القائد الاستثنائي
يحيى المحطوري
الشهيدُ القائدُ كان رجلاً استثنائياً.. وقائداً ومرشداً قرآنياً تتجسَّدُ في شخصيته مواصفاتُ المسلم الحقيقي والمتقي الرباني التي تحدث عنها القرآنُ الكريمُ في أرقى المستويات التي يمكن أن يصلَ إليها الإنسان في مثل هذا العصر.
كان قائداً يحملُ وعياً كاملاً بخطورة المرحلة.. وما يجب عمله في مواجهة هذه الخطورة، برؤية شاملة لا ينفصلُ فيها التَحَـرُّكُ الديني عن أثره في واقع الحياة والموقف السياسي الناتج عن ذلك التَحَـرّك أو الذي يمثل انعكاساً له.
كان قائداً يحملُ إدراكاً كاملاً لكل أسباب الانتصار ولكل عوامل الهزيمة من منظور قرآني يعكسُ التجاربَ التي عرضها الله في كتابه الكريم، لذلك فهو يملكُ رؤيةً عسكريةً عميقة ويعرفُ أهميتها وانعكاساتها على الواقع السياسي وتأثيرها على الجوانب الأخرى..
الشهيد القائد كان قائداً يحمل كُلّ مواصفات القيادة الحكيمة..
والمتأمل لمشروعه الفكري والثقافي الذي أسَّس فيه لبناء أمة قرآنية تكونُ شاهداً على عظمة دين الله وعلى حكمة القرآن ومواقف القرآن يجدُ كيف كان طرحه شاملاً وتشخيصه دقيقاً لكل الأسباب التي أدَّت إلَـى انحطاط الأمة وكيف قدَّم الحلول القرآنية لاستنقاذ الأمة من هذا الانحطاط على كُلّ المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والدينية، في تَحَـرّك جهادي شامل يعزز بعضُه بُنيانَ البعض الآخر ويمثل كُلُّ جانب حلاً عملياً للجوانب الأخرى في كُلِّ المعوقات أو الصعوبات التي من المحتمل أن تواجه هذا المشروع.. وقد قال وفعل وقدّم روحَه الطاهرة ودماءَه الزكية من أجل إيصال رسالة القرآن لهذه الأمة..
ألا يستحق هذا المشروع الفكري مزيداً من الدراسة والتأمل؟.