الشهيدُ القائدُ واهتمامُه العالي في توحيد الأُمَّــة

 

فضل فارس

الشهيد القائد السيد الحسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- هو سيد العصر ورَجُلُ المرحلة بمقاييس شخصيته القرآنية ومشروعه العظيم وَالمبارك، الذي زلزل بدمه المبارك عروش الظالمين والمستكبرين في هذا العالم.

الشهيد القائد -رضوان الله عليه- وفي مضمون خطاباته القرآنية -التي تحولت فيما بعد إلى منهج وسبيل حياة يسير الناس عليها ووفق مضمونها القرآني- كان يؤكّـد دائماً بعالمية مشروعه العظيم، على مدى الثقة التي يجب أن يرسخها الناس في أنفسهم بالله سبحانه وتعالى، عندما يسيرون على هداه.. وأنه من سار من الناس وفق توجيهاته وعلى ما يرضيه، سوف يعمل ويحدث المتغيرات الكثيرة أمامهم، وسوف يعبد أمامهم الطرق الملتوية، وَسوف يبدلهم المخاوف آمناً وسلاماً عندما ينصرونه وَيجاهدون في سبيله، فهو من إليه يرجع الأمر كله وهو الغالب على أمره.

يقول -رضوان الله عليه-: “وهنا يعمل وعداً للناس إذَا ساروا على هداه بأنه إليه ترجع الأمور، كثير من الأشياء هذه هو يزيحها، ويعمل متغيرات كثيرة، فأنت عندما تتجه على هداه، هو إليه ترجع الأمور لا يكون أمامك شيء من هذه الأشياء، هو الذي يغير، يغير في هذه الحياة {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ}”.

الشهيد القائد كان يسعى دائماً وفي كُـلّ مسيرة حياته إلى تبصير الناس وإرشادهم ولم شملهم، كان يسعى وكما هو دأب جده المصطفى إلى هداية الناس وإنقاذهم من أوحال الضلال ومستنقعات الغفلة.

الشهيد القائد بإيمانه العالي وبصيرته القرآنية الرشيدة، كان يدعو -وذلك من أهم المهام القرآنية التي حملها عن ظهر قلب في حياته- إلى وحدة الأُمَّــة والانضواء تحت لواء القرآن الكريم.

الشهيد القائد كان يدرك -ومن البداية ومن منطلق (واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا)- أنه لا بُـدَّ لهذه الأُمَّــة أن تتوحد من جديد، وأن تستعيد ماضيها الموحد كأمة واحدة أَيَّـام الرسول (ص).

وذلك لكي تحظى بالنصر والتمكين، لكي تحظى بالمنعة والعزة والكرامة؛ لأَنَّه لا وجود للعزة، لا وجود للحياة الكريمة مع التفرق والاختلاف، مع الفرقة والابتعاد عن مضامين القرآن الكريم.

وَفي نص مهم له يبين فيه الفرق في هذه الدنيا بين من تبيض وجوههم ومن تسود وجوههم من أبناء هذا الدين، فيما أن ذلك الاختلاف يرجع بالدرجة الأولى إلى انسلاخ تلك الفئة ممن تسود وجوههم عن مشروعية القرآن الكريم وعلومه المحقة.

في هذا النص المبارك وكأنه يحاكي وضع بعض الأنظمة العربية التي باتت تصول وتجول في حظيرة الأمريكي والصهيوني.. والله المستعان، وذلك أسبابه التفرق وَالبعد عن هدى الله.

“بعد التبيين الكامل، بعد هذا الهدى الكامل، لم يبق إلا ماذا؟ بياض وجوه وسواد وجوه، أعمال تسوّد الوجه أَو أعمال تبيّض الوجه، مواقف تبيض الوجه أَو مواقف تسود الوجه، المختلفون المتفرقون لا يطلع من عندهم إلا مواقف تسود الوجه، كيف مواقف الناس الآن العرب بشكل عام، كيف هي في معظمها؟. مواقف تسود الوجه؛ لأَنَّ التفريط في هذا الهدى قد يجعل الكثير في الأخير يعملون أعمالاً تسود الوجه، كفر بعد إيمان، أعمال تسود الوجه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com