سياسةُ أمريكا المتحيِّزة: دعمُ “إسرائيل” وتجاهُلُ جرائم الإبادة الجماعية في غزة
عبدالحكيم عامر
أظهرت أمريكا تواطؤاً ودعمًا قويًّا للعدو الإسرائيلي على الصعيد السياسي والعسكري، وتواجه وتصد وتمنعُ أي موقف ضدها، كما تتوعد وتهدّد أية دولة تحاول تقديمَ الدعم لأبناء غزة أَو الوقوف مع مظلوميتهم.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الدور الأمريكي في توسيع دائرة الصراع في فلسطين والمنطقة أمرًا آخر يستحق الانتباه، حَيثُ تسعى أمريكا لحماية إسرائيل ومساندتها، ولكن هذا يتسبب في فقدان مصالحها وتدهور سمعتها في الشرق الأوسط، وعلى سبيل المثال، يمكننا أن نرى كيف تعسكر أمريكا في البحر الأحمر وتهدّد أمن الملاحة الدولية، خدمةً لإسرائيل وحمايةً لها ودعمًا لها لارتكاب المزيد من الجرائم.
المشاركةُ في الجرائم والإبادة الجماعية:
تشير الأدلة أَيْـضاً إلى أن أمريكا تشارك بقذائفها وصواريخها وقنابلها في جرائم وحشية وإبادة جماعية تستهدف أبناء غزة، وعلاوةً على ذلك، تقتل أمريكا أبناء فلسطين بالتجويع عن طريق فرض حصار اقتصادي على غزة، وكما ترفض أمريكا أية محاولة لإيصال الدواء إلى الفلسطينيين، كما أنها تدعمُ العدوَّ الإسرائيلي علنًا وتعارض وتصد وتمنع أي موقف ضدها في المنظمات الدولية والمحافل الدولية، وتعسر تحقيق العدالة عبر محكمة العدل الدولية، وأمريكا هي من تقف وراء تواطؤ المؤسّسات الدولية وصمتها بشأن جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق أبناء غزة.
وقد تسببت سياسة أمريكا في خذلان دولي وعربي وإسلامي لغزة، تجمد أمريكا مواقف الدول التي تطيعها وتورطها في حماية العدوّ الإسرائيلي والمشاركة في جرائمها، يجب أَيْـضاً التنويه إلى أن العدوان الأمريكي على اليمن جزء أَسَاسي من الدور الأمريكي في العدوان على غزة.
وما يثير الاستغراب هو التناقض بين أقوال أمريكا وأفعالها، حَيثُ تدعي أمريكا أنها تلتزم بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان، ولكنها تنتهكها بشكل مُستمرّ من خلال مشاركتها في الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية ضد سكان غزة من خلال توريد الأسلحة والتكنولوجيا لإسرائيل، وبدلاً عن دعم العدالة وحقوق الإنسان، تعسكر البحر الأحمر وتهدّد أمن الملاحة الدولية لتحقيق مصالحها وحماية إسرائيل.
في الأخير، على الرغم من الأقوال الرسمية لأمريكا بشأن العدالة وحقوق الإنسان، إلا أن سياسة الدعم القوي والتماهي مع العدوّ الإسرائيلي تكشف عن الكذب والتزييف الواضح، وتؤثر هذه السياسة على المنطقة بأكملها، مما يؤدي إلى توتر دائم وتصعيد الصراع.
فأمريكا التي تمارس الخداع، والمكر، والتزييف للحقائق وتجعل الأحداث دائماً في صالحها، وتسعى بكل جهدها الخبيث، والإجرامي المعروف، ومن أهم ما ينبغي على شعوب الأُمَّــة هو الوعي تجاه أمريكا وإسرائيل واللوبي الصهيوني حول حقيقتهم وعدائهم للأُمَّـة حتى لا ينطلي عليهم خداع ومكر وتضليل أُولئك.