الشهيدُ القائدُ.. منظورٌ إيمانيٌّ نحو وقائع وأحداث العصر
عبدالجبار الغراب
امتلك الشهيدُ القائدُ ثقافتَه القرآنيةَ الواسعةَ في مختلف قواعدها الوافية والشاملة المتعلقة بحياة الإنسان ومن كافة جوانبها المتعددة، وحاز على الكَمِّ الهائل والوفير والواسع والغزير من المعارفِ الدينية والشرعية المتنوعة في مجالاتها المختلفة، في إصلاحِها للفرد والمجتمع وتسليحهم بالعلم والمعرفة لمساعدتهم على بناء دولتهم والنهوض بها، يمتلكون القرارَ المستقلَّ بعيدًا عن التبعية والولاء وبمختلف الإمْكَانيات والوسائل، جاهزون لمواجهة قوى البغي والضلال.
من هنا انفرد الشهيد القائد بنظرته الصحيحة الصادقة الإيمانية؛ مِن أجل خدمة البشرية كلها وبلا استثناء، فالمشروع القرآني الذي حمله الشهيد القائد ليس مخصصاً لفئة أَو جماعة بحد ذاتها أَو دولة بعينها بل يشمل الأُمَّــة كاملة برمتها.
ومن المنظور الإيماني العظيم النابع والراسخ في قلبِ ووجدان الشهيد القائد الجامع فيه جواهرها الفاضلة وخصالها الحميدة المكتسبة من مدرسته القرآنية الكاملة من خلال إلمامِه بكل ما يتصل بمعرفته بالله تعالى وبهداة الكريم، وُصُـولاً إلى إنشائه للمدرسةِ القرآنية بجامع الإمام الهادي بمحافظة صعدة والهُتاف الأول للصرخة القرآنية وترديدها قبل حوالي أكثرَ من عشرين عامًا، ليستدرك بذلك الشهيد القائد وقائع وأحداث سخرتها أمريكا لعملائها بالنظام السابق لتنفيذ مخطّط القضاء على مشروعه القرآني، فشنت عليه الحروب وعلى مناصريه لكنها فشلت وانكسرت، لتصدق بعدها قراءته الإيمانية في عصرنا الحالي لكل أقواله السديدة في وضع كامل الجهوزية والاستعداد من قبل المسلمين للمواجهة والتصدي لكافة المخاطر والتهديدات التي تدبرها قوى الاستكبار العالمي.
ليسير الشهيدُ القائد في البناء لمسيرة النور والعطاء والتنوير وفق أُسُسٍ رفيعة وقيم ومبادئَ سامية أَسَاسُها كتابُ الله المبين والتثقيفُ بثقافة القرآن الحكيم، وبوسائلَ متنوعة كالملازم الدينية والكتب وإقامة المحاضرات التثقيفية والندوات والتي كانت لها نواتها الأولى في تأسيسه للمشروع القرآني المتنوع في مجالاته والأهداف، الثابت في قاعدته الأَسَاسية المبنية وفق أسس صحيحة منهجية قائمة وشاملة بكل محتويات تعاليم الدين الإسلامي لجعلها عمود الارتكاز للتصحيح لكافة الأفكار والمفاهيم والثقافات المغلوطة التي شوهت الإسلام والإسهام الفعال في بناء المجتمعات الإسلامية وفق قاعدة ومنهج الثقافة القرآنية، والتي نظر من خلالها الشهيد القائد للبعيد؛ مِن أجل البناء والتقدم والتطوير والنهوض والاستدراك بوقائع الأمور وبكل ما يدور في العالم من أحداث هي في أصلها موجهة ضد العرب والمسلمين، مفتعلة من قوى الشر والاستكبار، ومن هنا ينبغي على الجميع تصحيح الجوانب السلبية السابقة لجعلها محطات للاهتمام والمتابعة والاستعداد لمواجهة كافة المخاطر والتحديات والصعاب.
تعددت البدايات التصحيحية لمشروع المسيرة القرآنية في صعودها التدريجي والفعال والناجح في تصحيحها للأفكار المغلوطة لهذه الأُمَّــة والمزروعة منذ عقود؛ بفعل فاعل مدروس، وبتدبير ممنهج وخطير، أعدته وخططت له قوى الاستكبار لغرس أفكارها الشيطانية بالمجتمعات الإسلامية عبر أدواتهم الخونة والأنذال والحكام الموضوعين على الكراسي والعروش لخدمة وتنفيذ مطامع الأمريكان والصهاينة، فالمشروع القرآني مشروعاً عاماً للأُمَّـة برمتها وليس محصورًا بفئة بعينها أَو بلدٍ بحد ذاته، لتبدأ مرحلةُ الصعود في انتقاله من محافظة صعدة اليمنية وتوسعها وبهتاف الشعار وترديد الصرخة وسلاح المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية متناولها بالاستخدام، لتتصاعد تدريجيًّا ويعم صداها في عموم اليمن، وبلوغها عالميًّا وإعلان مقاطعة المنتجات لدول قوى الشر وَالاستكبار العالمي ورفعهم للشعار في أغلب الدول العالمية، وما الأحداث الحالية الحاصلة والحرب التي شنها العدوّ الصهيوني على قطاع غزة دليل لوقوف الشعب اليمني لنصرة المستضعفين والتي عبر عنها سابقًا بالعداء لأمريكا وإسرائيل عبر الشعار وهتاف الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد وسلاح المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الأمريكان والصهاينة، وما أثبته اليمنيون بالمواجهة المباشرة عسكريًّا مع الأمريكان والإنجليز أعطى المزيدَ من التأكيد لنجاح المشروع القرآني في بلوغه للأهداف التي تتمناها كامل الشعوب الإسلامية.
الموقف اليمني الشجاع والتاريخي العظيم والمعلن لنصرة القضية الفلسطينية وبواقع فعلي عملي عسكري بإطلاقهم للصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة وحصارهم لسفن الكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر ومنعها من العبور والمرور إلى موانئه حتى وقف العدوان ورفع الحصار على غزة، وُصُـولاً إلى تأكيدهم الثابت على موقفهم المساند لفلسطين في مواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني أعطى دلالاته الكبيرة بحقيقة المشروع القرآني العالمي إنسانياً وأخلاقياً وفكرياً، وعظمة المؤسّس له، وبلوغه مراحله الكبرى في الوصول لمختلف أصقاع الكرة الأرضية.