العدوانُ الأمريكي على اليمن دعمٌ لحرب الإبادة في غزة
د. تقية فضائل
أمريكا وَبريطانيا أصلُ كُـلّ شر في العالم، تشنان عدوانًا على اليمن، من خلال تنفيذ عشرات الغارات الجوية في مختلف المحافظات اليمنية، منها: صنعاء والحديدة وصعدة وحجّـة والبيضاء وغيرها، وتسعى من خلال هذه الغارات إلى إيقاف تصدّي اليمنيين للسفن التجارية المتجهة للكيان الإسرائيلي المجرم، وقد أعلنت اليمن أنها لن تسمح بمرور سفن هذا الكيان المجرم حتى يوقف حربه الشعواء على أهالينا في غزة ويرفع الحصار ويسمح بدخول الغذاء والدواء.
ومن أجل المجرم الإسرائيلي تعسكرُ أمريكا البحرَ الأحمر لحماية السفن المتجهة للكيان المجرم؛ لتستمرَّ إبادتُه الجماعية للفلسطينيين، وليواصل تحدي الرأي العام العالمي وَمطالبات جميع أحرار العالم بإيقاف قتله للشعب الفلسطيني بكل وحشية وخنق حياة من تبقى بالجوع والمرض والأسر والتعذيب ومحاولات التهجير إلى سيناء أَو الأردن أَو غيرهما.
وعندما تخرج تصريحاتُ المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين التي تبرّر تلك الغارات بأنها للدفاع عن النفس وليس غرضها التصعيد، وهنا يأتي الرد بانتقائية: كيف تدافعون عن أنفسكم؟! وهل اعتدت عليكم اليمن في بلدانكم أم أنكم جئتم من بلاد تبعد آلاف الكيلومترات إلى المياه الإقليمية اليمنية لتعتدوا وتقولون إنكم تدافعون عن أنفسكم فواعجبا من هذا الهراء!!
وتارة يبرّرون عدوانهم بأنه لحماية الملاحة في البحر الأحمر، والعالمُ كُـلّ العالم يعلم أن الملاحة آمنة في البحر الأحمر إلا السفن الإسرائيلية أَو ما يخدم العدوّ الإسرائيلي، وَهذا ما تؤكّـده تصريحات المسؤولين اليمنيين كُـلّ يوم ويثبته الواقع ويدركه العالم قاصيه ودانيه، وإنما تستخدم أمريكا هذا المبرّر لتأليب الدول ضد اليمن، ولكنها لم تنجح في ذلك والدليل فشلها في تشكيل حلف دولي.
هذا العدوان الذي لم يحقّق شيئاً ولن يحقّق شيئاً؛ لأَنَّه هو نفسه العدوان الذي شُن على اليمن منذ تسع وسنوات وهو يضرب نفسَ الأهداف ويدمّـر المدمّـر ولم يُجدِ نفعًا من قبلُ ولن يجدي نفعًا الآن، بل كان وما يزال دافعًا للنهوض والتطوير للقدرات العسكرية اليمنية، إضافة إلى أن هذا العدوانَ السافرَ على سيادة اليمن يزيد الأمورُ تعقيدًا وتزدادُ كراهية الشعب اليمني وشعوب العالم الحر لأمريكا وَبريطانيا؛ كونهما نظامَينِ إرهابيين ويدعمان الإرهاب الصهيوني.
إن من تداعيات موقفهما تضرر مصالحهما في البحر الأحمر والبحر العربي؛ لأَنَّ سفنهما أصبحت أهدافًا لقوات البحرية اليمنية، ومُنعت من المرور من باب المندب، وهذا له آثاره الاقتصادية وغير ذلكَ.
ولا ننسى أثرَ تحَرّكاتهما في البحر الأحمر على الملاحة البحرية والإضرار بها، ومن جانب آخر نجد العالم يرقب التطورات في البحر الأحمر ويتابع ضعفَ القوات الأمريكية والبريطانية في صد المسيّرات والصواريخ اليمنية، وهذا يُضعِفُ مكانتَهما بين دول العالم بعد أن كانت دولًا عظمى، وهذا بلا شك له نتائجُ مستقبليةٌ عليهما.