عملياتُ صنعاء البحرية تكشفُ الوجهَ الصهيوني لمرتزقة العدوان
المسيرة| هاني أحمد علي:
في الوقت الذي تتواصلُ الإشاداتُ على المستويَّين العربي والدولي بالموقف اليمني المشرِّف تجاه القضية الفلسطينية، والترحيبُ بعمليات القوات المسلحة اليمنية في البحرَين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، ضد سفن الكيان الصهيوني أَو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة، من خلال مسيرات ومظاهرات ترفع العَلَمَ اليمني وتهتفُ بصمود جيشه في وجه دول الاستكبار العالمي ممثلة بأمريكا وإسرائيل، فقد كشف الموقف نفسه عن الوجه الحقيقي لرئيس ما يسمى “المجلس الرئاسي” المشكل من قبل تحالف الاحتلال والعدوان، الخائن رشاد العليمي، الذي أصر إلا أن يكون خادماً مطيعاً للكيان الصهيوني في المنطقة، ولو كان ذلك على حساب الشعب اليمني المناهض لمجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي قطاع غزة والممتدة لأكثر من 110 أيام.
لقد شهدت الأيّام الماضية تحولات كبيرة في مواقف العديد من الناشطين والإعلاميين والسياسيين المحسوبين على تحالف العدوان وحزب “الإصلاح”، حَيثُ صَبَّتْ جميع تناولاتهم في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، لصالح دعم الموقف المناصِرِ للأشقاء الفلسطينيين، والإشادة بدور القوات المسلحة في توجيه ضربات موجعة للكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا وبريطانيا ومن على شاكلتهم.
ورغم هذه التحولات اللافتة، إلا أن المرتزِق رشاد العليمي رئيس ما يسمى المجلس الرئاسي، ظل متمسكاً بموقفِه المخجل والمعيب وإصراره على الظهور كجندي مخلص لأسياده؛ فخلال أقل من 6 أَيَّـام فقط، صدر عنه وعن رئيس حكومته ووزير إعلامه الخائنَينِ واثنَينِ من سفرائه المرتزِقة، ما يقارب 11 تصريحاً رسميًّا تصب في صالح كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وفيما يسعى جاهداً رئيسُ مجلس الارتزاق والعمالة “العليمي” إلى إظهار الوجهِ الصهيوني له، فقد عبَّر، أمس الثلاثاء، خلال استقباله في مقرِّ إقامته بفنادق الرياض، رئيسَ بعثة الاتّحاد الأُورُوبي “جبرائيل مونيرا فيناليس”، عن مخاوفه من تداعيات عمليات القوات المسلحة اليمنية البطولية في البحرين الأحمر والعربي ضد السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، الأمر الذي يشكل تعاطفاً رسميًّا من حكومة المرتزِقة الموالية لتحالف العدوان السعوديّ الإماراتي، مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، متجاهلاً القصف الأمريكي البريطاني على اليمن، الذي بدأ منذ 12 يناير الجاري؛ سعياً لدعم ورعاية الإجرام الصهيوني ومحاولة عرقلة عمليات القوات المسلحة في المياه الإقليمية لليمن، التي تأتي تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
إن حديث المرتزِق “العليمي” بشأن عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد الشحن الإسرائيلي وقطع الملاحة على الكيان الصهيوني الذي يرتكب مجازر إبادة جماعية ضد أبناء غزة، ووصفها بـ”الهجمات الإرهابية”، فَــإنَّها تأتي متطابقة لما يطلقه الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا وبريطانيا وتكراراً لما يردّدونه، في محاولة منهم لخداع العالم وتصوير تلك العمليات التضامنية مع فلسطين بأنها تهديد للأمن البحري العالمي والشحن الدولي من الممرات الملاحية في البحرين الأحمر والعربي، وهو الأمر الذي كذبته العديد من الدول المطلة على البحر الأحمر أبرزها مصر وجيبوتي والصومال.
وفي سياق إظهار الوجه الصهيوني الحقيقي له، فقد دعا الخائن “العليمي” خلال لقائه، أمس، رئيس بعثة الاتّحاد الأُورُوبي، إلى اتِّخاذ الإجراءات العقابية ضد صنعاء وتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية دولية، وهو التصنيف الذي أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية مؤخّراً، ليس لسبب سوى أنها تدعم الشعب والمقاومة الفلسطينية وتقطع الملاحة الإسرائيلية وترفض السماح بمرور السفن الصهيونية المتجهة لموانئ فلسطين المحتلّة، إلا بعد وقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار الكامل عن الفلسطينيين، في حين أن موقف الخائن العليمي يؤكّـد سعي المرتزِقة وفقاً للمسار المحدّد لهم والمتوائم مع المسار الذي يقوده الأمريكي والصهيوني.
الخائن طارق عفاش رجل الاحتلال الإماراتي في الساحل الغربي، لم يختلف كَثيراً عن المرتزِق رشاد العليمي، فقد أبدى خلال لقائه، الأسابيع المنصرمة، بقيادات عسكرية أمريكية في مملكة البحرين ومدينة المخاء، استعداده الكامل للمشاركة في حماية سفن الكيان الصهيوني بعد حظر عبورها من قبل القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي، في موقف فردي معيب لا يمثل الشعب اليمني المناهض للجرائم الإسرائيلية في فلسطين، حَيثُ سببت هذه المواقف سخطاً عارماً في أوساط القيادات العسكرية الموالية لتحالف العدوان؛ ما دفع الكثير منها إلى إعلان الانشقاق والعودة إلى عاصمة الأحرار صنعاء والاصطفاف معها عسكريًّا.