تضامُنُ اليمن واقعيةٌ لا تخضعُ للمساومات
فتحي الذاري
الصمود في مواجهة الشدائد، وقف الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني تضامُنًا وصموداً في مواجهة العدوان الإسرائيلي الصهيوني الأمريكي الغربي والاستكبار والهيمنة؛ لأَنَّ الشعب اليمني يعتبر القضية الفلسطينية قضية مصيرية للأُمَّـة العربية والإسلامية، وقد أثبت هذا من خلال المسيرات المليونية في عموم ساحات المحافظات في الجمهورية اليمنية الحرة.
يوجه هذا الخروج الجماهيري حقيقة واقعية لا تخضع للمساومات إلى العالم بأن الشعب اليمني الحر يؤيد حقوق الفلسطينيين ويندّد بالظلم الذي يتعرضون له، على الرغم من انفصالهم عن الجغرافيا إلا أن مساندة الشعب اليمني للشعب الفلسطيني جعلتهم في خندق واحد متحدين من خلال كفاح مشترك؛ مِن أجل العدالة والحرية ورفع الظلم ومظلومية الشعب الفلسطيني.
حيثُ إن المجتمع الدولي يمثل صمتاً معيباً وعجزاً مخزياً تجاه الإجرام الإرهابي الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي الغربي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتستغل الولايات المتحدة الأمريكية مكانتها في العضوية الدائمة لمجلس الأمن بالأمم المتحدة في استخدام حق النقض في مجلس الأمن لحماية الاحتلال الإسرائيلي من الانتقادات والإدانات الإجرامية الدولية ويرجع ذلك إلى العوامل السياسية والاقتصادية وتعطيل القرارات الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني والتي كان آخرها قرار بالإدانة من محكمة العدل الدولية وقرار إيقاف الحرب.
تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية سياسة داعمة للاحتلال الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، كانت أحد الجوانب الرئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية هو دعمها الثابت للاحتلال الإسرائيلي والتزامها بحماية مصالح الاحتلال الإسرائيلي، وقد أَدَّى هذا التحالف الثابت حتماً إلى توسيع الصراع وكان له آثار مختلفة على مصالح أمريكا في المنطقة، وَأن هذا التوسع في الصراع قد خلق أَيْـضاً تأثيراً متقلبًا مقلقًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط مما أَدَّى إلى تفاقم التوترات وزيادة تأجيج نيران الفتنة في البحر الأحمر، الولايات المتحدة الأمريكية وقرع طبول الحرب في عسكرة البحر الأحمر وأكذوبة تحت مسمى مجرمي الرخاء والازدهار، وقد ارتكبت الجرائم سعياً لحماية الملاحة البحرية للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي وبتضليل الحقائق على المجتمع الدولي؛ مِن أجل ارتكاب المزيد من الجرائم والقتل والدمار، تتسبب الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الصهيوني الإسرائيلي في أزمات متفاقمة ومتصاعدة على الشعب الفلسطيني، وأمام المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية التي تمثل عجزاً وتواطؤاً صريحاً ناتجاً من ضغوطات الولايات المتحدة الأمريكية والسياسة العدائية الاستكبارية وفرض سياسة التطبيع وفق ضغوطات اقتصادية، ويفرض الاحتلال الإسرائيلي الحصار على الشعب الفلسطيني من الغذاء والدواء والإجبار على التهجير القسري.
الولايات المتحدة الأمريكية تشارك في قتل الأطفال والنساء وارتكاب أبشع الجرائم العدوانية في حق الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني مساندةً للاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، وتمنع أي تجاوب دولي مع الشعب الفلسطيني، التناقض بين دعم أمريكا المعلن للسلام والعدالة في صراع الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني وأفعالها على الأرض في مساندة إسرائيل والدعم اللا محدود عسكريًّا ولوجستياً وسياسيًّا، وتستخدم أمريكا كافة الطرق التي تثبط بها مواقف البلدان التي تساند فلسطين فَــإنَّ الموقف الأمريكي قد تغير بمرور الوقت، وتحت هذه المواقف تفرض سياسة التجويع والحصار الاقتصادي واستخدام ملف الدعم الإنساني كوسيلة ضغط على الشعوب لتنفيذ أهدافها السياسية.
الشعب الفلسطيني هو اليوم يتعرض للعدوان الإرهابي الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي الغربي في قطاع غزة والقمع المُستمرّ، فقد أظهر الشعب اليمني هُــوِيَّته الإيمانية النابعة من الإيمان بالله العلي العظيم، والعزيمة في سبيل الحق والعدل والقيم الأخلاقية للدين الإسلامي الحنيف وأخوة الإيمان بالله العلي العظيم.
إن مكافحة الظلم والطغاة هو السبيل إلى نيل الحقوق المشروعة، وهو صراع بين الخير والشر، وبما أن كلا الشعبين يواجهان تحديات هائلة فَــإنَّ اليمن تعمل على تقويض النشاط الاقتصادي وحركة الملاحة البحرية للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي، مذكرين العالم أنه لا يوجد قدر من الضغط الخارجي يمكن أن يكسر روح وعزيمة أُولئك المصممين على الدفاع عن حقوقهم وسيادة أوطانهم.
اليمن وفلسطين هما شعبان منفصلان جغرافيًّا لكنهما متحدان في عزمهما، يقفان بحزم ضد العدوان الصهيوني الأمريكي الغربي والغطرسة والهيمنة والاستكبار، كلاهما تصميمٌ لا يتزعزع، يثبتان على قوة المقاومة ضد القوى الاستكبارية.
إن الرابطة بين هذين الشعبين بمثابة منارة للأمل في ظلام دامس، وتلهم الآخرين في سعيهم إلى التحرّر من الهيمنة الأمريكية الغربية.
اليمن وفلسطين تحتفظان بموقفهما، لقد واجه الشعب اليمني عدواناً وحشيًا جلب معاناة هائلة خلال 10 أعوام من العدوان السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتهم في اليمن، والحصار الاقتصادي المُستمرّ وما زالت قوى الإرهاب والتطرف المنظم في العالم -أمريكا- تسعى إلى خلق الفتن ومد مرتزِقة العدوان إلى إشعال فتيل الفتن لمزيدٍ من القتل والتدمير ولم يعتبر المغرر بهم بسياسة العدوان الصهيوني الأمريكي الغربي على الوطن العربي والإسلامي ولن يكون العدوان الأمريكي البريطاني والإنجلو ساكسونيّ عائقاً للشعب اليمني وقواته المسلحة بإذن الله تعالى، ولن يكون إلَّا صموداً وثباتاً وعزيمةً في الدفاع عن السيادة الوطنية وفي مساندة الشعب الفلسطيني بعون الله تعالى وتوفيقه، وبينما يقاوم الفلسطينيون باستمرار الاحتلال والقمع، لقد عززت خبراتهم المشتركة إحساساً قويًا بالتضامن؛ فَــإنَّهما يشكلان قوة بإذن الله تعالى، والتي يمكن أن تنبع من الثقة العميقة بالله عز وجل، فالحرب ضرورة اقتضتها ظروف الحياة لرد العدوان وتطهير الأرض من الظلم والطغيان.. والعاقبة للمتقين.