أمريكا.. عسكرةٌ للبحر وعدوانٌ على اليمن
يحيى صالح الحَمامي
عسكرة أمريكا في البحر الأحمر قرار معروف، وتحشيد عدد من الدول الأوروبية بحجّـة حماية ملاحة التجارة العالمية، وأين الخطر على أمن التجارة العالمية، القرار بعسكرة البحر ليس له مبرّر كافٍ، ومن تواجد قواتها في البحر الأحمر لحماية السفن التجارية الإسرائيلية لإفشال قرار قيادة اليمن تجاه فلسطين، وما تقوم به البحرية بالاعتراض للسفن التي تحمل الدعم العسكري الغربي أَو البضائع المتوجّـهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة، قرار اليمن منع عبور جميع السفن من البحر الأحمر وعلى قباطنة السفن تغيير مسار العبور عبر الرجاء الصالح، ومن عدم الاستجابة لتحذيرات ناطق الجيش في القوات المسلحة اليمنية أَو عدم الالتزام من قباطنة السفن لنداء ومخاطبة البحرية اليمنية عند ذلك يتم الاستهداف المباشر لها.
موقف اليمنيين ثابت وقد أتى عندما تخلى العالم عن مظلومية أبناء فلسطين قرّرت قيادة اليمن ممثلة في قائد المسيرة القرآنية والثورة اليمنية السيد المجاهد “عبدالملك بدر الدين الحوثي” -سلام ربي عليه -في مناصرة المستضعفين ومناصرة أبناء “غَزّة”، وقد نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليات جوية بإطلاق عدد من الصواريخ والمسيّرات إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة بالذات على “أم الرشراش”، الميناء الذي يستخدمهُ العدوّ الصهيوني، وقد شن العدوان وفرض الحصار على أبناء “غَزّة” والذي يرتكب أبشع الجرائم والإبادة الجماعية بحق الأطفال والنساء، قرار اليمن في إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية قرار عادل ساري المفعول “الحصار بالحصار” ولن يتم السماح بالعبور للسفن الإسرائيلية حتى يتم فتح معبر رفح وإدخَال الغذاء والدواء، ومن قرار عسكرة أمريكا وبريطانيا في البحرين الأحمر والعربي فَــإنَّها تريد أن تخفف المعاناة على إسرائيل، ومن خلال فشل أمريكا في حماية السفن التابعة للكيان الصهيوني فقد شنت العدوان على اليمن، حَيثُ وقرار الحرب على اليمن ليس له مبرّر ولم يأتِ قرار العدوان من مجلس الأمن الدولي ولم يأتِ تحت حلف الناتو وإنما عدوان بقرار أمريكا وبجانبها بريطانيا، لذلك هذه الدول لم نجدها إلا بالتطاول في جميع قراراتها وأعمالها.
ألم تعلم بأن العدوان على اليمن مخالف للقانون الدولي ومتناقض مع القانون ومع الأمن والسلام الدوليين، قرار العدوان على اليمن همجي، الغارات الجوية لن تثني موقف اليمن تجاه فلسطين، ولكن لا تزال قوى الاستكبار العالمية مُستمرّة في سياسة البغي والإسراف في الأرض بالفساد، ونجد أنها لا تزال تماطل جميع القوانين الدولية وهي من تعترض حتى عن أبسط الحقوق والحريات، وبالذات في حق الشعوب التي ترفض قرار الهيمنة الأمريكية ولا تطيق بقاء قرار عملائها في أرضها، لذلك العالم يعرف أن الكيان الصهيوني كيان محتلّ ليس له شرعية دولية، ولكن لا تزال قوى الاستكبار تعمل دائماً بالتجاوز للقانون وتتجاهل مواثيق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكأنها لم تعرف القوانين الدولية، جميع تصرفاتها عشوائية وقرارتها تزعزع الأمن والسلام الدوليين، ونستغرب من أين تأتي القناعة للقيادات الأمريكية عندما ترتدي ثياب الطُهر أمام العالم، وكيف لها وجه بالظهور في منابر المحافل الدولية، وكيف لها تحدث العالم على الحقوق والحريات، والحقيقة أن أمريكا عبارة عن لص يُحدِّثُ العالم عن الحقوق، ومجرم حرب ترشد الناس عن الأمن والسلام، حَيثُ وهي الخطر بذاته على حياة البشر أمريكا عبارة أن نظام تشكل هيئات من النازيين يتعمد الموساد الصهيوني الدنس والنجاسة المتعمدة، بل والمفروضة على من يتربع عرش الولايات المتحدة الأمريكية، ومن اللازم أن يوقعون به ويوثقونه متلبسًا مع جريمة الفاحشة والرذيلة، مما يصبح مكبَّلًا بالفساد الأخلاقي، ويصبح تحت رحمة الموساد لذلك نحن أبناء اليمن شعباً وجيشاً وقيادة لا نعترف بأمريكا أَو نمتثل أمام من لم يستطِع أن ينصفَ الإنسان في خلقه ولم يضع حَــدًّا ومكانة أَو كرامة للإنسان “الذكر -الأنثى”؛ فكيف لهذه الأنظمة أن تسود الأرض عدلاً وسلاماً؛ فهم قوم يحرفون الكلام عن مواضعه، لا غرابة فَــإنَّ عدم الفهم والغباء في هذه البشرية مستفحل، لقد ذكرهم الله في عدة آيات عن أخلاقهم وقال عنهم بأنهم قوم لا يعقلون ولا يفقهون، وعلى الأُمَّــة الإسلامية أن تعرف جيِّدًا عن اليهود والنصارى، وعليها أن تلتزم وتنفذ توجيهات ربنا للمؤمنين في كتابه الكريم، قرار ربنا واضح، وهذا لمن يريد الحفاظ على الدين ويعيد له ما تبقى له من العزة والكرامة التي سُلبت منا، ولم ولن تعود العزة للأُمَّـة الإسلامية إلا من خلال مواجهة أعداء الله والجهاد في سبيل الله، قال الله تعالى: “وَقَٰتِلُوهُمٌ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتٌنَةَ وَيَكُونَ ٱَلدَّينُ للّٰهِ فَإِنِ ٱنتَهَوٌأ فَلَا عُدٌوَٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّلِمِينَ” (193) [سورة البقرة] صدق الله العظيم].