العدو الصهيوني يحاولُ التهرُّبَ من صفقة التبادل بارتكابِ كارثة إنسانية جديدة في رفح
المسيرة | متابعة خَاصَّة
فيما تستمرُّ عملياتُ أبطال الجهاد والمقاومة الفلسطينية، ولليوم الـ128 من ملحمة (طُـوفان الأقصى)، في دَكِّ قوات العدوّ “الإسرائيلي” المتوغلة في أكثرَ من منطقة على محاور القتال والاشتباك، يستمرُّ كيانُ الاحتلال في استهدافه البِنَى التحتية والمجمعات الطبية ومنازل المدنيين، بعد فشل جيشِه في تحقيق أدنى هدفٍ له بعد 108 أَيَّـام، من إعلانه شن حملته البرية على قطاع غزة.
في السياق، يرى مراقبون، أن “عدم عودة المحتجزين بالقوة كما توعد الجيش قد فشل”، وأصبح انهيار حكومة نتنياهو وشيكاً، مما سيؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي في “إسرائيل”، فالشارع الصهيوني اليوم في حالة حراك كبير؛ ومركزه نتنياهو والرغبة بتغييره، بعد أن أصبح يمثل كُـلّ ما هو فاشل، ويمثل بشدة حالة الهزيمة الكبرى لـ”إسرائيل”، وبات المستوطن الصهيوني يشعر أن هذه الحرب تأكل من جيبه، فالوضع الاقتصادي في تدنٍّ و”إسرائيل” تكبدت خسارة ستستمر لـ10 سنوات قادمة.
في المقابل تسعى وسائل الإعلام العبرية التابعة للحكومة المتطرفة، إلى التخفيف من ضغط الشارع المحتقن، حَيثُ أفادت القناة 12 “الإسرائيلية” عن رئيس الأركان، بأنهُ “ألمح خلال جلسة مجلس الوزراء إلى أن المعركة المقبلة ستكون في رفح”، وقال: إنه “وافق على خطط للعمل في رفح وإنه سيقدمها للمستوى السياسي في أقرب وقت”، وَأَضَـافَ، “سنفكك كتائب حماس في الوسط ورفح، لكننا حين نتحدث علنًا نسهِّلُ عمل السنوار”.
بدوره، قال “نتنياهو” في حديثٍ لشبكة “أي بي سي”: “وجهَّتُ قواتنا بالتخطيط لإجلاء مئات الآلاف من سكان رفح قبل الاجتياح البري، وسنوفر ممراً آمناً للمدنيين ليتمكّنوا من المغادرَةِ، وأتفق مع الأمريكيين في هذه النقطة”، وأكّـد أنَّ “عدم دخولنا إلى رفح يعني خسارة الحرب وإبقاء حماس هناك”، حَــدَّ زعمه.
وعلّق وزير الحرب “الإسرائيلي” بالقول: “تعميق العملية في غزة يقربنا من التوصل إلى اتّفاق واقعي لإعادة مزيد من المختطفين”، وقال بن غفير محرِّضاً: “يجب إطلاق النار على أي شخص يقترب من السياج الحدودي ويجب ألا نعود إلى ذهنية ما قبل هجوم أُكتوبر”.
وفيما الجيش ينتظر منذ نحو أسبوعين الضوءَ الأخضرَ من المستوى السياسي لشن هجوم على رفح، أوضحت صحيفة “معاريف” العبرية، أن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” استولى على 200 مليون شيكل من المقر الرئيسي لبنك فلسطين في غزة.
ونقلت “إن بي سي” عن مسؤول أمريكي، أن “الانقسامات تتزايد بين إدارة بايدن ونتنياهو مع الخلاف الأكثر إلحاحاً بشأن خطط غزو رفح”، ولفتت “وول ستريت جورنال” عن مساعدين لبايدن، إلى “مخاوف من تآكل شعبيّة بايدن لا سِـيَّـما بين الشباب مع استمرار دعمه لإسرائيل”.
وأمام تهديدات الاحتلال بتنفيذ عملية عسكرية في منطقة رفح جنوب قطاع غزّة، أكّـد مصدرٌ قياديٌّ في الفصائل الفلسطينية، أنّ “دور القاهرة هو الأكثر أهميّة، خَاصَّة أنّ العملية تَمُسُّ الأمن القومي المصري”.
ودعا القيادي الفلسطيني، القيادةَ المصرية للتحَرّك فورًا “لإحباط العملية العسكرية، ومخطّطات الاحتلال النازي”، ولزيارة الحدود الفلسطينية المصرية “للاطلاع بشكل مباشر على المخاطر التي تمس الأمن القومي العربي”.
كما قال: إنّ “المعركة ستكون على أبواب مصر، وهذا سيهدّد السيادة المصرية وأمنها القومي، والعملية الصهيونية النازية على رفح ستكون لها ارتدادات كبيرة على المنطقة بأسرها”.
وشدّد القيادي الفلسطيني على أنّ “تهديداتِ الاحتلال بالعملية العسكرية لرفح، يعرّض أكثرَ من مليون ونصف مليون نازح للإبادة الجماعية”.
وحذّر من تنفيذِ “مخطّطات الاحتلال بتهجير شعبنا”، مؤكّـداً أنّ “شعبنا في غزة، لن يقبل التهجير لا قسراً ولا طوعاً، وسيبقى ثابتاً على أرضه ولن يعود إلا لدياره التي هُجِّرَ منها”.
في السياق، دعت دولٌ وجهاتٌ عدّة، الاحتلال الإسرائيلي، لوقف عدوانه على رفح؛ إذ إنّ أكثر من مليون ونصف مليون نازح، موجودون في المنطقة، بعد ما نزحوا من المناطق التي دخلها الاحتلال ودمّـرها.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن مسؤولين مصريين، أنّ القاهرة “أرسلت تحذيراتٍ إلى “إسرائيل” من أن أية عملية برية في رفح، ستؤدي إلى تعليق فوري لمعاهدة السلام بين البلدين”.
وأمام الخشية من تهديدات الاحتلال لرفح، صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية حذّرت من أنّ “المصريين سيدخلون شاحناتٍ إلى غزّةَ من دون تفتيش، ومن الممكن إدخَال سلاح إلى القطاع”.
في المقابل، أكّـد القيادي في حماس، أحمد يوسف، أن “أيَّ هجوم بري لجيش العدوّ الإسرائيلي على مدينة رفح بقطاع غزة يعني نسف مفاوضات التبادل”، مُشيراً أن “نتنياهو يحاولُ التهرُّبَ من استحقاقات صفقة التبادل بارتكاب إبادة جماعية وكارثة إنسانية جديدة في رفح”.
++++