الشهيد القائد.. الرجلُ الذي كان سَبَّاقاً في نصرة فلسطين
فضل أبو طالب
منذ أكثرَ من عشرين عاماً تحَرّك الشهيدُ القائد حسين بدر الدين الحوثي لنصرةِ فلسطينَ في الوقت الذي كان الناسُ يعيشون وضعيةً سيئةً يسودها الخوفُ ويطبق عليها الصمتُ، نتيجة هيمنة السفارة الأمريكية على القرار في صنعاءَ.
فقد دشّـن الشهيد القائد انطلاقة مشروعه الثقافي بمحاضرته الشهيرة (يوم القدس العالمي) والتي وضع فيها القضية الفلسطينية على رأسِ قائمة أولوياته؛ باعتبارها القضيةَ المركَزيةَ للأُمَّـة وهي البُوصلةُ التي ينبغي للأُمَّـة التوجّـه نحوها.
ليس هذا بحسب؛ فقد حجزت القضية الفلسطينية مساحة واسعة من محاضرات الشهيد القائد شرح فيها حقيقة العدوّ الإسرائيلي والأمريكي وما يقومون به من جرائم بحق الأُمَّــة والشعب الفلسطيني بشكل خاص.
ولعل من أهم ما قدمه الشهيد القائد بشكل عام هو تشخيصه الدقيق لواقع الأُمَّــة ولطبيعة الصراع مع الأعداء وكيفية مواجهتهم والانتصار عليهم.
لقد صنعت الثقافة القرآنية التي قدمها الشهيد القائد في محاضراته وعيا ثوريا تحرّريا ضد الإسرائيلي والأمريكي، حَيثُ اشتملت محاضراته على الأسس الثقافية والعملية التي تكفل للأُمَّـة النهوض؛ لكي تكون بمستوى مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وذلك بالاعتماد على القرآن الكريم؛ باعتباره الوثيقةَ الإلهيةَ الكاملة الصحيحة والذي قدمت الحلول والمعالجات لإصلاح واقع الأُمَّــة وتخليصها من شرور أعدائها.
وإضافة إلى ما سبق.. قدّم الشهيد القائد مجموعة من الخطوات العملية في الانتصار لفلسطين فأعلن صرخته المدوية (الله أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود – النصر للإسلام) والتي أصبحت شعارا للشعب اليمني وللأحرار في هذه الأُمَّــة، كما دعا إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية؛ باعتبارها سلاحا فعالا ضد الأعداء وقد توجّـه فعلا في واقعه إلى تطبيق سلاح المقاطعة الاقتصادية كخطوة عملية في الانتصار لفلسطين والأمة بشكل عام.
لقد شكل هذا التحَرّك مصدرَ قلق كبير للسفارة الأمريكية في صنعاء ومن خلفها واشنطن؛ الأمر الذي جعلهم يدفعون السلطة في صنعاء لشن حرب ظالمة على الشهيد القائد في 2004 انتهت باستشهاده مع أكثرَ من 200 من أتباعه السابقين؛ دفاعًا عن القدس وفلسطين والأمة.
لم تتوقفْ نصرةُ الشهيد القائد لفلسطينَ عند استشهاده فقد ترك خلفه مشروعا قرآنيا ثوريا تحرّريا ضد الإسرائيلي والأمريكي ما لبث أن انتشر كالضوءِ في القرى والأرياف والمدن اليمنية، وتشكّلت على إثر ذلك أُمَّـة قرآنية واعية تتحَرّك في نفس الخط والتوجّـه الذي تحَرّك فيه الشهيد القائد، ومع مرور الأيّام تزداد هذه الأُمَّــة حضورا وانتشارا وقوة وصلابة في مواجهة التحديات حتى وصلت إلى المستوى التي هي عليه اليوم في مشاركتها في عملية “طُـوفان الأقصى” وأصبح الشعب اليمني المتشبعُ بثقافة القرآن التي انطلق بها الشهيد القائد في مران ينفذ اليوم عملياتٍ عسكريةً في عمق المناطق الفلسطينية المحتلّة وفي باب المندب والبحرين الأحمر والعربي؛ نصرةً لغزة وفلسطين.