الوفاء ما تغيَّر.. عهد الأحرار باقي
سند الصيادي
ختم القائدُ خطابَه الأخيرَ مناشِدًا شعبَه استمرارَ مسيرات الوفاء، وجاء الصوتُ هادِرًا من مختلف الساحات عصرًا وَبحناجر الملايين (الوفاء ما تغير.. عهد الأحرار باقي)، وفي هذا النشيد وهذا التداعي ملحمةُ انسجام وتناغم ما بين القيادة والشعب، ملحمةٌ واقعيةٌ عزَّ حضورُها في زمن أنظمة الرخاء والاستقرار والترغيب والترهيب، وبرزت في زمنِ الشدةِ وَالحروبِ وانعدامِ العطايا والمغريات، بل في تفاصيلها مسارٌ مدعَّمٌ بالدم والعَرق وَالجهود العظيمة، مشهدٌ قلما تجدُ مثيلَه في العصر الحديث، أَو حتى في كتب ومرويات التاريخ عبر المراحل.
في سياق متصل بهذا المشهد الداخلي المهيب، وَفيما التواطؤ وَالتخاذل وموت الضمائر، بات عنوانًا عربيًّا إسلاميًّا بارزًا أمام عناوين المظلومية وتفاقم المأساة التي تحدث للشعب الفلسطيني، كانت اليمنُ عنوانًا مختلفًا، خرج عن القطيع وَغرَّدَ خارج سربه المرتهن، بالمبادرة في إطار موقفٍ كاملٍ وشاملٍ، على كُـلِّ المستويات.
وبقدر ما تصدِّرُه هذه التظاهراتُ المليونية كُـلَّ أسبوع من رسائلَ مرعبةٍ للعدو وتُدخِلُه في دوامة حسابات يعلمُ هو أن لا جدوائيةَ لمواجهتها، فَــإنَّها تعبِّرُ عن العزم، وعن الثبات، وعن الجد، وعن الشعور الراسخ بالمسؤولية الشاملة، المتكاملة رسميًّا وشعبيًّا، عسكريًّا، وسياسيًّا، وإعلاميًّا.
وما بين جُمُعةٍ وجمعة، تنكِّلُ القواتُ المسلحة اليمنية بالسفن والبوارج المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، ولا يزال رجال القوات المسلحة يؤكّـدون استمرارهم في ذات التنكيل المقرون بالتطويرِ وَالمزيدِ من المفاجآت الصادمةِ للأعداء، والشرطُ الوحيد لتوقف هذه العمليات وقفُ العدوان والحصار على غزةَ، وما دون ذلك من وسائل الردع – الأمريكي بكل مساراته على سبيل المثال – فليس ذا تأثير على استمرارِ العمليات أَو توقُّفِها.
وبالتزامن تستمرُّ التعبئةُ العسكرية وَتتحدث عن نفسها أرقامًا وأنشطةً وتدريبًا وتأهيلًا متصاعدًا، معركةُ الإعلام والتوعية هي الأُخرى يخوضها شعبُنا بجدارة وامتيَاز، كُـلُّ مكونات ووظائف وَاهتمامات هذا الشعب صوّبت بُوصلتَها نحو فلسطينَ وَجنَّدت نفسَها لخدمة الموقف، الكُلُّ في ذروة الجاهزية والاستعداد.
لقد أحيت منهجيةُ هذا القائد شعبًا بات لا يرى الصعبَ إلَّا ممكنًا، والمستحيلُ لا وجودَ له في قاموس حِراكِه وعزمه، شعبًا تعافى من حالةِ اليأس والإحباط التي تعتري شعوبَ الأُمَّــة؛ فصنع إيمَـانُه وصمودُه اليأسَ والإحباطَ في نفوس الأعداء على المدى القريب والبعيد، ولا يزالُ يجدِّدُ هذا الشعبُ التأكيدَ عن عهد الأحرار وَالوفاء المتبادَلِ الذي لم ولن يتغيَّر.