تقرير أمريكي: نظامُ الدفاع الصاروخي للمدمّـرة “غريفلي” فشل في اعتراض الهجوم اليمني
القوات المسلحة تصدم واشنطن بمعادلات عملياتية وعسكرية استثنائية وغير مألوفة
المسيرة| خاص:
أقرَّ مسؤولون وخُبراءُ أمريكيون بفشلِ طبقاتِ الدفاع الصاروخية للمدمّـرة “يو إس إس غريفلي” في التصدّي للصواريخ اليمنية التي استهدفتها الأسبوع الماضي، والتي كشفت خطأ التقديرات والحسابات العسكرية المتعلقة بالقدرات اليمنية.
وبحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية فقد أكّـد مسؤولون أن الطبقاتِ الدفاعيةَ الصاروخيةَ للمدمّـرة “يو إس إس غريفلي” فشلت في اعتراضِ صاروخ يمني؛ ما اضطرَّ المدمّـرةَ إلى اللجوء إلى “آخر طبقة دفاع” بحسب زعمهم وهي مدفعُ رشاش مصمَّم لمواجهة التهديدات القريبة جِـدًّا من المدمّـرة (يُشارُ إلى أن القوات المسلحة أكّـدت أن الهجومَ حقّق إصابةً دقيقةً ومباشرة).
وكان قائدُ الأسطول البحري الخامس للولايات المتحدة، براد كوبر، قد أقرَّ قبل يوم من الهجوم في تصريحات لقناة “سي بي إس” بأن القوات الأمريكية لا تملك سوى 9 إلى 15 ثانية للتعامل مع الصواريخ والطائرات المسيَّرة اليمنية، مؤكّـداً أن “هذه هي المرة الأولى في التأريخ التي تواجهُ فيها القِطَعُ البحريةُ الأمريكية هجماتٍ من هذا النوع”.
وبرغم أن هذه الحساباتِ تعد بحد ذاتها تحدِّيًا كَبيراً للقدرات الأمريكية، فَــإنَّ “سي إن إن” كشفت خطأ هذه الحسابات، حَيثُ نقلت عن محللين عسكريين قولهم إنه -وبحسب رواية المسؤولين الأمريكيين- فَــإنَّ “الصاروخ اليمني كان على مسافة قرابة 3 ثوانٍ أَو ثانيتين فقط من إصابة المدمّـرة بعد فشل طبقاتِ الدفاع الصاروخية في اعتراضه”.
ونقلت الشبكة عن المحلل كارل شوستر، وهو كابتن سابق في البحرية الأمريكية، قوله: “إن هذه المسافة تعني أن حُطامَ الصاروخ سيُصِيبُ السفينةَ حتى إن تم اعتراضُه!”
وتشيرُ هذه المعلوماتُ بوضوحٍ إلى أن الجيشَ الأمريكيَّ يواجهُ بالفعل معادلةً جديدةً تماماً في البحر، وأن حساباتِهِ العملياتيةَ والعسكرية كلها مبنيةٌ على تخمينات وتقديرات غير دقيقة؛ ففيما كان يَظُنُّ أن لديه 9 إلى 15 ثانية للتعامل مع الصاروخ أَو الطائرة المسيَّرة (وهو مأزِقٌ عملياتيٌّ بحَدِّ ذاته) تفاجأ أن لديه قُرابَةَ ثانيتين فقط، وهو ما يعني إصابة السفينة أَو المدمّـرة؛ فالحديث عن اعتراض صاروخ أَو طائرة على هذه المسافة هو مُجَـرّد محاولة للتغطية على الفشل؛ فحتى لو كانت “طبقة الدفاع الأخيرة” تستطيعُ فعلَ ذلك فَــإنَّ وصولَ أكثرَ من صاروخ أَو طائرة سيتجاوز قدرتَها تماماً؛ وهو ما يؤكّـدُ صحة ما أعلنته القوات المسلحة حول إصابة المدمّـرة غريفلي في هجوم الأسبوع الماضي.
يشار إلى أن طبقَةَ الدفاع الصاروخية التي فشلت في اعتراض الهجوم على المدمّـرة “غريفلي” مكلفةٌ للغاية، حَيثُ تبلُغُ قيمةُ الصاروخ الواحد منها أكثرَ من مليونَي دولار، بحسب ما أكّـد مسؤولون أمريكيون في وقت سابق؛ الأمر الذي يعني أن الولاياتِ المتحدَةُ تُوَاجِهُ إلى جانب خطر الاستهداف المباشر والأضرار المادية الفورية، استنزافًا كَبيرًا.
وفي هذا السياقِ، نقلت “سي إن إن” عن توم كاراكو، مديرِ مشروع الدفاع الصاروخي في مركَز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قوله: إن “التحدِّيَ الذي يواجه الدفاعَ الجوي هو مشكلةُ القدرات؛ لأَنَّ السفنَ الحربية الأمريكية لديها إمدَاداتٌ محدودةٌ من الصواريخ الاعتراضية لاستخدامها”.
وأضاف: “لا يمكنُنا أن نجلِسَ هنا ونلعبَ لُعبةَ الصيد إلى أَجَلٍ غيرِ مسمَّىً” في إشارة إلى أن استمرار العمليات اليمنية يُمَثِّلُ استنزافًا كَبيرًا للإمدَادات “المحدودة” التي تمتلكُها السُّفُنُ الحربيةُ الأمريكية.