صنعاء تحيي ذكرى رئيس الشهداء بحضور قيادات الدولة: الصماد رجُلُ المسؤولية وقِبلةُ البناء المؤسّسي

الحوثي: على كُـلِّ قيادات الدولة التحلي بالنهج الذي سار عليه الشهيدُ الصماد

بن حبتور: الصماد لم تخسره اليمن فحسب بل والأمة العربية والإسلامية

فضل الصماد: تركة والدي الوحيدة الباقية فينا هي وصيته

 

المسيرة: صنعاء

تأكيداً على بقائِه قِبلةً لكل رجال الدولة وكلّ الأحرار في عموم اليمن الحر، أحيَت عاصمةُ الصمود صنعاء، أمس الثلاثاء، الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد الرئيس صالح الصماد، بفعالية واسعة نظمتها حكومة تصريف الأعمال وحضرها عدد كبير من قيادات الدولة.

وفي الفعالية بحضور رؤساء مجالس القضاء الأعلى والنواب والوزراء والشورى وعدد من الوزراء، ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، كلمة أكّـد فيها أن ذكرى الشهيد الصماد محطة لاستذكار قيم التواضع والإخلاص والنزاهة واستشعار المسؤولية، داعياً إلى التحلي بتلك الصفات وانطلاق قيادات الدولة على ذات النهج الذي سار عليه الرئيس الشهيد الصماد.

وقال الحوثي في كلمته: “يجب أن نوَطِّنَ أنفسَنا كما وطّن الصمادُ نفسَه؛ لأَنَّه لم يتبوَّأْ المنصب رغبةً في جاهٍ أَو سُلطان”، مؤكّـداً أن على الجميع التعامل من منطلق نهج الصماد ومشروعه “يد تحمي.. ويد تبني”.

ونوّه إلى أن “الرئيس الصماد حين ذهب إلى الحديدة إنما ذهب لمواجهة العدوّ الأمريكي عندما استفزه ببعض الكلمات”، لافتاً إلى أننا “اليوم نواجه العدوّ الأمريكي نفسه، وهو ما يستوجب حشد الطاقات والهمم”.

وعلى صعيد المستجدات، جدّد الحوثي التأكيد على مواصلة مساندة فلسطين، مخاطباً أبناء الشعب الفلسطيني: “نحن معكم كما أكّـد السيد القائد مراراً ونقول للإخوة في مصر، إذَا وقفتم إلى جانب فلسطين نحن معكم، وَإذَا وقفتم مِن أجل ألا تُقتحم رفح نحن إلى جانبكم وحاضرون للتنسيق المشترك وأن تكون هناك غرفة عمليات معكم”.

واختتم عضو السياسي الأعلى الحوثي كلمته بالتنويه إلى أنه “لدينا إمْكَانيات كما قال قائد الثورة لم تفعَّل بعدُ وسيتم تفعيلها؛ مِن أجل نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.

من جانبه ألقى رئيس حكومة تصريف الأعمال، عبدالعزيز بن حبتور، كلمة أوضح فيها أن “الشهيد الصماد كان غاية في التواضع، مشبّعًا بفكر المسيرة القرآنية ومخلصاً ومحباً لوطنه وأمته”، مُشيراً إلى أن “الصماد لم تخسره اليمن فحسب بل والأمَّة العربية والإسلامية”.

وأفَاد الدكتور بن حبتور بأنه من خلال تعامله وعمله في ظل قيادته شعر بأنه رجل بحجم اليمن الكبير وبحجم الانتصارات التي قاد جزءاً منها.

وقال: “أن يكون شهيدٌ بمرتبة رئيس فهذا فخر لكل الأُمَّــة وأن يستشهد قادة ومقاتلون عظماءُ من مختلف المستويات العسكرية؛ مِن أجل غاية نبيلة فهذا يؤكّـد أن المسيرة مظفرة وقوية اتكأت على قاعدة جماهيرية عريضة وإرث ديني وثقافي وإنساني عظيم”.

وَأَضَـافَ “ونحن نحتفي بذكرى هذا المجاهد الكبير، نتعلَّمُ منه ومن خطاباته وتواضعه واقترابه من الناس، والذي اختاره قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي؛ لأَنَّه كان بمثابة المحرك القوي للمسيرة والمعبِّر عن غاياتها والعامل بنهجها والمجّسد لغاياتها النبيلة”.

ومضى قائلًا: “كانت قضية فلسطين قضية أَسَاسية وجوهرية في عقيدته وذاكرته وقلبه، واليوم تشارك الجمهورية اليمنية ضمن محور المقاومة في نصرة القضية والشعب الفلسطيني بشكل فعلي ومباشر وهي المشاركة التي تعتبر جُزءاً من الفلسفة التي تربى عليها الشهيد الصماد كما هي في عقل ووجدان وقلب قائد الثورة”.

واختتم رئيس حكومة تصريف الأعمال كلمته بالقول: “الموقف القوي والمشرِّف الذي اختطته صنعاء في نُصرةِ أبناء الشعب الفلسطيني في غزة سيخلّده التاريخ وسيبقى واحداً من العلامات المضيئة في تاريخ الأُمَّــة العربية والإسلامية”.

بدوره أشار مدير مكتب قائد الثورة سفر الصوفي، إلى جوانب من شخصية الرئيس صالح علي الصماد، وتفانيه وتواضعه الجم وزهده بالمنصب؛ خوفاً من الله بالتقصير فيه.

واعتبر الرئيس الصماد أنموذجًا ينير الطريق للبناء والتنمية من خلال مشروعه الوطني الذي أطلقه تحت شعار “يد تحمي.. ويد تبني”، لبناء الدولة اليمنية الحديثة، مؤكّـداً أن النصر لا يكون إلا بالالتزام بالدين والثبات على منهج الله، وهو ما كان عليه الرئيس الشهيد.

وذكر الصوفي، أن “الزعامات التي كان يجب أن تكون في نصرة الأُمَّــة، تآمرت عليها ولا تحَرّكها الطفولة المذبوحة ولا الشيخوخة المضطهدة؛ كونها ارتهنت لأعدائها”.

إلى ذلك ألقى نجل الرئيس الشهيد، فضل صالح الصماد، كلمةً عبَّر فيها عن الاعتزاز بالنهج والنموذج المشرف الذي تركه والده، واستعرض جوانبَ من الوصية التي قدمها الشهيد الصماد لأولاده.

وقال: “لقد بلغ والدي في التفاني في خدمة الناس من موقع مسؤوليته إلى الحد الذي لم نكن نحظى بلقائه إلا بالقليل من وقته”، مُضيفاً “تعاظمت على والدي الشهيد المسؤوليةُ حتى كاد أن يبخعَ نفسَه وينسى أهلَه”.

وفي ختام كلمته نوّه فضل صالح الصماد إلى أن “تَرِكَة والدي الشهيد الوحيدة وإرثه الباقي فينا الذي خلفه وأبقاه لنا هي وصيته التي أضعها بين أيديكم”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com