المرضى اليمنيون.. ضحايا فوق الأرض ترفضُ السماءُ حملَهم

الشايف يكشف عن اشتراطات جديدة تعرقلُ العلاجَ في الهند:

 

تقرير: هاني أحمد علي:

على خُطَى السلطات المصرية والأردنية، دخلت الهند على خَطِّ الدول المعرقلة لسفر المرضى اليمنيين، من خلال فرض شروطٍ مجحفة لا ترقى بحجم المعاناة التي يعيشها أبناء الشعب اليمني طيلة 9 سنوات متواصلةٍ؛ جراء العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي، وإغلاق مطار صنعاء الدولي، المنفذ الجوي للملايين، بما فيهم المرضى وأصحاب الحالات الخطيرة التي تستدعي الخروج لتلقي العلاج في الخارج.

وفي تصريحات حكومية جديدة، كشف مدير مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، عن شروطٍ جديدة مجحفة ومعقَّدة تشترطها الهند، حَيثُ تعد أكثر صعوبة من الشروط السابقة على اليمنيين الراغبين في الدخول إلى مختلف الولايات الهندية لتلقي العلاج.

وأوضح مدير مطار صنعاء في تدوينة على منصة “إكس”، أمس الأحد، أن من بين شروط الهند؛ مِن أجل حصول المرضى اليمنيين على تأشيرة العلاج، “تقرير طبي محلي من أي مستشفى، دعوة من مستشفى هندي، استمارة طلب تأشيرة لكل شخص تعبأ من موقع على النت، كشف حساب بنكي لمدة 6 شهور وبمبلغ 4 آلاف دولار للشخص الواحد ويجب أن يغطي الرصيد التكلفة التقديرية للعلاج + مبلغ 4 آلاف$، حجز تذاكر الطيران”.

وتأتي الشروط الهندية التعجيزية والمجحفة الجديدة، في إطار الحصار الظالم الذي يفرضه تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، بحق الملايين من الشعب اليمني، وضمن محاولات بائسة لإرضاء الرياض التي فرضت عقاباً جماعياً على السكان وحولت العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الحرة، إلى سجن كبير، وسلبت حقهم في العيش والحصول على العلاج، والتحكم في مصيرهم من خلال إغلاق مطار الدولي الذي يشهد حَـاليًّا هبوط وإقلاع رحلة واحدة فقط بشكل يومي إلى الأردن عدا الأحد؛ وهو ما يشكل خطراً على حياة الآلاف من المرضى المحتاجين للسفر وغير القادرين على السفر براً باتّجاه عدن أَو سيئون الخاضعتَين لتحالف العدوان وحكومة المرتزِقة.

وبموجب الإملاءات السعوديّة على القاهرة وعَمان وبلدان أُخرى، لا يزال المرضى اليمنيون عُرضةً للعراقيل التعسفية التي تفرضها تلك البلدان عليهم، والاشتراطات المجحفة وغير العقلانية التي تظهر بين الحين والآخر، من شأنها أن تشكّلَ عائقاً وعبئاً جديدًا لمن ضافت بهم الأرض ويحلمون بالسماء علَّهم يحصلون على رحلات جوية ميسرة وبلدان شقيقة تحتضن آلامهم وأوجاعهم دون قيد أَو شرط.

شركةُ الخطوط الجوية اليمنية “الناقل الوطني” هي الأُخرى تقبعُ تحتَ رحمة تحالف العدوان السعوديّ، وبعيدًا عن امتلاك الرياض ما نسبته 49 % من حصصها، في أكبر خيانة وطنية أقدم عليها النظام السابق بعد إخضاع تبعية الطيران الوطني لبلد آخر، وبعيدًا عن ذلك لا تزال “اليمنية” تحلِّقُ بعيدًا عن مطار صنعاء باستثناء رحلة يوميًّا عبر خط عمان –صنعاء – عمان، جاءت بعد ضغوط كبيرة مارستها حكومة صنعاء على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بعد أن ظل مطار صنعاء مغلقاً لسنوات طويلة قبلها.

ووفقاً لمسؤولين في الخطوط الجوية وعدد من الوكلاء، فَــإنَّ الرياض هي من تمنع حتى اللحظة فتح وجهات جديدة عبر مطار صنعاء الدولي، واحتكار كُـلّ رحلات “اليمنية” بيدها من خلال تصريحات صادرة عن تحالف العدوان، ناهيك عن التدخل السعوديّ في كُـلّ شؤونها وفرض مرتزِقتها لإدارة هذا الشركة الممتد عمرها نحو 70 عاماً، حَيثُ إنَّ “اليمنية” من أقدم شركات الطيران في الوطن العربي؛ لينتهيَ بها الحال لُعبةً سياسيةً بيد النظام السعوديّ يهدف من خلالها إلى تركيع وإذلال أبناء اليمن بعد أن فشل في تحقيقِ ذلك عسكريًّا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com