الدولةُ السعوديّة من الفكر الوهَّـابي إلى الانحلال الأخلاقي
يحيى صلاح الدين
قامت الدولة السعوديّة على ركنين أَسَاسيين، المشيخة القبلية والفكر الوهَّـابي والدور البريطاني الخبيث.
كانت بريطانيا تسعى وتبحث عن طريقة لاقتطاع أجزاء من العالم العربي الغني بالثروات، ولا بُـدَّ لتحقيق ذلك من تفتت الخلافة العثمانية التي كانت تفرض سيطرتها على مناطق شاسعة بينها جزيرة العرب والشام والمغرب العربي.
الخلافة العثمانية كانت تعتمد على مشروعية قيام دولتها وحكمها لهذه المناطق الشاسعة من منطلق ديني وتحت عنوان أن المسلمين أمّة واحدة، ورغم أن هذا الهدف مقنع لجميع المسلمين إلَّا أن ظلم البشوات في آخر العهد العثماني سهل للبريطاني الإسهام في انهيار الخلافة العثمانية وتمزيقها.
وجدت بريطانيا ضالتها في إسلام بديل للإسلام العثماني، وعرفت أن العرب بفطرتهم توجّـههم ديني فدعمت بني سعود والفكر الوهَّـابي الذي أعلن حصرياً في معرفته وتبنيه للدين ومحاربة الشرك والكفر والزندقة، كانت تبحث عن زعيم قبلي وفكر يتبنَّى رفضَ الخلافة العثمانية تحت مبرّر ديني أي مشروع ديني يجيز لها التمدد والتغلغل بين العرب.
مع توفر الزعامة القبلية والفكر الوهَّـابي والسلاح والمال البريطاني تمكّن بنو سعود من إنشاء دولتهم الدولة السعوديّة حتى أنهم فرضوا اسم عائلتهم على شعب الجزيرة العربية المعروفة بالحجاز.
الآن يسعى محمد بن سلمان أكثر أمراء بني سعود شبهاً بمؤسس الدولة السعوديّة عبدالعزيز آل سعود، يطمح إلى بناء دولة سعوديّة علمانية تتنكر للفكر الوهَّـابي الذي أصبح منبوذاً عالميًّا ومتهَّمًا بأنه أَسَاس الفكر التكفيري والإرهاب، ابن سلمان أَو المعروف باسم “مبز” في الغرب يريد دولة سعوديّة تتبنى إسلامًا يعجب الغرب ويرضون عنه.
إسلام غربي وهو مقنع بذلك لعدة أسباب منها أن الغرب اتّجهوا إلى تركيا ودعموها بشكل كبير لتبني إسلام تركي حديث على نمط غربي مطبع مع اليهود ومنحل أخلاقياً وفق الأفكار الغربية.
أي أن تركيا كانت تتهيأ وتعملُ لسحب البساط من تحت دولة بني سعود ومن ثم الإعلان عن خلافة عثمانية ثانية لكن هذه المرة تحت إسلام غربي.
وفعلاً كانت قاب قوسين أَو أدنى من تحقيق ذلك، حَيثُ دعمت وصول حكم “الإخوان المسلمين للحكم في عدة دول، وهم معروفون بميلهم للحكم تحت الجناح التركي من جديد.
فعرف ابن سلمان هذا المخطّط فقام وتوجّـه بالإعلان للغرب عن رغبته عن تحول فكر المملكة المتشدّد التكفيري إلى الانحلال الأخلاقي والتنكر لمبادئ الإسلام الحنيف، المهم هو أن يرضى عنه الغرب الكافر ويقبل بأن يتوج على عرش دولة بني سعود ملكاً.
ومن هنا نعرف أسباب عداوة بني سعود والإمارات المفاجئ للإخوان المسلمين مع أن هاتين الدولتين أكثر من دعم فكر الإخوان ونشر وطبع ملايين الكتب والأشرطة لرموز الإخوان المسلمين في السبعينيات والثمانينيات.
الأهم من ذلك كله هو طرح سؤال، ما مدى تأثير هذا التحول الفكري على بقاء دولة بني سعود من الفكر الوهَّـابي المتشدّد والذي كان ركناً من أركان دولتهم إلى الانحلال الأخلاقي والتنكر لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف؟، الملايين تربوا على هذا الفكر لعقودٍ من الزمن هل سيقبلون هذا التغيير والانسلاخ وَالمتناقض ومَـا هو موقف مشايخ الوهَّـابية تجاه ابن سلمان؟!
المتوقع أن مملكة الرمال قادمة على حرب أهلية وتقسم وانهيار، وهذا وعد الله الذي يأبى إلَّا أن يتم نوره، ولكل ظالم نهاية.
أيها العرب والمسلمون، يا شعب الجزيرة، يا أحرار العالم اعلموا أن اليمن سفينة النجاة وقائدها لا يظلم عنده أحد؛ فإذا انتشرت عليكم الفتن فعليكم باليمن.