الجهادُ بالمال لتحرير فلسطين واجبٌ إسلاميٌّ وإنسانيٌّ

 

 

القاضي حسين المهدي

الجهادُ له تكاليفُ ماليةٌ لا يتمُّ بدونها؛ فالإنفاقُ على المجاهدين، وتسليحهم، وإعداد وسائل القوة، والنقل، وصناعة الصواريخ والطيران، والإعداد والتأهيل يتطلَّبُ مالًا.

ولهذا قرَنَ اللهُ الجهادَ بالنفس بالجهاد بالمال: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالقرآن وَمَنْ أَوْفى‏ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ

وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

فالجهادُ بكُلِّ أنواعه لا يقومُ دون مالٍ.

ومع ذلك فَــإنَّ من المؤمنين من يستطيعُ الجهادَ بمالِه ونفسه.

ومنهم لا يستطيعُ إلا بالمالِ فليجاهِدْ بالمال.

فقد أمر اللهُ المؤمنين أن يجاهدوا بأموالِهم وأنفسهم:

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأموالهِمْ وَأنفسهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أُولئك هُمُ الصَّادِقُونَ).

والمؤمنُ لا يبخَلُ على المجاهدين؛ لأَنَّ الإنفاقَ في سبيلِ الله فيه أجرٌ عظيمٌ:

(مَن أنفق نفقةً في سبيلِ الله كُتِبَتْ له بسبعمِئة ضعف) رواه الترمذي ومسلم.

وفي رواية أُخرى (من جهّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا ومن خلَفَ غازيًا في أهله بخيرٍ فقد غزا).

الجهادُ بالمال فريضةٌ، ليس للمسلم أن يتركَها إذَا فُتِحَ بابُ الجهاد.

(ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ).

إن البخلَ عن الإنفاق يُعتبَرُ دليلًا على عدمِ صدق إيمان مَن يبخل، وخروجًا عن الدين؛ فكيف يرى إخوانَه في غزةَ يُقتَّلون ولا ينفق درهمًا.

كأنِّي بصوت المصطفى في سموِّه يخاطبُكم: يا قومُ ماذا صنعتم؟ أحقًّا تركتُم سُنتي، وهجرتم كتابي، وحِدتَّم عن طريقي ومِلتم، أحقًّا سَخَوَتُمْ بالألوف على الهوى، وأعوزُكم في نُصرة الدين دِرْهَمٌ؟!

لقد فرض اللهُ الجهادَ فما لكم نكصتم على أعقابكم وارتددتم، عصيتم كتابَ الله، أما عدوُّكم فكم ذا سمعتم قولَه وأطعتم خصومَكم، في الكيدِ للدين يَقِظٌ وأنتم على تلك المكايد نُوَمٌ، ثم أين سهمُ سبيل الله في الزكاة في البترول والغاز والذهب والفضة؟!

إن الجزيرةَ العربية وما حولَها تصدِّرُ في اليوم الواحد ما يقرُبُ من عشرين مليون برميل من النفط، فضلًا عن الغاز والمعادن الأُخرى.

والمجاهدون في غزة يُقتَّلون وتُخرَّبُ ديارُهم ثم لا يُعطَون من مالِ اللهِ ما يكفيهم ويسَُدُّ حاجتَهم؛ فاستيقظوا من سُباتِكم أيها الغافلون.

والشكرُ لله –سبحانَه- الذي فرض الجهادَ بالنفس والمال ودعا إليه؛ مِن أجل عزةِ المسلمين، ثم للمجاهدين من أبناء فلسطين، وأنصارِ الله في اليمن، وحزبِ الله في لبنان الذين يجاهدون بالنفس والمال، وكذا المجاهدين من العراق وسوريا وطهران، ثم للمجاهدين بالكلمة.

ولا نامت أعينُ البُخَلاء والجبناء.

(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com