المجلس الدولي الكندي : ماذا بقي لوقفِ العدوان بعد مجازره التي تقشعر لها الأبدان؟
صدى المسيرة../
استغربَ المجلسُ الدولي الكندي عدَمَ تحرك المجتمع الدولي لوقف العدوان السعودي وعمليات القصف الوحشي للأحياء السكنية والأسواق المكتظة والتي قتلت ومزقت أجساد المئات من المدنيين، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.. متسائلاً بالقول “ماذا بقي بعد إرتكاب تلك المجازر التي تقشعر لها الأبدان؟”.
وقال المجلس في تقرير أصدره مؤخراً “لقد فشل الوضع في اليمن من ان يجذب انتباه الرأي العام لما يحدث كما لفتت الحرب في سوريا انتباه العالم، حيث أظهرت دراسة نشرت في شهر مارس حول الذكرى السنوية الاولى للحرب على اليمن كيف ان الازمة تتفاقم بشكل سيء للغاية في هذا الشهر بالإضافة إلى العواقب التي سنواجهها في حال فشلنا في العمل لحلها”.
وأكد تقرير المجلس :”ان الناس في اليمن بحاجة ماسة الى المساعدات الانسانية واكثر بكثير من حاجة أي دولة اخرى في العالم، حتى سوريا، ان اكثر من 21 مليون في اليمن بحاجة ماسة الى المساعدات الانسانية الفورية التي تنقذ حياتهم انهم ببساطة يواجهون ظروف مروعة”.
وأوضح انه “عند مقارنة هذا العدد مع 13،5 مليون شخص في سوريا او 11 مليون في العراق، وفقاً لمكتب الامم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية، نجد ان الملايين في اليمن على شفا الموت جوعاً”.
ولفت الى انهيار نظام الرعاية الصحية، فيما مات اكثر من 10 آلاف طفل يمني خلال العام الماضي نتيجة تفشي امراض يمكن الوقاية منها مثل الكوليرا والدوسنتاريا وامراض لم تشهدها كندا منذ العام 1800.
وتناول تقرير المجلس الكندي بدايات العدوان قائلاً لقد “قامت السعودية بشن حملة قصف وحشية في انحاء اليمن مدعومة من قبل التحالف الذي يضم تسعة دول اخرى ـــــ البحرين، قطر، الكويت، الامارات العربية المتحدة، مصر، الاردن، المغرب، والسنغال والسودان”.
واضاف “وتشارك كلٌّ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشكل غير مباشر في الحملة، عن طريق بيع الاسلحة للسعودية بما يقدر قيمته مليارات الدولارات، وتقديم الدعم اللوجستي والتدريب والمساعدة في توجيه الضربات الجوية، حتى كندا لها تأثير، وجاء في تقارير معينة ان هناك عربات مدرعة كندية الصنع متمركزة على الحدود السعودية اليمنية”.
ووصف المجلس الكندي في تقريره حجم الدمار في اليمن بالـ “مروع”.. موضحاً انه تم الاستهداف بواسطة القنابل الاحياء السكنية والاسواق والمدارس والمستشفيات والطرق والجسور.
ورأى انه “وحتى لو توقفت الحرب غداً فالشعب اليمني لا يزال بحاجة ماسة للمساعدات والتي على الاقل تبقيه على قيد الحياة ولإعادة البناء”.
واضاف ان “الشعب اليمني هو من يتجرع المعاناة”.. مشيراً الى انتهاكِ العدوان السعودي للقانون الانساني الدولي من خلال الهجمات العشوائية والواسعة النطاق على المدنيين والاحياء السكنية والمستشفيات والمدارس والأسواق وحتى الشاحنات التي تحمل المساعدات الانسانية.
وأكد تقرير المجلس الكندي في هذا الصدد “ان بعض الهجمات على وجه الخصوص تقشعر لها الابدان”.. موضحاً انه “في الشهر الماضي قام التحالف بقيادة السعودية باستهداف سوق اسفرت الغارة عن قتل 97 شخصاً، من ضمنهم 25 طفلاً”.
واضاف :”في شهر سبتمبر، قاموا بضرب حفل زفاف، قتل جراء هذه الضربة اكثر من 130 من المدنيين، غالبيتهم من النساء والاطفال.. لقد قامت الطائرات السعودية بالقصف بواسطة القنابل العنقودية امريكية الصنع على جارتها اليمن، وفي ثلاث حالات منفصلة على الاقل قامت المروحيات السعودية بمطاردة مدنيين والقصف نحوهم وهم يفرون من الهجمات التي تستهدف منازلهم”.
وإعتبر التقرير “أن الوقت ينفد، ولكن لم يفت الاوان بعد.. وعلى الرغم من الادعاءات لدى الكثير من الغربيين، فاليمن ليست صغيرة جداً او بعيدة جداً بحيث لا يجدر الاهتمام بها”.
وتابع :”ان كان الكنديون يتوقعون ان حكومتهم ستكون رائدة على مستوى العالم في مجال حقوق الانسان، نحتاج الى بذل المزيد من الجهد لمعالجة اسوأ كارثة انسانية بلا ريب في العالم”.
وأكد التقرير على ان مفاوضات السلام تظل مفتاح الحل على المدى الطويل، قائلاً “ما زال هناك أمل.. فاليمن لديها تاريخ طويل من عدم الاستقرار السياسي، وبالمثل لديها تاريخ طويل من التسويات السياسية المنبثقة من التفاوض”.
وشدد المجلس الدولي الكندي على انه يجب على المجتمع الدولي ممارسة الضغط على كل أطراف الصراع في اليمن بمن فيهم السعودية وايران “لكي تقوم بلعب دور بناء، ولدعم المفاوضات المستقبلية والتعلم من أخطاء اتفاقات السلام السابقة، وادارة التوقعات”.
ورأى بانه “لا ينبغي الاندفاع في أي عملية انتقال للسلطة في المستقبل، الا بعد ان تأخذ ما يكفي من الوقت لتنفيذ تغيير حقيقي، لينتج على اثرها معالجة حقيقية للعوامل الاقتصادية والاجتماعية المعقدة في اليمن”.