أمريكا في ورطة.. تخبُّطٌ وتآكُـلُ ردع
يحيى صالح الحَمامي
ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية وأُمُّ الكبائر بريطانيا، من إرسال المدمّـرات والأساطيل إلى البحرَين الأحمر والعربي؛ بحجّـة أمن وسلامة التجارة العالمية قرار معكوس وخاطئ، ولم تستطع تلك القطعُ البحرية أن تعمل على أمن وسلامة السفن التجارية التابعة للكيان الصهيوني المحتلّ.
تواجد البحرية الأمريكية والبريطانية لا يعطي الاستقرارَ في المنطقة، ولم تمثل القطع البحرية سوى حماية التجارة الإسرائيلية، ولم تستطع تلك القطع البحرية ذات القوة والتقنية العالية أن تحقّق سلامَ وأمن التجارة الإسرائيلية، بل تورطت تلك الدولتان بالعدوان المباشر على اليمن، باختراق سيادة البلد، ومن حق الجيش اليمني أن يدافع على اليمن.
تناقض أمريكا مُستمرّ في جميع قراراتها وتتناسى الحقوق الإنسانية، والخطر محدق بتلك الدولتين، وقد أصبحت السفن الأمريكية والبريطانية أهدافاً مشروعة للصواريخ والمسيَّرات التابعة للقوات البحرية والدفاع الساحلي في القوات المسلحة اليمنية، وسوف يلاحق الخطر كُـلّ من يقف إلى جانب “أمريكا” لدعم “إسرائيل”، وهذه من سلبيات التواجد للبحرية الأمريكية والبريطانية في البحرين العربي والأحمر، والذي لا يعطي الاستقرار في المنطقة، وهذا تناقض في القرار الأمريكي وينافي ما قاله الرئيس الأمريكي “بايدن” على أنه لا يريد توسع الصراع في المنطقة، ومن استمرار الحرب والحصار في “غَزّة”، والعدوان على اليمن، ومن تواجد قواته في البحرين فهو يزعزع أمن واستقرار المنطقة والذي سيكتوي العالم من الحرب في الشرق الأوسط.
أمريكا تتجاهل القوانين الدولية ولم ترعَ أبسط الحقوق الإنسانية بحق أبناء “غَزّة”، لم نعلم ماذا يصيب قيادتها! أهو جنون عندما تعجز عن توفير أمن وسلام واستقرار حلفائها؟! الحقائق جلية والمشاهد واضحة، وما قامت به قيادة الأنظمة الأُورُوبية من دعم للكيان الصهيوني المحتلّ للاستمرار في جرائم حرب الإبادة الجماعية بحق سكان “غَزّة”، وهم من الأبرياء العُزل في أرض “فلسطين”، دعم دولي وعسكري ومالي لـ “إسرائيل” يفوق الخيال والتصور، لا توجد مقارنة بين ما تمتلك “إسرائيل” وما تملك المقاومة الفلسطينية، ومن خلال الدعم الأُورُوبي؛ ما جعل “إسرائيل” تستمر في الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء، ومن خلال دعم قوى الاستكبار العالمية؛ ما جعل جيش “إسرائيل” يستمر في حرب الإبادة الجماعية بحق الأطفال والنساء في “غَزّة” بالسلاح الأمريكي والقنابل البريطانية.
وكما فعلت أمريكا في اليمن من دعم قوى تحالف العدوان على مدى تسعة أعوام، وقد فرضوا الحصار الخانق على شعب عربي مُسَّلم، ولم يستمر عملاؤها بالحرب والحصار على اليمن إلا من خلال غطاء دولي أمريكي -بريطاني -إسرائيلي.
نتساءل عن تجاهل أمريكا للقانون الدولي، والذي له سلبيات وآثار تعكس فشل سياستها وتبخر عظمتها وَمكانتها الدولية، وكيف لها أن ترعى الحقوق الإنسانية وتضمن الحريات، وهي تعترضُ وقفَ العدوان في “غَزّة” وتمنعُ دخول رغيف الخبز.
إن تخبُّطَ أمريكا يعبّر عن الفشل والعجز وعدم السيطرة على عودة قراراتها المرتكزة على الهيمنة، ومصير من يرفض قرار أمريكا والمعترض لسياستها ومن لم يتقبل نفوذ عملائها فالمصير المحتوم “الجوع أو الموت”؛ لذلك من المسؤول عن استمرار الحرب والحصار في مدينة “غَزّة” بأرض فلسطين، واستمرار الحصار على اليمن، ألم تكُنْ أم الإرهاب الشيطان الأكبر أمريكا ومن خلفها أُم الكبائر بريطانيا؟!