رسالةٌ إلى اليمني المسلم
يحيى المحطوري
أيها اليمني المسلم: علينا أن نسألَ أنفسنا أنا وأنت
ما هو شعورنا عندما نسمع أخبارَ قتل أكثر من ثلاثين ألف مسلم والتنكيل بأضعافهم جراحًا وتشريدًا؟
هل نغضب لذلك حَقًّا كما نغضبُ لأرواحنا حين تُقتل، وأنفسنا حين تُهان، وحقوقنا حين تُسلب؟
هل نشتعل غيظًا وغصبًا كما نفعلُ حين تُنتهَكُ أعراضُنا، أَو يُساءُ إلينا؟
وكيف هي فداحةُ جريمتنا إن تعاملنا مع كُـلّ ذلك ببرود، وكأنَّ الأمرَ لا يعنينا؟!
ما هو موقفُنا وموقفُ كُـلّ عربي ومسلم تجاهَ ما يحدُثُ؟
ونحن نرى أعداءنا يحرقون غزةَ بقنابلِهم كُـلَّ يوم!
ونحن نشاهد كيف وصل الحالُ بحكوماتنا وأنظمتنا العربية من الولاء المطلق والطاعة المعلَنة لـ “إسرائيل” والمسارعة إلى التطبيع والقبول بكل جرائمهم بل وتنفيذ كُـلّ مخطّطاتهم ومساندتهم في عدوانهم!
وقد تجلت مظاهرُ الهيمنة الصهيونية على كُـلّ مواقع القرار في أنظمتنا العربية، وهي في الأنظمة الأُورُوبية أكثر تجليًّا، وأعمق نفوذًا، وأعظم تأثيرًا!
هل سنتعامل مع كُـلّ ما يحدث كتعاملهم فنكون مثلَهم في سوء أعمالهم؟؟
أم أننا سيكون لنا موقفٌ، وسنغضب، ونتحَرّك جميعاً لمواجهة كُـلّ تلك الجرائم، صَفًّا واحدًا، وجنبًا إلى جنبٍ مع قيادتنا الحكيمة، وجيشنا المجاهد، وشعبنا المؤمن العظيم؟
وعلينا جميعاً أن نختارَ
بين أن نقفَ مواقفَ النُّصرة لكتاب الله ورسله وأنبيائه، والمستضعفين من عباده؛ فنؤهل أنفسنا لتأييد الله وعونه ونصره.
أو نقف مواقفَ الذل والخنوع والسكوت والقعود أمام كُـلّ ما يعمله بنو إسرائيل من الجرائم الوحشية.
فنكون شركاءَهم في الموقف وشركاءَهم في المصير والعقوبة الإلهية؟!
واللهُ المستعان.