المقاومة الإسلامية في لبنان تفتتحُ أسبوعَها الـ6 ضمن “طُـوفان الأقصى”: الاشتباكُ القائمُ يُظهِرُ تفوُّقَ حزب الله على العدوّ وتأثيرُ النتائج الميدانية استراتيجي أكثر مما هو تكتيكي

 

المسيرة | خاص

منذُ الـ8 من أُكتوبر الماضي، شكّلت الجبهةُ اللبنانيةُ والاشتباكُ القائمُ فيها بين المقاومة الإسلامية والعدوّ “الإسرائيلي”، انعطافاً كَبيراً في الأحداث التي تلت عملية “طُـوفان الأقصى” في الـ7 من أُكتوبر؛ إذ أظهر الاشتباك القائمُ تفوُّقاً لبنانياً على كيان العدوّ في عملية إدارته وفي النتائج الحاصلة والتي لها تأثير استراتيجي أكثر مما هو تكتيكي.

ويؤكّـد المراقبون لمجريات الأحداث على الجبهة اللبنانية، أنها قائمة على حربٍ متوسطة الشدة؛ إذ إنها لا ترتقي إلى مستوى الحرب الشاملة؛ نتيجة حصرها ضمن مناطق جغرافية محدّدة وفي ظل حصر الاستهداف بأغلبيته بالقدرات العسكري البشرية واللوجستية، ومن خصائصها أنها اشتباك جبهوي ممتد زمنياً.

إذ لا يزال السجال القائم يشير إلى اعتماد المقاومة الإسلامية في لبنانَ استراتيجيةَ “الرد السريع” في عمليات الرد على اعتداءات العدوّ “الإسرائيلي” على جنوبي البلاد، من خلال استهداف المستوطنات الصهيونية وهدم العديد من المنشآت فيها وتدميرها بصواريخ “بركان”، و”فلق” وصواريخ أُخرى مناسبة.

ومنذ صباح الاثنين، شهدت جبهة الجنوب سخونة من خلال القصف “الإسرائيلي” المُستمرّ على بلدات زيقين، شيحين، راميا، الظهيرة، الناقورة وأطراف بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط وُصُـولاً إلى بلدات بليدا وميس وعيترون في القطاع الأوسط وبلدات إقليم العرقوب.

في سياق الرد السريع، أعلنت المقاومة تنفيذَها عملياتٍ في اتّجاه مواقع العدوّ “الإسرائيلي”، عند الحدود مع فلسطينَ المحتلّة، وأكّـدت المقاومة استهدافها، بالأسلحة الصاروخية، موقع “السماقة” للمرة الثانية، صباح وظهر الاثنين، كما تم استهداف موقع “‏رويسات العلم”، محقّقةً ‏إصابات مباشرة في الموقعين.

وشدّدت المقاومة على أن العمليتينِ جاءتا إسناداً لغزّة وأهلها الصامدين في القطاع ومقاومتهم.

 

الحرب تحوَّلت إلى “روتين”:

من جهته، أعلن الإعلامُ “الإسرائيلي” أنّه تمّ “تشخيص إطلاق 8 مقذوفات من لبنان باتّجاه الجليل الأعلى، وَأنّ 3 صواريخ على الأقل، سقطت قرب نهاريا في الشمال، حَيثُ لم يتم تفعيل صفارات الإنذار”.

وأكّـدَ سقوط صاروخين في الجليل الغربي، وسقوط 3 صواريخ في الجليل الأعلى، إضافة إلى إعلانه انطلاقَ صواريخَ من لبنان باتّجاه “هاردوف” (مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة) من دون انطلاق صفارات الإنذار، كما علّق على الأحداث عند الحدود مع لبنان، بالقول: “إنّ هناك إطلاقًا لا يتوقف”، ورأى مراسل “القناة 13” الإسرائيلية أنّ “هذه الحرب تحولت إلى روتين بالنسبة إلينا”.

وأقرّ الإعلام “الإسرائيلي” أنّه أحد “أصعب الأيّام” التي عرفها الشمال خلال الحرب؛ إذ تم تفعيل 21 صافرة إنذار في الجليل الأعلى، خلال ساعتين فقط، وبيّن أنّ النشاطات التجارية في “كريات شمونة” و”شلومي” في الشمال، تضررت بصورة صعبة جِـدًّا.

وإزاء هذه المخاوف فَــإنَّ المستوطنين يرفضون العودة إلى الشمال، إلا بشرط إبعاد تهديد قوات المقاومة ومنها “قوة الرضوان” عنهم، وهو ما أشار إليه مراقبون أن “الحكومة الإسرائيلية” تبحث عن حلول لإعادة شعور الأمن إلى المستوطنين لإعادتهم إلى مستوطناتهم نظراً إلى العبء الثقيل الذي أمسوا يشكّلونه، على الحكومةِ؛ نتيجة تهجيرهم على الصعيد الاقتصادي والضغط السياسي وعلى صنّاع القرار”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com