جرائم مليشيا “الانتقالي”.. خيانةٌ عظمى وحجر عثرة في طريق السلام
زهراء اليمن
ما تقوم به مليشيا الانتقالي من جرائم وانتهاكات يومية في المحافظات الجنوبية المحتلّة تُعد خيانة وطنية عظمى وتشكل عائقاً لكل جهود السلام العادل والشامل في اليمن.
في ظل الانفلات الأمني وغياب الدولة وتجاهل المنظمات الدولية المعنية بالسلام وحماية الحقوق والحريات ما زالت محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبية تعيش فصولاً مرعبةً، وتشهد العديد من الجرائم والانتهاكات اليومية والمتكرّرة بحق أحرار جنوب اليمن المحتلّ منذ سيطرة مليشيا الانتقالي وأدوات العدوان على أجهزة ومؤسّسات الدولة، وخُصُوصاً المعسكرات وغيرها من مراكز القوى، والتي باتت عبارة عن أوكار للإرهاب الذي تمارسه تلك المليشيا وتستخدمها لقتل المواطن اليمني واستعباده وإذلاله إلى جانب ممارسة الجرائم الأُخرى والمتمثلة في حوادث الاغتيالات والتفجيرات والاعتقالات والإخفاء القسري بحق معارضيهم وخصومهم السياسيين والعسكريين، وُصُـولاً إلى استهداف المدنيين الذين تربطهم علاقات أسرية وصلة قرابة مع معارضيهم، بالإضافة إلى استهداف العديد من المدنيين الأبرياء من أبناء المحافظات الشمالية، إلى جانب مضايقة الصحفيين وتهديدهم واستهدافهم بطرق مختلفة وعمليات الدهس والحوادث المرورية الأُخرى بواسطة الآليات العسكرية التابعة لمليشيا وأدوات الإرهاب الإماراتي والتي توسعت في الآونة الأخيرة بشكل أكبر، وخُصُوصاً في محافظة عدن التي باتت ساحة مفتوحة للانتهاكات والجرائم المُستمرّة والتي لا تكاد أن تخلوَ من الضحايا بشكل يومي، في ظل تكتم إعلامي وحقوقي واسع، إضافةً إلى استخدام السجون السرية والتي تعد من أبرز الأماكن المغلقة لممارسة أنواع الجرائم المختلفة والمتمثلة في عمليات القمع والترهيب والتعذيب النفسي والجسدي بحق المئات من المعتقلين والمخفيين قسراً من معارضيها والمناهضين خيانتها وعمالتها وسياستها الإجرامية والتدميرية بحق الشعب والوطن، حَيثُ اعتمدت تلك المليشيا إلى استحداث سجون سرية لممارسة جرائمها إلى جانب السجون الثلاثة التي تتواجد في منطقة بير أحمد غرب عدن والتي تستخدم أحدها كسجن جماعي والثاني سجن انفرادي والثالث سجن سري مخصص للمخفين قسراً، بالإضافة إلى سجون انفرادية وجماعية أُخرى تمتلكها ما تسمى بقوات الدعم والإسناد والحزام الأمني ومعسكر القوات الخَاصَّة، بالإضافة إلى سجن المخابرات والأمن السياسي والقومي بمدينة عدن والذي تم تحويله إلى سجن سري تابع لمليشيا الانتقالي الموالي للإمارات، إلى جانب التحريض الممنهج على المناطقية والعنصرية التي باتت تمارسها مليشيا الانتقالي ضد أبناء المحافظات الشمالية والشرقية تنفيذاً لأوامر وأجندة أسيادها في الإمارات وغيرها من الدول المعادية لليمن رغم الإدانات المحلية والدولية، في مخالفة صريحة لكل ما جاءت به الشرائع السماوية واللوائح الدستورية والقوانين الدولية والحقوقية التي تحرم وتجرم ذلك، وما يزال المجتمع الدولي يتعمد الصمت والتجاهل رغم الدعوات المتكرّرة التي أطلقها الحراك الجنوبي وطالب من خلالها بفتح تحقيق دولي في جرائم وانتهاكات ميليشيا الانتقالي والتي لم تلق أية استجابة من قبل الهيئات والمنظمات الحقوقية والمدنية حتى اليوم، ومن هذا المنطلق بات يتوجب علينا كشعب يمني يبحث عن السلام العادل والشامل الذي يضمن لنا حرينا وكرامتنا التحَرّك الجاد والانتفاض في وجه تلك المليشيا ودحرها واستئصال هذا الداء السرطاني الخبيث.