السيدُ القائد والحتمياتُ الثلاث

 

إكرام المحاقري

تكشَّفت الخططُ الأمريكية الاستعمارية، ولكنها حوصرت في زاوية تتلقى فيها الضرباتُ الباليستية اليمنية في البحر الأحمر، انكشف الغطاءُ عن المسرحية الصهيونية الخبيثة والتي ما زالت تحاولُ كتابةَ باقي فصولها بدماء أطفال ونساء فلسطين وكلّ المستضعَفين في العالم، حتى وإن كان تلاعُبُها الإعلامي التضليلي مُستمرًّا عبر أبواقها الإعلامية الرخيصة والتي تمثل أنظمةَ الخيانة المطبِّعين رأس الحربة في المنطقة.

لم يتوقفِ العدوُّ الصهيوني عن ارتكاب مجازر الإبادة بحق أبناء فلسطين بغطاء أمريكي بريطاني وعربي خائن، لكن الموقف اليمني العربي المسلم الثابت ما زال مُستمرّاً في تغيير معادلة الصراع بشهادةٍ صهيونية تكاد أن تعلن استسلامَها في ظل الصمود الفلسطيني الأُسطوري، واستمرار العمليات اليمنية في البحرَين الأحمر والعربي، هذا الصمود الذي فرض الشروطَ الإنسانية الواضحة على الطاولة، وتجلت به حقائقُ ضَعف مواقف العملاء في المنطقة، والذين قدّموا أنفسهم رموزاً للانبطاح والخيانة والعار في مساندتهم للعدو الصهيوني في السر والعلن، وتخاذل العرب عن القيام بواجبهم الإنساني والأخلاقي والديني، ليتلقفَه اليمنيون بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

بادر السيدُ القائد بقيادةِ معركة الكرامة والسند لفلسطين، مهدِّداً بإغلاق البحر الأحمر؛ مِن أجل فلسطين، ومن ثَمَّ منفذاً لتهديداته، هذه العملية التي لم تترك للعدو الصهيوني الأمريكي البريطاني سوى الإقرار بالصدمة، ولم تُتِحْ أيَّ مجال للمساومات أَو لتقديم المبرّرات تجاه ما يحدث في غزة من جرائم الإبادة، والتي تنكرت خلالها أمريكا لجميعِ عناوينها الإنسانية، فكشفت عن عارَها للعالم؛ لذلك فقد تجلت الإنسانية الحقيقية في مشروع المسيرة القرآنية التي وحّدت الوجهة والهدف باتّجاه العدوّ الرئيسي للإنسانية برمتها، هذا العدوُّ الذي عاثَ في الأرض فساداً بسفك الدماء وخلق الأزمات ونشر الخلاعة والأوبئة حول العالم.

كان السيدُ القائدُ صريحاً مع هذا العدوّ المتغطرس الذي بات اليوم يبحث عن حلول للخروج من مستنقع سياسته القذرة، كما أن تلك الصراحةَ قد تجلت في موقف الشعب اليمني بخروجه في المسيرات المليونية مساندةً للشعب الفلسطيني ومساندةً لخيارات القيادة الثورية الوطنية، حتى وإن ظهرت تحَرّكاتٌ تحاول امتصاصَ زخم هذا التحَرّك، كصدور قرار محكمة العدل الدولية المتأخرة دوماً، والتي أقرت حُكماً “يلوم” إسرائيل ويحُثُّها على الاقتصاد قدرَ الإمْكَان عند سفك الدم الفلسطيني!

أخيراً: قرار المحكمة اليمنية أتى واضحًا لا لبس فيه؛ معركةُ النفَس الطويل ما زالت مُستمرّةً حتى تحقيق الحتميات الثلاث التي طرحها السيد القائد كحلٍّ جذري للحد من هذه الجريمة الشنعاء، والمتمثلة في: حتمية هزيمة العدوّ الصهيوني، وحتمية زواله، وحتمية خسارةِ الموالين له، وهذا ما سيحدُثُ بلا ريب؛ فالشعبُ اليمني بقيادته الحكيمة لن يمل ولن يكل ولن يتراجع حتى تحقيق النصر ودحرِ المستكبرين وإعادة الحق إلى أهله مهما تعاظمت التضحيات، ومهما أَمِلَ العدوّ في تحقيق أهدافه المشؤومة.. وإن غداً لناظره قريب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com