شهيدُ القرآن.. صدوعٌ بالحق في زمنِ الذلِّ والخضوعِ والاستسلام
محمد سعيد المُقبِلي
في ذَلك الوقت، وبعد أحداث “١١ سبتمبر” من العام ٢٠٠١، الذي افتعلتها أمريكا بواسطة الإرهاب التابعِ لها؛ لتتخذه ذريعةً لها؛ كي تتحَرّك بالمشروع الصهيوني لاستهداف هذه الأُمَّــة تحت ذريعة “الإرهاب”، وبتخطيط مسبق ومؤامرة مدبرة لاستهداف هذه الأُمَّــة.
وحين بدأت أمريكا بالتحَرّك وفق الخطة لاستهداف هذه الأُمَّــة، لم تجد أمريكا أية معارضة أَو ممانعة أَو مقاومة أَو رفض أَو عوائق تقف أمام مخطّطها من جانب أية دولة عربية، ولا من جانب أي حاكم، ولا من جانب أي عالِم، ولا من جانب أي مرشد وواعظ، ولا من جانب أية فئة أَو جماعة أَو مذهب أَو حزب أَو فرقة أَو طائفة أَو… إلخ.
وأمام ذَلك الواقع المخزي، وذَلك السكوت والخضوع والاستسلام والجمود والانصياع لإرادَة الأمريكي من جانب هذه الأُمَّــة بمختلف أطيافها ومكوناتها وتياراتها ومسمياتها..
حينئذ نهض الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- حاملاً هَمَّ أمته، مستشعراً مسؤوليته، متألماً من الواقع الذي أمامه، رافضاً التماشي والتماهيَ والرضا والقبول بما يريده الأمريكي وما يخطّط له، يأبى الانصياعَ لأوامر وتوجيهات الأمريكي مثلما انصاع واستسلم له البقيةُ، صارخاً في وجهها صرخةً علويةً حيدريةً حسينيةً، ساخطاً وناظِراً لها نظرةً عدائية، معبراً عن مدى خطورتهم بالغة الأهميّة، ومحذراً من مؤامراتهم الشيطانية، رافضاً تواجدهم في البلاد العربية،
موضحًا ما يجبُ على الأُمَّــة الإسلامية، موضحًا ضرورة التحَرّك بمسؤولية، منبِّهاً على أحداث ومتغيرات مصيرية، مستنهِضاً للناس بثقافة قرآنية، ومحاضراتٍ وملازمَ تعبويةٍ تربوية، ليربِّيَ الأُمَّــةَ تربيةً إيمانيةً جهادية، ويرفعَ لها من روحها المعنوية، بمشروعٍ ومسيرةٍ قرآنيةٍ ربانية، يجعل الأُمَّــة على أتم الجهوزية، لمواجهةِ كُـلّ مؤامرة أمريكيةً إسرائيليةً صهيونية، محذراً من التخاذل وآثاره الكارثية، تاركاً كُـلَّ الأمور الدنيوية، غيرَ مُبالٍ بأية نتائجَ وتوقعاتٍ تقديرية.
وحين أحست أمريكا بخطورته الشديدة، استدعت أمريكا رئيسنا العميل في ليلة، ووجهت الحكومة الظالمة العميلة، ليحشدوا كُـلّ الجيوش العسكرية، وكلّ الطائرات والدبابات والمعدات الحربية، وكلّ الدعم والإمْكَانات الهائلة، ليشنوا حرباً هستيرية ظالمة، على شهيدنا القائد ومعه ثلةٌ قليلةٌ مؤمنة، وارتقى حينئذٍ شهيداً فائزاً مستبشراً، وتاركاً للأُمَّـة منهجاً شاملاً متكاملاً، وها نحن على خطاه زدنا عزةً ورفعةً، وخاب كُـلّ المتأمركين والمتصهينين والعملاء والخونة والمنافقين، وخسروا ونالوا الخزيَ والعارَ والعذابَ في الدنيا والآخرة، وفاز الشهيد القائد -رضوان الله عليه- فوزاً عظيماً، وأحيا بتضحيته أُمَّـة عظيمة مؤمنة مجاهدة تقهر أمريكا وتقهر إسرائيل وتقهر كلّ أعداء الأُمَّــة..
فسلامُ الله ورحمته ورضوانه عليه وعلى أخيه السيد عبد الملك يحفظه الله، وعلى كُـلّ من سار على خطاهم واقتفى أثرهم.