كما فُعل بغزة سيُفعَلُ بالأمّة
مرتضى الجرموزي
من يظن أنه في منأى ومنعة من العبث والخديعة والإجرام الصهيوني الخبيث فهو واهم ويسبح في بحر من حلبةٍ كما يقولون..
السلامة والسلام لم تتحقّق من التفرجة والصمت والحياد، وليست الحكمة أن تصمت الأُمَّــة مما يحصل لإخوتنا وأهلنا في غزة، لأنه وكما فُعل ويُفعل بهم من قبل اليهود وشذاذ الآفاق فسيُفعل بنا، سيُفعل بأطفالنا، سيُفعل بنسائنا –بناتنا، أُمهاتنا زوجاتنا وأخواتنا-، نعم سيُفعل بهم وبنا كما فُعل بحق أهالي غزة.
فكما تدين تُدان والصمت على العدوان والجرائم الصهيونية بحق غزة رضا منّا ومشاركة في ظلمهم؛ لأَنَّ الصامت على فعل قوم كالداخل فيهم.
ولهذا نصيحة من القلب للأُمَّـة العربية والإسلامية أن تتحَرّك وتداهم الخطر الصهيوني قبل أن يداهمها إلى ديارها؛ فما غُزي قوم إلى ديارهم إلّا ذلّوا.
العدوان على غزة هو عدوان على العرب والمسلمين، ما يحصل غزة هو عار علينا جميعاً ووصمة عار لن تُمحى إلّا بالتطهير من هذا الدنس، وقد يكون التطهير من خلال التحَرّك العملي السياسي والشعبي والعسكري الميداني وبكل السبل والطرق المشرفة لإيقاف العبث والإجرام الصهيوني الأمريكي على غزة الأرض والإنسان.
ينبغي على الأُمَّــة خَاصَّةً الشعوب أن تنهض، أن تثور على حكام الجور والظلام لتغيّر من واقعها المخزي، لتسقط منها عار الصمت والخنوع تجاه ما يتعرض له شعب غزة من حرب إبادة وتجويع وتهجير، وإلّا فلتنتظر الدور تباعاً ولن تفلت من العقاب وإن تسترت بجلباب السلامة من الأعداء فقد تقع بين أيدي من لا يرقبون في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمة.
والأولى لها مجابهة الظالمين والدفاع عن غزة لتجنب نفسها ولتدفع عن نفسها الشر والخطر الذي يتهدّد الجميع، فبانتصار غزة سيُسجل انتصاراً للأُمَّـة والعكس لا سمح الله سيُسجل كذلك على الأُمَّــة وحينها لن تقوم لها قائمة ولن تُرفع لها راية إلى أن يشاء الله.