استهدافُ “الأونروا”.. عقابٌ جماعيٌّ وابتزازٌ مفضوحٌ في سلسلة الإبادة المتواصلة بغزة
المسيرة | متابعات
يتواصلُ التنديدُ والرفضُ الدولي لإقدام أمريكا وعددٍ من الدول الغربية تعليقَ تقديم المساعدات للأونروا، في عملية ابتزاز واضحٍ ومشارَكةٍ في جريمة الإبادة الجماعية المُستمرّة ضد أهل غزة، عبر معاقبة جماعية تستهدف كُـلّ المؤسّسات الدولية التي تقدم خدماتها لأهل القطاع المنكوب بعدوان غاشم منذ السابع من أُكتوبر، وعلى رأسها “الأونروا”، وذلك على الرغم من تراجع دور هذه المؤسّسات بشكلٍ ملحوظ وكبير ورضوخها المكشوف في كثيرٍ من الأحيان لضغوط الاحتلال “الإسرائيلي” وأمريكا والتقصير بتقديم الخدمات المرجوَّة والمساعدات الضرورية لمحتاجيها.
وأكّـد رئيسُ جمعية حق العودة للاجئين الفلسطينيين، كاظم عايش، في تصريحاتٍ له أنّ “قرار دول غربية وعلى رأسها أمريكا تعليقَ تقديم المساعدات للأونروا يعبّرُ عن تواطؤ دولي مفضوح مع الاحتلال؛ بهَدفِ تصفية كُـلّ ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية اللاجئين”.
وشدّد عايش أنّ “الغرب وأمريكا يسعَون اليوم، وخَاصَّةً بعد قرارات محكمة العدل الدولية، إلى الضغط على كُـلّ الشهود – وخَاصَّة تلك المؤسّسات الدولية التي حضرت شهادتها بقوة بمحكمة العدل الدولية – وقدموا أدلة دامغة وإثباتات على تورط الاحتلال في أعمال الإبادة الجماعية في غزة، وهو يريد أن يعاقبهم بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ، في عملية ابتزاز سياسية رخيصة”.
في السياق، قال مقرِّرُ الأمم المتحدة الخاصُّ المعنيُّ بالحق في الغذاء، مايكل فخري: إنّ “المجاعةَ أصبحت أمراً لا مفرَّ منه في غزة، بعدما أوقفت بعض الدول تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا”.
من جانبه وصف المدير السابق لهيومن رايتس ووتش، قرارَ واشنطن بقطع المساعدات عن وكالة الأونروا بأنّه يدعو للسخرية، خَاصَّةً في ظل استمرار الدعم الأمريكي لـ “إسرائيل” بالسلاح.
بدورها، أكّـدت مقرّرة الأمم المتحدة الخَاصَّة المستقلة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلّة، فرانشيسكا ألبانيز، أن “قرار بعض الدول بالتوقف عن تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، يمثل عقوبة جماعية للفلسطينيين”.
وعدَّ المفوِّضُ العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، تعليقَ دول عدة تمويلها للوكالة أمرًا “صادمًا”، داعياً هذه الدول إلى العدولِ عن قراراتها.
وقال لازاريني في بيان: “إنه لَأمرٌ صادمٌ أن نرى تعليقَ تمويل الوكالة كرد فعل على الادِّعاءات ضد مجموعة صغيرة من الموظفين” لا سِـيَّـما في ضوء التدابير التي اتخذتها الوكالةُ الأممية، التي يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص؛ مِن أجل البقاء على قيد الحياة”.
من جهته، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: إن “إسرائيل لم تقدم رسميًّا بعدُ مِلَّفَها بشأن اتّهام موظفين بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بقطاع غزة”.
جاء تصريحُ دوجاريك في معرض تعليقه على مزاعم “إسرائيلية” بمشاركة 12 من موظفي “أونروا” في هجوم “حماس” على مستوطنات “إسرائيلية” محاذية لقطاع غزة في 7 أُكتوبر 2023م.
وأعلنت أكثرُ من 10 دول عن وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في قطاع غزة، في أعقاب الاتّهام “إسرائيل”، واتخذت أمريكا قراراً بوقف التمويل، ليتبعها كُـلٌّ من ألمانيا وأسكتلندا وأستراليا وكندا وفنلندا وإيطاليا وسويسرا وهولندا وبريطانيا.
الاتّهاماتُ الإسرائيلية للوكالة “ليست الأولى من نوعها”؛ فمنذ بداية الحرب على غزة، عمدت “إسرائيلُ” إلى اتّهام موظفي الأونروا بالعمل لصالح “حماس”، في ما اعتُبر “تبريرًا مسبقًا” لضربِ مدارس ومرافق المؤسّسة في القطاع التي تؤوي عشرات آلاف النازحين معظمهم من الأطفال والنساء، وفق مراقبين.