أمريكا وبريطانيا لتوسيع دائرة الصراع ليشمل عددًا من بلدان قوى محور المقاومة.

الأهداف الأمريكية من وراء توسيع الصراع في المنطقة هي إنقاذ حكومة الكيان الصهيوني من المأزق الذي تعيشه وإخراجها من جو الهزيمة العسكرية والنفسية التي تعانيها جراء خسائرها المباشرة في الميدان، وكذا انعكاس الحصار الاقتصادي اليمني على الحياة العامة داخل الكيان الصهيوني الذي تكبد خسائر اقتصادية كبيرة، كُـلّ ذلك أَدَّى إلى رغبة أمريكية بريطانية في توسيع دائرة الصراع في المنطقة خدمةً للكيان المحتلّ، حَيثُ نفذت المخابرات الصهيونية والأمريكية عمليات اغتيالات طالت قيادات من حماس والحرس الثوري الإيراني في كُـلّ من لبنان وسوريا، لكن لم تتحقّق الأهداف الأمريكية من وراء تلك المخطّطات.

عندما قام اليمن بواجبه في نصرة مظلومية الشعب الفلسطيني ومن أجل وقف المجازر الصهيونية في غزة وفك الحصار الخانق عليه، فرض اليمن حصاراً على السفن التجارية المتجهة إلى موانئ العدوّ عبر البحر الأحمر، سعت أمريكا إلى تكوين تحالف عسكري دولي ضد اليمن بدعوى حماية طرق التجارة الدولية في البحر الأحمر، لم تلق تلك المحاولات الاستجابة الواسعة من مختلف دول العالم، فشلت المحاولات الأمريكية مما أَدَّى بها إلى شن عدوانًا عسكريًّا مباشرًا على اليمن وإلى جانبها بريطانيا.

العدوان الأمريكي البريطاني المباشر على اليمن لن تقف اليمن أمامه مكتوفة الأيدي، حَيثُ أصبحت سفنها التجارية وبوارجها الحربية وقواعدها العسكرية في المنطقة أهدافاً مشروعة أمام الجيش اليمني، اليمن أرسل تطمينات إلى مختلف دول العالم أنه لأخطر على سفنهم التجارية في باب المندب والبحر الأحمر ما عدا السفن التجارية التي تتجه إلى موانئ الكيان المحتلّ.

تدرك أمريكا وبريطانيا أن عدوانهما على اليمن لن يسبب إلا خسارة لمصالحهما وقواعدهما العسكرية في المنطقة، أما المواقف اليمنية الثابتة تجاه الشعب الفلسطيني فَــإنَّها لن تتغير مهما مارست أمريكا من عمليات عدوانية على اليمن أَو مارست ضغوطًا لتغيير المواقف اليمنية، فلن تتحقّق الرغبات الأمريكية حتى يتم وقف العدوان ورفع الحصار على قطاع غزة.

أمريكا وبريطانيا هما الخاسرتان في سمعتهما ومكانتهما الدولية، الكيان الصهيوني يريد إغراق أمريكا وتهديم المعبد على رؤوس الجميع؛ لأَنَّها مهزومة وخاسرة، أما اليمن فقد عقد العزم على تلقين المعتدين الدروس التي سوف لن تقارن بما واجهته أمريكا في أفغانستان وفيتنام من هزائم ولحق بجيشها الذل الذي تعاني منه إلى اليوم، سوف تتحطم الأحلام الأمريكية والبريطانية والصهيونية على صخور جبال اليمن الشماء الشامخة وعلى أيدي أبطالها الذين هزم أجدادهم كُـلّ الإمبراطوريات التي حاولت احتلال اليمن عبر التاريخ، هَـا هي بوارجهم الحربية وسفنهم التجارية تحترق في خليج عدن والبحر الأحمر، لن تنفعهم بوارجهم الحربية ولا مدمّـراتهم؛ لأَنَّ اليمنَ يعيشُ واقعَ العزة والكرامة والقوة الإيمانية في ظل قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه-.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com